المحلية

الأربعاء 23 أيلول 2020 - 03:00

تغريدةٌ كشفَت "عين قانا" في آب...

تغريدةٌ كشفَت "عين قانا" في آب...

"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

بين "جهنّم" للحظات عاشها قاطنوا مبنى عين قانا، وأشهر "جهنم" المرشح ان يعيشها اللبنانيون، حبل غليظ يربط اسمه حزب المقاومة وفائض قوته. غير ان الفارق بين الجهنمَين، ان الاولى قرار إراديّ ارتضاه سكان المبنى والحي عن قناعة وايمان، فيما الثانية فرضت على اللبناني مكرهاً لا بطل، بانتظار "بئس المصير والمسار".

تغريدةٌ وحيدة للصحافي ألكس بنجامين، كانت كفيلة بفتح شهية المحللين، حيث تحدث عن مستودع لحزب الله في المنطقة، نشر صورته في السابع من آب، قائلا "هذه الصورة في بلدة عين قانا جنوب لبنان. في المكان المشار اليه يستعمل عناصر حزب الله عدد من المنازل لما يسمى وحدة الهندسة حيث يتم في هذا المكان تصنيع عبوات (رعد، سجيل، عاصف) . في هذا المكان قرب منازل الآمنين يوجد مخزن فيه اطنان من "C4" ، "RDX" , "TNT".

وتابع الصحافي بنجامين "أن المخزن يبعد أمتار فقط عن المصنع، يوجد ايضاً في مخزن آخر صواعق كهربائية وبعض الذخيرة الحية. يتم تمويه المصنع على انه معمل أجبان وألبان."

تغريدة تطرح الكثير من علامات الاستفهام، عمّن قدمها لناشرها في تاريخ سابق، وهل ما حصل أمس كان محض صدفة أم كان عملاً أمنياً على غرار ما يحصل في ايران؟

في كل الاحوال، وبعيداً عن التكهنات والنظريات وكميات الدجل والانكار ونفي الحقائق والوقائع، تحت مئة حجة وحجة لا تمر على أيّ كان، في دولة تدور الارض دورتها كاملة قبل ان تكتشف حقائق ظاهرة وواضحة، اذا ما أرادت ان ترى وتسمع، وفيما لا وجود لرواية رسمية، يبدو ان الثنائي الشيعي "متيّس" على مواقفه. فلا خروج رئيس الجمهورية مصارحاً اللبنانيين،كاشفاً الحقيقة المرّة، التي يعرفها الجميع ولا يريدون تصديقها، بعفوية، ولا تمديد مهلة الاعتذار، ولا "تلفونات" ماكرون "وشوشاته"، نفعت حتى الساعة في تليين مواقف الثنائي.

وتحت ستار مصالح اقليمية - دولية - محلية متشابكة يخوض كل من الافرقاء معركته. فريق سني للحفاظ على ما تبقى من طائف يعتبره انجازا، وشيعي ساعٍ الى تحقيق حلم المثالثة في نظام موعود "على الطريقة الفرنسية".

فالمشكلة هذه المرة براء منها "صهر العهد"، كذلك سيده الساعي الى تأمين اقصى درجات التعاون والتسهيل، علّ المخاض ينتهي الى ولادة حكومة العهد الاولى، في الوقت الذي يسعى حزب المقاومة الى الاستفادة من الانفتاح الفرنسي عليه ليرسم المرحلة السياسية المقبلة وهامش حركة الافرقاء السياسيين، وفق اجندة راعيه الاقليمي، وهو ما طال بشظاياه حليفه الاول الرئيس عون، ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل.

رد ثنائي على رئيس الجمهورية لم يتأخر، كل من الاطراف على طريقته "هجم" الى الامام. حزب الله وحركة امل، دقا النفير في الشارع واعلنت حارة حريك الاستنفار العسكري، تزامنا مع حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، وضغط من سجناء رومية لتمرير عفو ملغوم، على وقع ارتفاع مقصود في سعر الدولار. في المقلب الاخر حاول الرئيس سعد الحريري قلب الطاولة "بالمقلوب" على عادته، اي على نفسه، فخرج عن اجماع زملائه السابقين، مفضلاً تجرع الكاس المرة مرة جديدة بعصا فرنسية هذه المرة، مقراً انه انتحار سياسي.

لم يخطئ الشيخ سعد في توصيفه، فهو يدرك جيداً ان قراره سيقطع كل جسور التواصل مع السعودية وواشنطن، وسيجعل فريقه في رأس قائمة المشمولين بالدفعة الثانية من العقوبات. ولعلّ الاخطر من رد الفعل الخارجي، هو الشعبي الداخلي، حيث تكفي جولة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي لاكتشاف حقيقة الموقف السني الغاضب. فهل ما حصل خروجاً طوعياً من الحياة السياسية ليفتح الباب امام قيادة جديدة للطائفة؟

فهل غسل الشيخ سعد يده من دم الصديق؟ أم هو تقاسم أدوار مع نادي الرؤساء السابقين؟

الاكيد ان المبادرة دُفنت في مهدها استناداً الى بيان المجلس الشرعي. فهل يغادر شيخ بيت الوسط بيروت ويلتحق ببيك المختارة في باريس، بعدما اكتشف ان لا حول ولا قوة؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة