المحلية

الأربعاء 01 تموز 2020 - 04:00

جنبلاط يعتمد الأساليب الناعمة والحزب غير آبه!

جنبلاط يعتمد الأساليب الناعمة والحزب غير آبه!

"ليبانون ديبايت"

طرحت تغريدة رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط التي توجه من خلالها قبل أيام الى "قوى الممانعة والرفض والثأر" قائلا لها:" سلمنا انكم تمسكون بلبنان الذي اصبح أشبه بهذه الجمجمة، المتمثلة بوزارة الشر المطلق التي تؤيدونها لحساباتكم الاقليمية فوق ما تبقى من أشلاء لبنان.لكن هل يمكن ان نتساعد في التخفيف من الوباء ام ان الكورونا جزء من المواجهة"، أكثر من علامة استفهام حول علاقة الحزب "التقدمي الاشتراكي" بحزب الله والتي عادت الى "ربط النزاع" في ايلول الماضي بمساع من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي نجح بمصالحة الطرفين بعدما تصاعدت الخلافات بينهما ما أدى لاندلاع سجالات مفتوحة ظلت من دون أفق.

وقد التزم الفريقان طوال الاشهر الماضية بمقتضيات "ضبط النفس" رغم تهجّم زعيم المختارة أكثر من مرة على الحكومة التي يداريها الحزب برمش العين، الا ان التغريدة الجنبلاطية الاخيرة أوحت باهتزاز العلاقة مجدداً مع الحزب، رغم تأكيد مصادر "التقدمي الاشتراكي" ان العلاقة معه لا تزال حيث انتهت في لقاء عين التينة الاخير الذي اعاد الاعتبار لتنظيم الخلاف السياسي ودفع باتجاه ابقاء خطوط التواصل مفتوحة، لافتة في حديث لـ"ليبانون ديبايت" الى ان هذا التواصل لا يزال قائماً ولو بعيداً عن الاعلام، نافية وجود قطيعة مع حزب الله.

ولا تنفي المصادر ان الخلافات الكبيرة في مقاربة الموضوع الاقليمي ودور لبنان في المنطقة وعلاقته مع محيطه العربي، هي التي تؤدي الى اهتزاز هذه العلاقة، باعتبار انه وعلى الصعيد الداخلي، هناك نظرة مشتركة للكثير من الملفات ولعل أبرزها مكافحة الفساد والموضوع الاقتصادي الاجتماعي. وتضيف المصادر:"على كل حال المسألة ليست مسألة علاقة ثنائية مع الحزب بقدر ما هي ترتكز حول نظرتنا الى دور لبنان الذي بات يبتعد أكثر من اي وقت مضى عن محيطه العربي، وهذه مسألة غير مقبولة بالنسبة لنا وتنعكس سلباً على الاقتصاد والمجتمع والواقع اللبناني ككل".

وليس مستغرباً أن تشكل هذه النقطة سبباً للاستياء الجنبلاطي، باعتبارها وكما تبيّن تزعج حتى حلفاء الحزب وعلى رأسهم "التيار الوطني الحر" الذي لم يتردد رئيسه النائب جبران باسيل خلال إطلالته التلفزيونية الأخيرة من انتقاد علني لدور الحزب في اليمن وغيرها من الدول العربية. لكن كل ذلك لا يبدو أنه يعني كثيرا قيادة الحزب المنشغلة حاليا على الحدود الجنوبية وبالرد على الاستهداف الاسرائيلي لأحد عناصرها في سوريا.

من هنا تقول مصادر مطلعة على موقف الحزب انه لا يستغرب التغريدة الجنبلاطية الأخيرة "التي تندرج في اطار سياسة المتناقضات التي كان يتبعها زعيم المختارة وعاد اليها مؤخرا خاصة في ظل الوضع الداخلي الحالي ووضعيته غير المريحة"، لافتة وفي حديث لـ"ليبانون ديبايت" الى انه "قد تكون هذه المرة الاولى التي يُهمل فيها الحزب مواقف جنبلاط من محور المقاومة، لعلمه بخلفيات هذه المواقف وأبرزها محاولة البيك تحسين موقعه بعدما اعتقد كما "المستقبل" و"القوات" ان حكومة الرئيس حسان دياب لن تصمد وسيعودون الى الحكم عاجلا او آجلا، ليكتشفوا اليوم ان هذه الحكومة باقية والارجح حتى الانتخابات النيابية المقبلة، وهو ما يجعلهم خائفين على مصيرهم السياسي وبالتحديد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي كان قد أقنع جمهوره وجماهير أخرى ان لا بديل عنه لرئاسة الحكومة من منطلق انه الممثل الاوحد للسنة، ليتبين خلاف ذلك اليوم، كما النائب السابق وليد جنبلاط الذي كان يظن ان لا أحد يمثل الدروز سواه في اي حكومة، وقد أسقطت هذه الحكومة هذه النظرية بالممارسة، وهو ما يجعله حائراً في اصطفافه الجديد".

وبغض النظر عما سبق، لا يبدو ان هناك استعداداً لدى حزب الله او "التقدمي الاشتراكي" على حد سواء للتضحية بالعلاقة بينهما والعودة بها الى ما قبل الـ2007، اذ يدرك الطرفان ان الواحد منهما سيكون بحاجة للآخر في مرحلة من المراحل، ما يحتم الابقاء على حد أدنى من العلاقة والتواصل من دون ان يعني ذلك ان بعض المناوشات التي تحقق مصالح آنية في الوقت الضائع!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة