بعد الإعلان عن تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، في 23 تشرين الأول 2020، برزت التوترات بين أصحاب السلطة في السودان، الذين يؤيدون تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وبين غالبية المواطنين الذين يرفضون إضفاء طابع رسمي على العلاقات.
وأظهر هذا الخلاف التوازن الدقيق بين مركزي القوى في السودان، إذ إن "السودان خلافاً للإمارات والبحرين، لا تحكمه أسرة حاكمة تسيطر على سلطات مطلقة"، حسبما ورد في تقرير لموقع "Responsible Statecraft" الأميركي.
ولمح عمر قمر الدين، وزير الخارجية السوداني المكلّف، إلى أن "الفصيل العسكري في الحكومة الانتقالية للسودان هو الذي اتخذ قرار الانضمام إلى الإمارات والبحرين لبدء العلاقات مع إسرائيل، ما أجبر رئيس الوزراء المدني على التماشي مع هذه الخطوة على مضض". 
يعد الفصيل العسكري في الحكومة الانتقالية للسودان، الذي يوصف غالباً بـ"الدولة العميقة" للسودان، إستبدادياً حتى النخاع ويحظى بدعم إماراتي قوي، وفقاً للموقع.
وفي مطلع تشرين الأول، قال الجنرال المثير للجدل محمد حمدان دقلو، نائب رئيس المجلس العسكري الإنتقالي، المعروف بـ"حميدتي"، إن "العلاقات الرسمية مع إسرائيل يمكن أن تخدم مصالح السودان، لم يكن هذا التعليق مفاجئاً، لطالما اعتقد كبار الضباط في القوات المسلحة السودانية أن بلادهم يجب عليها أن تسعى وراء المكاسب الاقتصادية التي حققتها مصر بعد تطبيع علاقاتها مع إسرائيل في عام 1979، متذرعين بأن السودان عانى من الموقف المتصلب المناهض لإسرائيل الذي اتخذه الرئيس المخلوع عمر البشير، الذي استمر في الحكم عهداً طويلاً".
ولا شك أن "مثل هذه المكاسب الإقتصادية التي يمكن أن تحققها الخرطوم تبدو قريبة، بعد وقت قصير من الإعلان عن الاتفاقية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده سوف ترسل إلى السودان مساعدات غذائية بقيمة 5 ملايين دولار، فضلاً عن أن البلدين سوف يجريان خلال أسابيع محادثات ثنائية لمناقشة إبرام صفقات في مجالات متنوعة مثل الزراعة والطيران والهجرة والتجارة، حسبما أوضح وزير الخارجية السوداني المكلّف".
ويقف غالبية الفصيل المدني في الحكومة الإنتقالية ضد إضفاء طابع رسمي على العلاقات مع إسرائيل، على الأقل في ظل الظروف الحالية، وربما يفسر هذا سبب عدم بلوغ الاتفاق السوداني الإسرائيلي مستوى الاتفاقات التي أبرمتها إسرائيل مع البحرين والإمارات في الشهر الماضي. 
وسعت الإمارات لترسيخ نفوذ قوي لها في السودان منذ إطاحة البشير في نيسان 2019، وضغطت على القيادة العسكرية للانفتاح على إسرائيل، وإذ كانت الإمارات هي التي نظمت اجتماعاً سرياً في شباط في أوغندا بين الجنرال عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي في السودان وأحد القادة العسكريين الذين أطاحوا البشير، وبين نتنياهو. 
كان ذلك اللقاء في مدينة عنتيبي الأوغندية أولى الخطوات نحو التطبيع، بحسب القيادات في إسرائيل.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
                Follow: Lebanon Debate News