المحلية

placeholder

محمد الأمين عيتاني

ليبانون ديبايت
الجمعة 25 أيلول 2020 - 14:41 ليبانون ديبايت
placeholder

محمد الأمين عيتاني

ليبانون ديبايت

تجرَّعَ السمّ ليُبعدَه عن الوطن

تجرّعَ السم ليُبعده عن الوطن

"ليبانون ديبايت" - محمد الأمين عيتاني، نائب سابق

عندما سمعت الرئيس الشهيد رفيق الحريري يناديك بمولانا تعجبت فلا عمامة تـعممّ رأسك ولا سبحة بين يديك تذكر بها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، بل نظرة زائغة لا تهـدأ وكأنهـا تفتش عن مجهول لا تعرف كنهـه ولا تعرف كيف تقـاربه. كنت ضائعاً ومترددًا اي طريق تسلُك. هل تقتحم غمار السياسة فتصول وتجول بعدما كان يراودك شعور دائم انك الأحق والأقدر في حمل لوائها والتربع على عرشها، أم طريق العاِلمُ الزاهد، العارف بأمور دينه ودنياه.

فيسعفك تبحّرك بعلوم الدين فتغدو المرشح الأكثر حظًا لتكون على رأس دار الفتوى. والظاهر بأنك لم تنل لا عنب الشام ولا بلح اليمن فبقيت في ارضك تراوح الى ان اتعبك الزمن ولم يخرج لسانك او قلمك عن ما ألفته من التعرض لكرامات الناس والتطاول على من كانوا سبباً في اي نجاح ادركته، حتى في السياسة التي امتهنتها مؤخرًا فإن كتاباتك قد توهم الناس بأنك المدافع الأول عن الخط العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، والمتصدي العنيد للتمدد الفارسي، ولكن الفـارق ان شأنك في ذلك شـأن ذلك الشاعر الذي كـان يحمل في جيبه قصيدتين متناقضتين في آن معًـا، في حين نحمل مع اهلنا قصيدة واحدة أجدنا حفظهـا والمحافظة عليها، قصيدة مطلعها ما انتهجه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومتنها مسيرة حامل مشعله الرئيس سعد الحريري، ووزنها وقافيتها رسالة شكر ومحبة لمملكة الخير التي لم تقصّر يومًا في مساعدة لبنان والوقوف الى جانبه في الملمّات.

مطولتك التي استشهدت بها حول ما رواه لك كهل جزائري تبقى خارج المنطق السياسي، بل تذهب بك وبه بعيدًا في عالم التحريض الذي يقضي على ما تبقــــّى لهذه الطائفة من قدرة على التصدي لما يُحاك لها من دسائس ومكائد.

لقد قضّ تماسك الطائفة ووحدتها مضاجع خصومها في زمن الردّة والتشرذم، فعملوا على إضعافها والتشكيك بقيادتها ، وقد أصابوا بعضًا من النجاح بفضل بعض من أُقصوا عن مركز القرار، إن لم نقل بعض صغار النفوس.

كتاباتك تبدو أنك تعيش في برج عاجيّ ، بعيداً عن هموم الناس، والناس قد أحوجها الغذاء والكساء، وأصبح السواد الأعظم منهم يتسول على ابواب البنوك ليحظى ببعض دراهم تتصدّق بها المصارف عليهم ومن حساباتهم. الناس زهدت الوزارة ومن يشغلها بانتظار صندوق النقد الذي قد يتدارك سقوطها في المجهول ولو بكلفـة عالية.

المبادرات الخيّرة بشروط واضحة وفي الظروف الصعبة مطلوبة، والتفرقة بين المصلحة الشخصية والمصلحة العامة تشكّـل جسرًا لإنقــاذ الوطن، وكبير هو السياسي الذي يخسر على النطاق الشخصي ويتجرع السم طائعًا مختارًا حتى يـُبعد كأسها عن الوطن الذي يبحث أصدقاؤه عن طريق خلاصه.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة