"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني
ليست العلاقة بين "حزب الله" ورئيس "التيّار الوطني الحر" النائب جبران باسيل اليوم، في أحلى مراحلها ولا هي في طبيعة ما اعتاد عليه الطرفان خلال سنوات خلت وتحديداً تلك التي تلت إتفاق "مار مخايل" الذي مثّل في مرحلة ما، خارطة طريق لتثبيت عامل الهدنة والاستقرار في البلد، ونزع في أكثر من مكان، أوهام خطوط تماس كانت راسخة في عقول العديد من أبناء الطائفتين الشيعيّة والمارونية.
قبل الوصول إلى الأزمة الحالية الواقعة بين "الأصفر" و"البرتفالي" على خلفية نوعية وطبيعة الوفد اللبناني المفاوض مع اسرائيل في ملف ترسيم الحدود البحري، كانت العلاقة بينهما قد مرّت بمطب يصبّ في الشقّ نفسه تقريباً، وهو موضوع سلاح "المقاومة" الذي يعتبره "حزب الله" من "المقدّسات" يُحرّم على أي جهة المساس به، والذي كان عُرضة لبعض نوّاب "التيّار" الذين اعتبروه في مرحلة سابقة، حاجزاً أمام إعادة النهوض بالدولة، غامزين يومها من بوابة العقوبات الأميركية.
صحيح أنه من المُبكر لأوانه الحديث عن سقوط الحلف بين "الأصفر" و"البرتقالي"، أو أن يُقال بأن تصحيح الخلل أصبح من عاشر المُستحيلات. لكن من جهة أخرى، لا يُمكن العبور فوق الندوب التي خلّفتها هذه العلاقة على الطرفين طيلة الفترة الماضية، والتي أكدت المؤكد بأن ما يجمع بينهما، هو أقل بكثير مما يُفرّقهما وخصوصاً لجهة نظرة كل منهما للطريقة التي يجب أن تُدار بها البلاد إنطلاقاً من الأولويات التي يحملها كل فريق.
في سياق هذه العلاقة وما وصلت اليه وما يُمكن أن تعكسه من امور سلبية على اتفاق "مار مخايل"، يرى الوزير السابق النائب محمد فنيش أن "هذا الاتفاق الذي مرّ بمراحل عدة وبتجارب واختبارات عديدة منذ حرب تموز وما بعدها، هو اتفاق عميق وثابت". ويعترف فنيش أن ثمّة تباينات بالرأي بين "الحزب" و"التيار" في ما يتعلّق بعدد من الامور الداخلية يُضاف اليها محاولات داخلية وخارجية بعضها إعلامي وبعضها الآخر سياسي، هدفها تعكير العلاقة بين الطرفَين من خلال تجييش الشارع المسيحي من جهة وتحريض الشارع الشيعي من جهة أخرى.
وإذ يُشير فنيش إلى أن "الموقف السياسي للتيّار الوطني الحر بالإضافة إلى موقفنا، كان خير مُعبّر عن حجم العلاقة التي تجمعنا معهم"، يؤكد أن "هذين الموقفَين لم يُمليهما أي طرف على الآخر، بل هما قناعة مشتركة وتقدير لمصلحة البلد، وترجمة لإرادة مُشتركة. ورغم وجود بعض الاجتهادات لجهة تقدير المصلحة لإدارة البلد، إلا أن هذا لا يمسّ بالأسس التي ارتكز عليها الإتفاق".
ويوضح أن "أهم ركائز وأسس الإتفاق، هي حماية لبنان من الأخطار ومواجهة العدو الاسرائيلي وما استجد بعدها من وحدة الموقف من الهجمة الإرهابية "التكفيرية"، وعدم القبول بكل ما يُهدد سلاح "المقاومة" أو التفريط بالسيادة الوطنية".
أما بالنسبة الى الإدارة الداخلية، فيرى فنيش أنه "أحياناً تحصل تباينات لكنها لا تمسّ بمبادئ الإتفاق بأي شكل من الأشكال خصوصاً لجهة بناء الدولة القوية لمواجهة الفساد وإيقاف الهدر ومواجهة الازمات الاقتصادية".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News