المحلية

الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020 - 03:01

بكركي لـ بعبدا... سيري فعين الله ترعاك!

بكركي لـ بعبدا... سيري فعين الله ترعاك!

"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

بعيداً من حسابات الربح والخسارة، واجواء التفاؤل والتشاؤم المحيطة بعملية تشكيل الحكومة، بعد عملية التكليف القيصرية، معطوف عليها مدة الولادة مهما طالت ام قصرت، يبدو واضحاً ان الايجابية المضخة غير قائمة على اسس صلبة، وسط تواتر المعلومات عن نوايا محلية - اقليمية بترحيل التشكيل الى منتصف الشهر المقبل، ارتباطا بالتطورات الدولية المتسارعة، والتي كل منها سيكون له اثره المباشر على الوضع اللبناني.

فالانتخابات الاميركية التي ستحسم لمن الحكم خلال السنتين المقبلتين في واشنطن، وتالياً مسار السياسة الخارجية في المنطقة، مضاف اليها الازمة التي انفجرت في وجه الرئيس الفرنسي، راعي المليارات المنتظرة لبنانياً، الذي يجد نفسه محاصر بين مطالب السترات السفراء، والانتفاضة الاسلامية، لا تقل اهمية، عن عملية التطبيع المتسارعة بين العرب واسرائيل، ودخول العامل الروسي عليها، مع عرض موسكو الصريح بالوساطة بين اي دولتين راغبتين بذلك، في تلميح الى طاولة مفاوضات سورية - اسرائيلية، لا تبدو الامارات بعيدة عنها، وسط المعلومات المسربة عن استعدادها لتمويل اعادة اعمار سوريا المشروط، على غرار دورها في السودان.

امام هذه اللوحة، لما وراء الحدود، يبدو ان تنازل بيت الوسط، وقبوله التفاهم والتنسيق مع رئيسا الجمهورية العماد ميشال عون والقوى السياسية على اختيار وزرائهم، وفق المفهوم الجديد للمستقلين، كذلك تخلي ميرنا الشالوحي عن معادلة "سوا جوا او سوا برا"، مجيرة حصتها لبعبدا صاحبة الكلمة الفصل في مسألة اختيار الوزراء المسيحيين، لن يحل الاشكالات، في ظل محاولات الحزب تحصيل المزيد وفرض شروط جديدة، على قاعدة خذ وطالب، بعدما حصل على مطالبه، بوزارة المالية من جهة، وتسمية الوزراء الشيعة، من جهة ثانية ،لينتقل الى المرحلة الثانية من هجومه، القائمة بالمطالبة على وزارات معينة.

يؤكد هذه النظريات موقفان لافتان، الاول للبطريرك الماروني خلال عظة يوم الاحد والتي دعا فيها صراحة الرئيس المكلف الى "عدم ادارة ظهره" للمسيحيين، في موقف يصب بوضوح لصالح رئيس الجمهورية الذي سيخوض "وحيدا" المفاوضات عن المسيحيين مع عزوف القوات والكتائب، و"اعتكاف" التيار الوطني الحر.

فكلام بكركي الذي جاء عالي السقف قد يتسبب بإشكالية للرئيس الحريري المصر على المداورة مستثنيا المالية، خلافاً لرأي الرئاسة الاولى التي ترى ان مفهوم المداورة سقط، مع اعتماد" صيف وشتاء تحت سقف واحد".

ترجمة ذلك عملياً احتفاظ المسيحيين بحق تسمية وزير الطاقة، وهي تعتبر ركيزة اساسية في مشروع الحريري ماكرون الانقاذي بنكهته المعدلة. فهل سيضع ذلك المسيحيين في مواجهة مع الام الحنون؟

اما الموقف الثاني اللافت، والذي يتقاطع مع معلومات مسرّبة، عن تراجع وتيرة المفاوضات، هو ما بين اسطر ماقاله النائب السابق عضو تيار المستقبل مصطفى علوش، من ان عدم ولادة الحكومة نهاية الاسبوع يفتح الباب على احتمالات كثيرة، قد يكون احدها اعتذار الشيخ سعد، رغم اعتقاد مصادر سياسية انه لن يقدم على هكذا خطوة بعدما ضمن تلك الورقة في جيبه، ولو بقي سنة كاملة دون تأليف.

في عودة الى الوراء، تشبه الاجواء التفاؤلية السائدة حاليا ما رافق الاسبوع الاول من تكليف الرئيس مصطفى اديب،من وعود وتسهيل وزهد بالحقائب.

فهل تصدق الصورة الزهرية هذه المرة؟ وما هي مبررات تلك الايجابية التي هبطت دفعة واحدة، مع اقرار الجميع بأن منطق المحاصصة بين الاطراف السياسية المختلفة والذهنية الحاكمة ما زالت نفسها؟ فهل ينال الحريري، والواقع كذلك، نصيبه من التعطيل كما سلفه مصطفى اديب؟

اكيد ان الاستعانة بالكتمان لقضاء الحاجة، لن يكون كافياً "ليمرق القطوع".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة