افتتح بعد ظهر امس الجمعة اول مشروع زراعي لمؤسسة فارس فتوحي على ارض مقدمة من وقف مار الياس الحي في ميروبا.
وبعد النشيد الوطني، رحب عريف الاحتفال، رئيس المؤسسة فارس حتوحي، بالقول: "الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ", قد ينطبق هذا المزمور اليوم على واقعنا، اذ ان الشعب اللبناني يمر بازمة اقتصادية حادة، دفعت كل واحد منا الى العودة الى الارض لا بل الى الجذور, وبعد سنوات طويلة من الاتكال على الاستيراد واهمال ثروتنا او ما يمكن ان تؤمن لنا اقله من قوتنا اليومي، فها نحن قد عدنا!".
واضاف: بداية، نتوجه بالشكر الى الاب بيار سمعان، وجميع الحضور معنا اليوم فردا فردا، ووقف كنيسة مار الياس الحي في ميروبا التي قدمت قطعة ارض من اجل المساهمة في هذا المشروع الزراعي، حيث نأمل ان تتوسع مثل هذه المبادرات بعدما باتت العناية بالزراعة حاجة محلة في الظروف الصعبة التي نمر بها، ومن هنا نوجه رسالة الى الكنائس في لبنان ان تضع أراضيها بتصرف المجتمع لاستثمارها زراعيا وتأمين الغذاء، خصوصا ان لبنان يستورد 70 بالمئة من حاجاته الغذائية، واليوم اصبحت الاسعار مرتفعة جدا نتيجة الازمة الاقتصادية والمالية التي نمر بها.
وأردف, "لمواجهة هذه الازمة لا بد من تعاون الجميع، لان مثل هذه المبادرات، لا توصل الى الحصاد المبتغى الا اذا كانت مستدامة، لذا فاننا نطالب المعنيين في الدولة من وزارات ومؤسسات عامة الى دعم القطاع الزراعي كركن اساسي في الاقتصاد الوطني وحمايته، لاسيما بعد الاهمال الذي اصابه في السنوات الاخيرة. فان الاستثمار في الزراعة يسد حاجات البلدات الغذائة، وهذا ما بشرنا به اليوم، ونأمل بفضل التعاون القائم بيننا ان نصل الى هذا الهدف".
وتابع: من جهة اخرى، في وقت نأمل فيه الا تطول الازمة الاقتصادية، كونها لا تنفصل عن سلسلة الضغوط الخارجية والتدخل في شؤوننا من اجل اخضاع البلد، ولكن هذه الضغوط لا يمكن ان تحبط من عزيمتنا، فنحن اعتدنا الصمود والبحث عن السبل الي تؤمن لنا الحياة الكريمة، وباذن الله سنجدها, ولكن، علينا ان نأخذ من هذه الازمة العبر ونستنتج منها الحلول، فقد حان الوقت ان يتغير مفهوم التعاطي السياسي في لبنان، من تعدد الولاءات والمصالح، الى التركيز على الانسان اولا وتأمين حاجاته لا سيما على المستوى المعيشي والاقصادي".
وفي هذا السياق, نحن نؤيد كل الخطوات الاصلاحية لانقاذ البلد التي يصر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على جعلها من المسلمات، لا بل ثوابت الدولة، لتشكل مدماك الثقة الذي على اساسه سيستعيد لبنان عافيته.
وختم فتوحي: "من الواجب الوقوف الى جانب بعضنا البعض، لا سيما في ظل فشل الدولة في تأمين كافة المتطلبات الاساسية للمواطن، والمبادرة الزراعية اليوم هي الاولى من نوعها لمؤسسة فارس فتوحي الاجتماعية، ضمن برنامجها الذي سيتوسع ليشمل مختلف بلدات كسروان الفتوح، التي تحتاج الى الاهتمام الكبير، وهو امر ستضعه مؤسسة مفتوحي نصب اعينها للوقوف الى جانب اهلنا في هذه المنطقة المحرومة. مع علمنا ان الدولة تتقاعص عن تلبية متطلباتها، فنحن منهم وهم منا,ففي مفهومنا للعمل الاجتماعي الافعال هي التي نأخذ بها ولا نكل الا لحين تحقيقها... فنكون كالحب الذي "وَقَعَ بَعْضُهُ في الأَرْضِ الصَّالِحَة، وَنَبَتَ فَأَثْمَرَ مِئَةَ ضِعْف".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News