"ليبانون ديبايت" -عبدالله قمح
مُناخَ العقوبات يسيطرُ على الأجواء اللبنانية، أنه موسم "الصيد" بالنسبةِ إلى الأميركيين كما الأوروبيين، فما جرت مراكمته في لبنان طوال سنين، جاءَ وقت حصادهِ اليوم!
 
زادَت عمليات رصد وتعقّب تنقلات السفيرة الاميركية دورثي شيا واحاطتها بشيء من الاهتمام منذ أن حطّت العقوبات على سقف بيت الوزير السابق جبران باسيل في اللقلوق. كل حركة للسفيرة باتت مصدر معلومات أو تحليل. هي، تبدو قارئة جيدة في السياسة ولديها خبرة في استخدام صنوف "الحرب الناعمة". أحاطت وسائل الإعلام المحسوبة على الفرع الغربي علماً بنشاطها المستجد داخل الحقل اللبناني إستدعاءً منها لتركيز "مدفوع الاتعاب" سلفاً"، فتولّت تلك المؤسسات تزويد "شيا" بعدة الشغل، وقد ترافق ذلك مع زيادة كم ونوع هذا الحضور وإبرازه وفق أشكال متعددة.
فعلياً، نحن أمام نموذج مختلف من السفراء الأميركيين المعتمدين في بيروت، سفيرة تتّخذ من الاعلام قاعدة انطلاق لها لممارسة حرب نفسية وإعلامية شعواء وتصفية حسابات مع "خصوم" لبنانيين. يحدث ذلك على يد وسائل إعلام لبنانية محلية، وفي استنساخ واضح لاسلوب "حرب العصابات" الذي كان يعتمده الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بوجه خصومه!  
من مواجهة حزب الله وجبران باسيل انطلقت. إنّها المرة الثانية التي تفتح فيها "وكيلة عوكر" نيرانها غير الصديقه تجاه رئيس التيار الوطني الحر ومن خلفه حزب الله. بالتوازي مع ذلك، تعطي الايعاز لجولات بإتجاه شخصيات سياسية مقربة جداً من الثنائي الشيعي – الماروني، فيما يبدو انه محاولة منها لفصل أجندتها السياسية عن بعضها، او هكذا تظن.
على مشارف عطلة نهاية الأسبوع الماضي حطّت "شيا" في دارة المير طلال ارسلان في خلدة. خلدة جميلة في هذا الوقت من العام، فالنسمات "الخريفية" الباردة نسبياً تهبّ عادة في المساء متجهة صوب الضاحية. الأكيد، أن زيارة رئيس الحزب الديمقراطي غير مرتبطة بإكتساح الديمقراطيين الانتخابات الرئاسية الاميركية ولا هي "ملاطفة جمهورية" كرسالة إلى رعاة ذلك المذهب في واشنطن، الأجواء تشير إلى كونها زيارة تعارف و "فتح صفحة جديدة"، ولو أنها أتت متأخرة.
والأميركيون في إفتتاح "الصفحات" غير مضمونين. الخشية كل الخشية على "المير طلال" أن تلفحه نسمات التبدلات التكتيكية السياسية الاميركية في بيروت ولا شيء مضمون للادارة الاميركية، فمن هو مصنف كصديق اليوم قد يُرقّى إلى مرتبة الخصم أو العدو غداً، اللواء عباس إبراهيم مثلاً تلفحه رياح الشيوخ!
 
على العموم، فإن المعلوم يبقى أن طلب الزيارة رفع من قبل السفارة الاميركية في عوكر إلى خلدة قبل ما يقارب الأسبوعين من الموعد الذي تمت فرائضه نهار الجمعة الماضي، اي جاء الطلب قبل صدور العقوبات على جبران باسيل. بهذا المعنى، قد لا يعثر متابعون على أي صلة وصل أو رابط بين العقوبات والزيارة.
ثمة على الضفة الساخنة من يتجاهل كل تلك الوقائع فبدأ بالربط، إما لوجود نوايا سيئة وخبيثة أو حيطة من مكائد أميركية. الصورة التي ارتسمت، أن شيا تستأنف "زيارات إخضاع السياسيين". زيارة خلدة جاءت مشابهة لزيارة شيا إلى اللقلوق حين جرى اعتمادها في بيروت وسرعان ما وقع الفراق بعدها، فهل أن شيا جاءت إلى "دارة خلدة" للتلميح إلى عقوبات ما أو إبلاغها "أجواء" ما، أم أنها أرادت أن توجّه إلى الضاحية رسالة من مكان قريب؟
 
الأجواء المحيطة باللقاء لا تعكس تلك الصورة ابداً، وجولة "الشاطئ" في الممر الخلفي للقصر لا تشي بتناول "وجبات سلبية" من هذا الصنف خلال اللقاء، وهو ما له قدرة على إحالة كل الظنون إلى "التقاعد المبكر".
قد تبدو مستغربة بالنسبة إلى البعض أن تزور السفيرة الاميركية خلدة أو أن يقوم المير بقبول زيارة "غريمة سياسية" مفترضة على مسافة قصيرة من رمي شباك العقوبات على جبران باسيل وفي وقتٍ تخوض فيه تلك السفيرة جولة قتال لا هوادة فيها ضد "محور المقاومة" حتى انتشى رئيس حزب القوات سمير جعجع وبدأ يطرح نفسه بيدقاً ضمن المعادلة! 
مع ذلك، وفي الشق السياسي لا شيء يبدو غير طبيعي، بل من الطبيعي أن تحصل جولات مماثلة ولو ان هدفها المعلن يأتي كونها جولات ذات طابع سياسي وعلى بركة بحث آخر المستجدات السياسية والاقليمية، وهو مصطلح يخفي بين ظلاله الكثير من الاسرار.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
 
                 
                        Follow: Lebanon Debate News
 
                                                         
                                                                                                         
                         
             
             
             
             
                    
                     
                    
                     
                    
                     
                    
                     
                    
                     
    