أمن وقضاء

الخميس 27 آب 2020 - 10:15

اللواء إبراهيم يُحذر من "مكامن الاختلال التي تتهددنا"

اللواء إبراهيم يُحذر من "مكامن الاختلال التي تتهددنا"

وجّه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى العسكريين بمناسبة عيد الأمن العام الخامس والسبعين كلمة الى العسكريين جاء فيها: "أيها العسكريون، يحل العيد الخامس والسبعون للأمن العام، فيما الحزن العميق يترك الما بالغا في صفوفنا جراء استشهاد ثلاثة من خيرة رجالنا، فضلا عن ثلاثة وعشرين أصيبوا بجروح مختلفة جراء الأنفجار الهائل الذي كاد أن يمحو العاصمة بيروت، وأودى بمئات القتلى وآلاف الجرحى، ومثلهم ممن اضطروا الى ترك بيوتهم التي تصدعت، ناهيكم بدمار نزل بآلاف الوحدات السكنية والشركات والمحال التجارية وما يزيد من شدة الألم ووقعه، ان الكارثة أصابت كلا منا بطريقة او بأخرى".

واعتبر أن "هَوْل ما حصل لا يمكن نسيانه او تجاوزه لأجيال كثيرة وسيبقى في عقولنا وضمائرنا ووجداننا إحتراما للشهداء الذين سقطوا".

وشدد على أن "الضرورة القصوى حاليا هي للتعاضد والتعاون وفقا لأرفع معايير الشفافية للنهوض من الفاجعة التي أصابت كل لبنان بلا استثناء، هي للتماسك الوطني في ظل تصدع اصاب من الدولة والمجتمع مقتلا، لا يمكن إنكاره في حال من الأحوال"، مشيراً الى أن "من يحاول ان ينفي ذلك أو يقلل من حجم اهتزاز بناء الدولة، بعدما انكشف الأخير على سلسلة ازمات كلها ذات طبيعة وجودية كونها لامست حق العيش ذاته بدءا من الهواء النقي، وصولا إلى الإنفجار الرهيب وما بينهما من مآزق اقتصادية واجتماعية ومالية ونقدية وصحية، انما هو شريك في كل ما أصاب وطننا".

وتوجه الى العسكريين بالقول: "أيها العسكريون، لبنان ليس خطأً تاريخيا، ولا هو فائض جغرافي، بل دولة كاملة الأوصاف، هو دولة متميزة بأنبل شعب أصر دائما على العيش المشترك واعطاه قيمة دستورية"، مؤكداً أن "مهمتنا اليوم ان نصون ونحصّن دولتنا وشعبنا مترفعين عن صغائر تحاول العبث بوطننا ومن أجل هذا أقسمنا على الوفاء والتضحية ذودا عن لبنان دولة وشعبا ومؤسسات".

ولفت اللواء ابراهيم الى أن "لبنان يمر اليوم في ظروف حساسة جدا، تتضمن مخاطر عالية في ظل تتابع الأزمات وتراكمها لكن الخروج من هذا النفق ليس عسيرا، وإن كان ينطوي على صعوبات، طالما كان لبنان اللبنانيين الحيويين والمبدعين والخلاقين، طالما كان لبنان اللبنانيين المؤمنين بقوة الإرادة، وبحب الحياة انتصارا على الموت".

واعتبر "أننا دولة قوية في التاريخ، بنا يُؤرخ التاريخ، وبقدم حضارتنا يُعرّف العالم، وبأبجديتنا كتبت البشرية سيرتها لذا فإن لبنان ليس أسطورة مُختلقة، بل هو حقيقة ثابتة وساطعة، من بين كل الدول سجل القدرة الحقيقية على العيش بين متنوعَيْن وذلك بقرار واع وصادق من شعبه الذي كان اقوى من كل الاحتلالات".

وتوجه الى العسكريين بالقول: "أيها العسكريون، وحدُنا في لبنان آمَنّا بحرية الفرد واعتقاده، فلم تكن دولتنا تفرض اعتقادا واحدا، بل كانت فضاء للحرية والتعبير والتنوع والتسامح، ومن خرج على هذه القيم وعنها، إنما لفَظَه التاريخ خارجا ليستمر لبنان كما يعرفه ويحبه العالم اجمع"، مشيراً الى أن "تنوعَنا كان نقيضا لكل عقل احادي ضيّق وما نجح به لبنان في هذا السياق عجز عنه كثيرون فكم من دولة كان يجمع شعبها الكثير من المشتركات ولم تُفلح في الاستمرار".

وأكد أن "في مناسبة مئوية اعلان لبنان الكبير، كلنا مدعوون أكثر من أي وقت مضى الى التفكير والتبصر في عناصر القوة لحفظها والبناء عليها، وفي مكامن الاختلال التي تتهددنا حاليا مع تلك التي هددتنا سابقا للفْظِها مرة واحدة وأخيرة، لكن هذا لا ينفي على الإطلاق ان ما حل بلبنان كان وراءه كل من قدّم ذاته على وطنه، وفضّل اهواءه على هويته الوطنية"، مشدداً على أن "لبنان يتمتع بتراث ديموقراطي وسياسي وفكري وثقافي قادر على بلورة مستقبل متطور وحديث. انها مناسبة لتأكيد خيارنا الذي سيبقى دائما: نبني وطنا ينعم ابناؤه بالعدالة والحرية والحق الانساني".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة