قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الجمعة 18 أيلول 2020، إنَّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أراد أن يوقع اتفاق تطبيع مع إسرائيل بعد الإمارات والبحرين، إلا أن والده الملك سلمان عارض ذلك، كما كشفت عن حدوث خلافات بين بن سلمان والعاهل السعودي بخصوص "تطبيع العلاقات مع إسرائيل".
يأتي هذا التقرير، بعد تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء 15 الماضي، خلال توقيع اتفاق التطبيع بين الإمارات والبحرين من جهة، وإسرائيل من جهة ثانية، قال فيه إن هناك محادثات متقدمة مع الرياض؛ من أجل التحاقها هي الأخرى بالاتفاقية، وهو الأمر الذي لم تؤكده أم تنفيه المملكة.
وأضافت الصحيفة أن الملك سلمان بن عبدالعزيز لطالما أيد لسنوات عديدة، مقاطعة إسرائيل والمطالبة بدولة فلسطينية مستقلة، إلا أن بن سلمان يريد إقامة علاقات تجارية مع إسرائيل، وإنشاء جبهة موحدة ضد إيران، وتجاوز الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، لأنه نزاع صعب.
كما لفتت إلى أن العاهل السعودي صُدم بشدة خلال إجازته، عند إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في 13 آب، عن توقيع إسرائيل والإمارات اتفاقاً لـ"التطبيع الكامل" لعلاقاتهما.
الصحيفة نفسها ذكرت أن سبب هذه الصدمة أن ولي العهد السعودي لم يبلغ والده مسبقاً بالاتفاق بين تل أبيب وأبوظبي.
وذكرت الصحيفة أن بن سلمان خشي أن يعارض والدُه الاتفاق، باعتباره لا يساهم في مطلب الفلسطينيين إقامة دولتهم، لدرجة أنه (لو علِم الملك) لما كان بالإمكان أن توقع الإمارات اتفاقاً مع إسرائيل بهذه السهولة.
كما أشارت إلى أنه بعد إعلان اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي، طلب العاهل السعودي من وزير خارجيته إعادة تأكيد التزام بلاده بإقامة دولة فلسطينية.
وبينت الصحيفة أنه بعد ذلك كتب أحد أفراد العائلة المالكة، مقرب من الملك السعودي، مقالاً في صحيفة مملوكة للسعودية، جدد فيه موقف بلاده، ولمح إلى أن الإمارات يجب أن تضغط على إسرائيل من أجل تقديم المزيد من التنازلات.
وذكرت الصحيفة أنه خلال اجتماع بين صهر ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، وولي العهد في السعودية، قال الأمير محمد بن سلمان إن والده "لن يقبل باتفاق تطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية".
إذ أكد ولي العهد أن أقصى ما يمكن أن تفعله المملكة في الوقت الحالي، بسبب اعتراض الملك السعودي، هو المساهمة في انضمام "البحرين الصغيرة" إلى اتفاق التطبيع مع إسرائيل.
جدير ذكره، أنه في 13 آب الماضي، أعلنت الإمارات وإسرائيل اتفاقاً للتطبيع الكامل بينهما، أتبعته البحرين بخطوة مماثلة في 11 أيلول الجاري.
والثلاثاء 15 أيلول، وقَّعت الإمارات والبحرين اتفاقيتي التطبيع مع إسرائيل في البيت الأبيض، برعاية الرئيس الأميركي، مُتجاهلتين حالة الغضب في الأوساط الشعبية العربية.
في يوم التوقيع على اتفاق "التطبيع"، أعلن مجلس الوزراء السعودي، أن بلاده "مع حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية".
جاء ذلك في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، بعد وقت قصير من مراسم توقيع اتفاقي التطبيع بين البحرين والإمارات من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، في البيت الأبيض، بالعاصمة واشنطن.
وفق الوكالة، استعرض المجلس برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، عبر الاتصال المرئي، مجمل الموضوعات حول تطورات الأحداث ومستجداتها في المنطقة والعالم.
أكد المجلس "الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعم جميع الجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بما يمكِّن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
فيما لم يعلق المجلس على توقيع اتفاقي التطبيع بين البحرين والإمارات وإسرائيل، أو ما أثير من أحاديث أميركية عن محادثات مع الرياض للسير في الاتجاه ذاته.
وكان وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أعلن من برلين في 19 آب الماضي، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني، أن بلاده لن تطبِّع العلاقات مع إسرائيل قبل التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني شامل على أساس المعايير التي حددتها المبادرة العربية للسلام عام 2002 وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News