"ليبانون ديبايت"
اختتمت في الحادي عشر من الشهر الجاري الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين لبنان واسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية برعاية الأمم المتحدة ووساطة أميركية، وبغض النظر عما وصلت اليه مساعي الطرفين في هذا المجال، وبالرغم من ان الموقف اللبناني يخضع للعديد من التجاذبات الداخلية لجهة اعتباره من قبل البعض بمثابة "تطبيع" مع "العدو" كما اختيار اعضاء الوفد المفاوض واصرار على أن يكون الوفد تقنياً على غرار مفاوضات سابقة.
إلّا أن اللافت في هذا الاطار، هو توالي تصريحات الجانب الاسرائيلية على لسان وزير الطاقة الاسرائيلي يوفال شتاينتس، الذي اتهم لبنان انه "غيّر موقفه بشأن حدوده البحرية مع إسرائيل 7 مرات".
ليأتي ردّ المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية اللبنانية، أن كلام الوزير الإسرائيلي "لا أساس له من الصحة، لأن موقف لبنان ثابت فيما يخص المفاوضات غير المباشرة في موضوع الترسيم البحري وفقاً للتوجيهات التي أعطاها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الوفد اللبناني المفاوض، لا سيما لجهة ممارسة لبنان حقه السيادي".
الى ذلك توجّه الوزير الاسرائيلي نفسه اليوم الاثنين، في تصريح جديد عبر وسائل التواصل الإجتماعي الى رئيس الجمهورية ميشال عون بالقول: "لو استطعنا الالتقاء وجها إلى وجه في إحدى الدول الأوروبية من أجل اجراء مفاوضات علنية أو سرية لكانت لنا فرصة جيدة لحل الخلاف حول الحدود البحرية مرة واحدة وللأبد. وبذلك سنستطيع أن نساهم في تعزيز مستقبل الشعبين الاقتصادي ورفاهيتهما".
عضو تكتل لبنان القوي النائب روجيه عازار، لم يستغرب في اتصال مع "ليبانون ديبايت" دعوة اسرائيل هذه، وقال "ليست المرة الاولى التي يحاول العدو الاسرائيل فتح نافذة مع لبنان منذ العام 1943".
ما هي مفاعيل هذه الدعوة وكيف يمكن قراءتها في ظل موجة "التطبيع" العربية القائمة حالياً، وفي هذه الظروف الاستثنائية والحساسة على جميع الصعد التي يمر بها لبنان؟
إعتبر عازار ان هذه الدعوة تأخذ عدة مناحٍ، منها على الاغلب احداث شرخ على المستوى الوطني الداخلي، كذلك لا يخفى ان الاسرائيلي "قاتل حاله" ليمد يده للجانب اللبناني خاصة ان المعتدي دائما يسعى الى المصالحة من هذا المنطلق، كما ان هناك تحركات عربية كبيرة من اجل التلاقي بين العرب واسرائيل، وتم التداول ان نتنياهو زار السعودية امس، اذا العقبة امام اسرائيل هي لبنان".
من جهة اخرى، اكد عازار ان "كل ما تقدّمه اسرائيل عار من الصحة حول تراجع لبنان وسعيه لعرقلة المفاوضات، فالاسرائيلي محشور خاصة وانه لدينا حقوق موثقة وواضحة مع وجود علامات مثبتة في البحر كما ان الوفد اللبناني يشارك بخرائط مصدقة دولياً تثبت حدودنا البحرية".
وقال:"هي ليست سوى محاولة للتشاطر، فهم مزروكون ولا يمكنهم استخراج غاز من المنطقة المتنازع عليها دون التفاوض مع الجانب اللبناني".
وختم النائب روجيه عازار بالقول "بالطبع الرئاسة اللبنانية أعقل من ان تُجر الى مثل هذا الطرح ومن المتوقع ان يرد الرئيس عون عبر مكتبه الاعلامي او مستشاريه في الرئاسة على هذا الاعلان "الدعوة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News