"ليبانون ديبايت"- أسامة العويد
تنهي السيدة فاطمة عملها في المنزل مع الواحدة ظهراً ليطرق باب المنزل و يتقاطر أبناؤها الثلاثة العائدين من المدرسة في ثاني يومٍ من إطلاق وزير التربية اللبناني طارق المجذوب العام الدراسي صاحب النكهة الغريبة العجيبة كما يصفه أهالٍ كثرْ.
فاطمة ترى في التعليم المدمج "مساحة أمل بعدما أغلق الساسة أبواب التعليم كلياً وإستبدلوه بالتعليم عن بعد".
لكن في المقابل تضيف في حديثها لموقع ليبانون ديبايت أن "دمج الحضور مع التعليم عن بعد تواجهه صعوبات جمة خاصة في ظل تقنيات رديئة و أزمة محروقات و كهرباء و إنترنت متقطع و وضع إقتصادي صعب يحتِّم على الأب العمل ليلاً نهاراً ليجني خبز يومه فكيف بثلاثة أجهزة "تاب"و تلفوناتٍ حديثة ثمنُ الواحدة منها شهر عمل أو ما يزيد!!!".
وتردف :" ماذا عن الأم الأمية الغير متعلمة؟كيف ستشرح لأبنائها فيديوهاتٍ طويلة بعد قضاء وقت طويل ونحن نفكك معانيها؟؟ كيف سأفكك عبوات الكتب الدراسية المكدسة في مجموعات عشوائية من الواتساب و البرامج التي لم نراها لا في تاريخنا ولا حاضرنا".
مدارس
وتفضل "رهف" طالبة في مدرسة الفارس في بلدة ببنين العكارية " التعليم المباشر نظراً لعدم " إستطاعتها شراء تلفون بسبب إرتفاع سعر الدولار أمام الليرة اللبنانية؛ ناهيك عن الإنترنت الضعيف و إنقطاع الكهرباء المتكرر ..."إرحمونا و تركونا نتعلم ..الكورونا أهون من الجهل".
ويرى رئيس جمعية الفارس ومدير مؤسساتها التعليمية أن " سير العملية التربوية لهذا العام جاءت منقوصة ولكن طبعاً التعليم المدمج أفضل من التعليم عن بعد لوحده و لا شك نحن نعيش في ظروف صعبة ونسأل الله أن تزاح غمامة المرض السوداء؛ بدأنا التدريس مع الأخذ بمعايير السلامة العامة والوقاية ووضع الكمامة والمعقمات ؛ هذا في أيام الحضور؛ لكن المشكلة في الايام التي سنعطي بها المواد عن بعد ".
أضاف :" إن سريان أي قانون يجب عليه مراعاة الظروف الإقتصادية و وضع البلد لا يسمح بقوانين تقاس على أهم دول العالم وما زال الناس يكدون ليلاً نهاراً لتأمين الحياة الكريمة .. وكأن القوانين في واد والحقيقة في وادٍ آخر .. أي تعليم عن بعد يحتاج لمؤهلات يجب تأمينها".
أوتار الحلم
وعلى أوتار حلم المدمج وال" online" والخوف من ضياع الطلاب في المنازل والفراغ لا بد من الوقوف أمام هواجس أهلٍ يتخبطون في مستقبلٍ ضبابي لأطفالهم و "كادرٍ تربوي" يموج على أنغام أوتار عامٍ دراسي انتهى قبل بدايته وبلدٍ يبكي أطلال اقتصادٍ ذهب و لم يعد ... هي أشبه بحلقاتٌ متداخلة وأخرى مفقودة وأفق رمادي لا يُنبِئ بإنفراجاتٍ قريبة ...فهل من حلولٍ دون تنازلات؟ وإن وُجِدت فكيف السبيل لها؟ وكيف سيغدو الجيل القادم وعياً وفكراً وعلماً وتربية ؟؟؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News