"ليبانون ديبايت"
كثيرٌ من القضايا التي تبدو بسيطة ولا يكاد يلتفت إليها أحد تكون مهمّة للغاية للبعض من الناس، إطلاق المبادرات دليل على أن المجتمع حيّ وقادر وخلاق، وهو دليل قاطع على استعداد بعض الأفراد على التضحية بأوقاتهم الثمينة من اجل الخدمة العامة في وطن بات الوقت او السنوات تمر دون قيمة.
مكرّم مرحبا، طالبة في باريس من مدينة طرابلس تقضي اجازتها في لبنان، هزّها هول الانفجار في مرفأ بيروت، وهالها حجم الخسائر التي تعرضت لها مدينة بيروت، غيرتها وحبها لوطنها دفعها الى اطلاق مبادرتها الفردية لمساعدة عائلات منكوبة يفترض بالشكل انهم بغنى عن مساعداتها لانهم من سكان بيروت العاصمة المقتدرة سياسياً بينما مسقط رأسها العاصمة الثانية طرابلس فيها عائلات محتاجة أكثر بكثير.
مكرّم مرحبا أبت إلّا أن تقف الى جانب العائلات المظلومة، اتصلت بشقيقها زياد في باريس، ونظّما حملة جمع تبرعات من جهات لبنانية في بلدان الاغتراب، كما نظّمت حملة جمع تبرعات من مدينة طرابلس والهدف الأساس التوجّه بالمساعدات الى العاصمة بيروت بعيداً عن المناطقية التي تحكّمت بنفوس البعض لعقود من الزمن.
قدَر اللبنانيين التعاطف مع بعضهم البعض، المقتدر يساعد من هو بحاجة، وما اجمل صورة الوحدة الوطنية تتجسّد على الارض، تماماً كالإهتمام بالنازحين من الجنوب في حرب تموز، او كالاهتمام بالشماليين بعد انتهاء الاشتباكات في طرابلس، واليوم طرابلس تتعاطف مع بيروت، لكن اللافت والمهم في الرسالة الطرابلسية انها تعاطف بفلس الارملة.
في حديث خاص لموقعنا اكدت مكرّم ان "الشعور الانساني لا يمكن اخفاؤه، كما لا يمكن عدم الالتفات الى عائلات تضررت بسبب الانفجارات، حاولنا مساعدة ابناء بيروت وفق الامكانيات المتوفرة لدينا".
اضافت: "بما اننا لسنا جميعة خيرية رسمية، كان لا بدّ من التعاون مع جمعيات معروفة مثل كاريتاس لبنان، جمعية AUB، وBOX OF LIFE، تلك الجمعيات المعروفة والموثوقة وذات السمعة الطيبة، كان دورنا تأمين المساعدات الى تلك الجمعيات التي تقوم بدورها على توزيعها الى العائلات".
وعن نوع التقديمات التي أمّنَتها اجابت: "تقديمات مختلفة من ثياب وطعام وماء وسواها، في اليوم الثاني للانفجار قدمنا 300 حصة غذائية جاهزة، وبعد ان كان الاعتماد على مؤسسة كاريتاس لبنان في نقل المساعدات من طرابلس الى بيروت في اليوم الاول، غير اننا شاركنا في اليوم الثاني شخصيا بحضورنا الى خيم ساحة الشهداء حيث ساعدنا الجمعيات على توزيعها ليتبين لنا حاجة بعض العائلات الى مساعدات عينية متعلقة بالاطفال كالحليب والحفاضات فسعينا وفق امكانياتنا لتأمينها".
وعن الخطوات اللاحقة قالت: "نعمل حالياً على تأمين احتياجات بعض العائلات الى ادوية طبية بالتعاون مع ريان كرامة الانسانة التي اعتادت على فعل الخير وجمع التبرعات والتي تعشق العمل الإنساني، وبالتنسيق مع بعض الطلاب ورجال الاعمال في الاغتراب، اضافة الى بعض المحسنين من ابناء طرابلس".
قد تكون لمبادرة مكرّم الفردية وقعها في احداث تغيير في حياة الآلاف من البشر ومن خلفهم عائلاتهم وفي دولة تعد من أفقر دول العالم ويعيش معظم سكانها تحت خط الفقر، من المؤكد ان لبنان يعتمد على تلك المبادرات ليتمكن من تخطي أزمته.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News