المحلية

الأحد 26 تموز 2020 - 02:00

"الثورة 2"... أسيرة موجات "كورونا"

"الثورة 2"... أسيرة موجات "كورونا"

"ليبانون ديبايت"

لا يكاد "الثوار" ينظمون أنفسهم ويستعدون لاطلاق ثورتهم بحلتها الجديدة مستفيدين من الانهيار الحاصل على الاصعدة كافة والذي باعتقادهم انه سيدفع المزيد من الناس الى الشوارع، حتى تحاصرهم موجات "كورونا" فتحد من تحركاتهم وتفشل الكثير من خططهم. ولعله وبعد أن اعتقد هؤلاء ان الظروف نضجت كثيرا في الآونة الاخيرة خاصة بعد تحليق سعر صرف الدولار والتراجع المدوي بساعات التغذية بالتيار الكهربائي والأهم فقدان معظم المواطنين القدرة الشرائية مع جنون الاسعار واستمرار المصارف باحتجاز أموال المودعين والسير بهيركات فاق الـ60% حاصرة خياراتهم بسحب اموالهم المودعة بالدولار بالليرة اللبنانية على سعر صرف 3850 علما ان سعر الصرف في السوق يلامس الـ9 آلاف، أتت الموجة الثانية من "كورونا" لتكبّل كل التحركات التي كان قد بدأ التحضير لها، خاصة مع الارتفاع الهائل بعدد المصابين يوميا ما ينذر بالأسوأ.

ويحاول عدد من الوجوه الثورية تقليص الخسائر من خلال الاستفادة من عامل "الوقت الضائع" لانشاء قيادة موحدة للثورة تتكىء على كتلة برلمانية وازنة، وهذا ما كشفه العميد المتقاعد جورج نادر لافتا الى انه وبعد أن كان هناك رفض تام لفكرة القيادة من قبل الثوار في نسختها الاولى، يمكن اليوم الحديث عن نضوج ما يجعلنا ننكب على توحيد الجهود والمجموعات وقد نجحنا بعد ان كنا عشرات ومئات المجموعات ان نخفض العدد ليصل الى قرابة 7 مجموعات تمهيدا لقيام اطار سياسي جامع أو اقله هيئة تنسيق توحد الاجندة والاعمال الميدانية، ونؤكد ان هناك اخبار سارة قريبة في هذا المجال. ويشير نادر في حديث لـ"ليبانون ديبايت" الى ان العمل يشمل ايضا السعي لقيام تكتل نيابي من النواب المعارضين ونسعى لأن يشمل نحو 9 او 10 نواب.

وبالتزامن مع الانكباب على تنظيم صفوف الثورة وقيادتها، تدرس الوجوه الثورية أخطاء المرحلة السابقة والاسباب التي دفعت الكثيرين لترك الشارع والانسحاب من الساحات. وفي هذا السياق، يتحدث نادر عن عدة أسباب تجعل الناس غير متحمسين للعودة الى "الثورة"، لافتا الى ان القسم الاكبر منهم كانت ينتظر تبلور قيادة للثورة تقوده الى المكان الصحيح لكنها لم تتشكل لأنه كان هناك رفض تام من قبل الثوار بوقتها، مضيفا:"كما اننا لم نقدم مشروعا اقتصاديا – سياسيا – ماليا بديلا يقنع الناس، ولم نعط هوية سياسية للثورة واقتصر الموضوع على بعض الشعارات وبعض المبادىء والمفاهيم. من دون ان ننسى ان كورونا فرضت اجراءات كثيرة ولا تزال تفعل ما يؤدي لاقتصار التحركات على نشاطات خجولة".

من جهتها، تعتبر الدكتورة منى فياض، الاستاذة في علم النفس في الجامعة اللبنانية أن الناس لا يمكن أن تبقى في الطرقات بشكل دائم، فقد ظلوا في الساحات على مدى 3 اشهر، لكن ومع الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، خاصة وأن معظم من انتفضوا وثاروا هم من الطبقة الوسطى من دون ان نغفل انه كان الى جانبهم أشخاص من كل الفئات وكل المناطق وهو ما جعلها ثورة حقيقية، اضطر القسم الاكبر للانسحاب للبحث عن لقمة العيش. وتشير فياض في حديث لـ"ليبانون ديبايت" الى ان "الامور تتدهور بالتدرج وبميادين عديدة، ما يجعل الناس غير قادرين على تحديد السبب الاساسي لتحركهم، أضف أنهم أعطوا فرصة لهذه حكومة واختبروها قبل ان يطرحوا الثقة بها، خاصة وانها اتت في وقت لم يكن هناك لا قيادة ولا برنامج موحد لقوى الثورة".

وبحسب فياض، فان السبب الابرز لعدم حماسة الناس للعودة الى الشارع هو سلاح حزب الله ونجاح قوى السلطة بتفخيخ الثورة عن طريق عدد من المجموعات لجأت للعنف، لافتة الى ان "حزب الله مارس ولا زال يمارس ترهيبا حقيقيا يجعل كثيرين من أنصار الثورة مترددين في العودة الى الشارع، ولعل ما يفاقم ذلك غياب المعارضة السياسية الحقيقية للحزب الذي يشعر انه لاعب وحيد يستولي على الملعب بأسره، فكيف نطلب من المواطن ان يؤمن بقدرته على التصدي للحزب طالما هو لا يجد أصلا من ينطق باسمه بين القوى السياسية، مع تأكيدنا انه ورغم كل ذلك، فان الثورة غيّرت كثيرا في القيم والمسلمات التي ألصقها البعض بااللبنانيين مصورين اياهم وكأنهم لا يريدون دولة وانهم طائفيون وما يعنيهم السعي وراء زعيم".

وبغض النظر عن كل ما سبق، تبدو فياض متفائلة بأن ما يحصل شبيه بنقطة زيت ستنفلش عاجلا أو آجلا، معتبرة ان تراكم الازمات سيدفعنا لا شك الى التغيير الجذري المنتظر، قائلة:" طرح الحياد اليوم أشبه بطوق نجاة نأمل ان يكون ايضا كرة ثلج ستكبر مع الايام. فهل افضل من هذا الطرح لحث الناس من خلاله على النزول مجددا الى الشارع؟! على امل ان يحصل ذلك سريعا فلا يكون البلد انهار تماما حتى ذلك الوقت!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة