بيروت تخسر أبنيتها التراثية... تواطؤ بين المعنيين والمتعهدين!

"ليبانون ديبايت" - محمد المدني

لم تقتصر الخسائر التي سببها إنفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 على سقوط مئات الضحايا وآلاف الجرحى، بل طالت أيضًا الأبنية التراثية في العاصمة التي تُهدّم بإشراف المعنيين غير "المعنيين".

وفي التفاصيل، أشرف محافظ بيروت القاضي مروان عبود أمس السبت يرافقه المدير العام لمديرية الآثار ساركيس خوري على أعمال هدم وإزالة أجزاء أساسية من المبنى التراثي في منطقة مار مخايل.

وعلم "ليبانون ديبايت"، أن المبنى لم يكن آيلاً للسقوط كما أعلنت بلدية بيروت في تعاميم سابقة، كما أنه من الفئة الأثرية التي يجب ترميمها بشكلٍ فوري للحفاظ عليها، خصوصًا أنه لم يتبق من "بيروت القديمة" إلا 200 بناية تراثية.

وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، فإن أحد المتعهدين الذي كان يعمل في رفع الأنقاض في المنطقة المذكورة، اخترع قصة وجود أحياء تحت الأنقاض كي يبرر الاستمرار بهدم ما تبقى من الأبنية الأثرية المتصدعة بدلاً من ترميمها، وذلك بالتواطؤ مع بعض المستثمرين.

وقد نجحت خطة المتعهد نفسه في هدم المبنى بحجة البحث عن ناجين، وذلك حين تم الإعلان عن استشعار نبض قلب تحت الركام في مار مخايل بتاريخ 3 أيلول الجاري، ما أثار تعاطف جميع اللبنانيين الذين يتمسكون بالأمل رغم نكباتهم التي لا تعد ولا تحصى.

وقام المحافظ مروان عبود أمس السبت بإكمال عمليات الهدم بحجة عدم تجاوب المديرية العامة للآثار مع كتب بلدية بيروت بشأن المبنى المذكور.

وعلم موقعنا أيضًا، أنه لم يتم التواصل مع صاحب المبنى من قبل المديرية العامة للآثار التي بدورها أعطت الموافقة على إستكمال عمليات الهدم.

وعليه نسأل، من هو مالك المبنى؟ وهل طلب هدمه من محافظ بيروت؟ ولماذا تم أخذ خيار الهدم بدل الترميم؟ ومن قرر ذلك وبناء على رأي من؟.

ولا بد من التذكير بالنداء الذي أطلقه ساركيس خوري عقب إنفجار المرفأ، حيث دعا إلى ضرورة القيام بأعمالٍ "عاجلة" تفاديًا لتفاقم الأضرار مع الأمطار في فصل الخريف.

لم تُلبِ بلدية بيروت ومحافظها دعوة الحريصين على تراث بيروت وفضلت الإنصياع لطمع المتعهدين والمستثمرين، وانتظرت فصل الخريف لتهدم أبنية العاصمة الأثرية بدل ترميمها والحفاظ عليها.