"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني
لم يعد يُصلح الحديث عن أن استهداف الولايات المتحدة الأميركية لـ"حزب الله" من خلال العقوبات المالية التي تُفرض عليه تباعاً ولا التحريض الاعلامي الذي تقوم به إسرائيل ضد "الحزب"، بأنه يصب في خانة الأزمات الإنتخابية التي يُعاني منها كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولا يجوز بعد الآن، وضع التصويب الأميركي ـ الإسرائيلي على "الحزب" على أنه حاجة لرفع المعنويّات في هذين البلدين، ولا في خانة ردود الفعل نتيجة إخفاقهما بكسر محور "المقاومة".
كل الأمور بحسب ما هو ظاهر، تشي بأمور خطيرة بدأت تلوح في أفق المنطقة وفي سماء لبنان على وجه التحديد. أمور قد تكون أكبر من مُجرد اعتقادات وتكهنات أو تحليلات في طبيعة هذا البلد وتكوينه أو ذاك النظام وركائزه، وأقل من حرب واسعة مُدمرة قد يسعى المعنيوّن فيها وتحديداً الأميركي ـ الإسرائيلي، إلى رسم بداية لطريقة تقوم على أُسس مبنيّة على اختيار أهداف مُحددة لكنها في غاية الأهميّة وضربها، قبل الدخول في حرب سريعة قد تنتهي في غضون شهر أو أقل، لكن كل طرف يعتقد أنه سيُحقّق من خلالها، ما كان يأمله قبل إندلاع الشرارة.
ما يقوم به نتنياهو اليوم من عرض مواقع ومخازن ومصانع يدّعي أنها تابعة لـ"حزب الله"، لا يُمكن اغفاله ولا وضعه في خانة التهويلات كما يُحاول البعض تصويره، لهذا ترى مصادر مُقرّبة من "الحزب" أن "الأخير يأخذ على محمل الجدّ كل ما يصدر عن الداخل الإسرائيلي فكيف إذا كان الامر يتعلّق بتصريحات لرئيس الوزراء، ومن هنا يتعاطى "حزب الله" مع كل هذه الأمور بجديّة كاملة ليبني على الشيء مُقتضاه، إمّا من خلال الرصد المباشر في الميدان، أو عبر مؤسّساته الخاصة المعنية بمتابعة الشأن الإسرائيلي بكافة تفاصيله وجوانبه".
وتُضيف المصادر: "من عادة "الحزب" أنه يقوم بتقدير المواقف التي تصدر عن الإسرائيلي بحيث يجمع بين التحليل وقراءة المناخ السياسي، بالإضافة إلى متابعته عن كثب للمعطيات الداخليّة وحركة المناقلات على الأرض، ومن بعدها يذهب الى تقييم موقفه لبناء خلاصة حول نسبة وقوع أي حرب يُحكى عنها. فعلى سبيل المثال، كل توقعات "الحزب" خلال الأعوام القليلة الماضية، صبّت باتجاه عدم وقوع حرب، وهذا ما حصل بالفعل".
وفي أي حال من الأحوال، لا تتوقّع المصادر "نشوب حرب بين حزب الله واسرئيل، مبنية توقعها هذا على مجموعة أسس تبدأ بوضع الجبهة الداخلية الاسرائيلية التي لا تشي بأي احتمال ولو ضئيل في استنتاج حرب، وثانياً الأزمات السياسية والصحية المتعلقة بالإنتخابات وفيروس "كورونا"، إضافة إلى الإنتخابات الأميركية" التي برأي المصادر "سوف تأخذ الكثير من الجهد الأميركي الداخلي وهي أيضاً بحاجة إلى فترة طويلة جداً لتشكيل إدارة جديدة بعد صدور النتائج لكي تتخذ القرارات المناسبة".
هذه الطمأنينة المتفاوتة التي يُبديها "حزب الله" حيال أي حرب متوقعة، يُقابلها مصدر سياسي بكلام يؤكد أن ثمة تطويع متبادل حاصل بين إسرائيل وحزب الله، يقوم على السماح لإيران وجماعاتها في طليعتهم "حزب الله"، الاستمرار بالسيطرة في سوريا واليمن ولبنان والعراق، مقابل حسن نوايا تُلزم "الحزب" بتفجير أماكن مُحددة ترى فيها اسرائيل خطراً على أمنها، ومن هنا جاء تفجير المرفأ وعين قانا ومواقع صغيرة أخرى في مناطق غير مأهولة. كما ستشهد الأيام المُقبلة مزيداً من هذه التفجيرات، وذلك ضمن التطويع المتبادل.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News