اخر صفحة

الخميس 06 آب 2020 - 19:08

لماذا بالرزق ولا بأصحابه وهل هي ضريبة البقاء على قيد الحياة؟

لماذا بالرزق ولا بأصحابه وهل هي ضريبة البقاء على قيد الحياة؟

كتب روبير فرنجية:

"بالرزق ولا بأصحابه" عبارة ترددت كثيراً هذه الايام ونحن لم نوفر استخدامها في لحظات حزينة حين كنا نسمع من أصحابنا ورفاق عمرنا عن خسائر جنى أعمارهم.
هذه العبارة شبيهة بعبارة "حديد بحديد" حين يقع حادث سير كبير أو صغير للترضية وترطيب الخواطر.
لماذا علينا أن نخسر ممتلكاتنا وأرزاقنا وعقاراتنا وسياراتنا ومكاتبنا ونفرح ونحتفل أننا لم نمت؟!
لماذا علينا أن نقبل يدنا "وجه وقفا " لأننا بقينا على قيد الحياة برتبة مواطنين مشردين ومهجرين؟
"بالرزق ولا بأصحابه" قلتها للممثلة بيتي توتل حين أخبرتني أن منزل اهلها طار ووالدتها في المستشفى.
قلتها وأقترفتها حين روى لي الزميل روي مالكيان كيف خسر تعب عمره وأحلامه حين قضى الانفجار على الاستديو المتطور الذي حقق به حلمه الكبير في وطن يبعثر حكامه أحلام الناس ويغتالون طموحاتهم.
عبارة "بالرزق ولا بأصحابه" رددتها أيضاً على مسمع الزميلة لين طحيني حين رأيت أثاث منزلها الجميل وقد أصبح أطلالاً.
هل تحتفل لين لأنهم كانوا في بيت الجبل وحرارة الساحل أنقذتهم؟
"بالرزق ولا بأصحابه" قلتها للصديق طوني سعادة حين رأيت الدمار في مكتبه ومكاتب الخبير الاقتصادي مروان اسكندر وقلتها ايضاً للزميلة جمانة رفيق حبيقة حين أخبرتني أن الانفجار أنتقم من منزل والدها النقيب رفيق حبيقة ولم تسلم منه حتى البيانو وشقيقاتها الالات الموسيقية فيما نجت والدتها التي كانت بضيافتها.
"بالرزق ولا بأصحابه" ابتدعتها عبارة حين رأيت صور الاضرار في اذاعات صوت الغد وصوت لبنان وأغاني أغاني وغيرهم...
قلت هذه العبارة وأنا اتصل بالزملاء وديع ابو جودة ونوال ليشع وطوني هيكل وفراس حليمة للاطمئنان أنهم ليسوا في عداد المفقودين أو الجرحى أو ..." بعيد الشر" عن قلوبهم وان قضى الشر والاشرار على ممتلكاتهم فبسيطة العبارة وجاهزة "بالرزق ولا بأصحابه".
هل على المواطنين أن يسددوا فاتورة الجهل والحقد والتقصير إما بأرواحهم وإما بممتلكاتهم؟
هل على الناس أن يرسلوا برقية شكر الى الحكومة لانهم تعرضوا للخسائر المالية ونجوا من الخسائر البشرية ؟ .
هل يعلم أهل السياسة وهم من البورجوازيين الطارئين أن برواتبنا لا نستطيع ترميم درفة نافذة؟
كأنني أسمع صوت المسؤول ينصح المتضررين : أستغنوا عن الزجاج واستعملوا النيلون .
كأنني أرى المساعدات خيمة وفرشة وأغطية لنصبح كالمواطنين اللاجئين في أرضنا.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة