أفاد الصحفي "صهيب جوهر"، ضمن مقالٍ له في "عربي بوست"، بعنوان: "حزب الله يتأهَّب والحريري ينتظر بايدن والعهد في مأزق.. عن معارك السياسة اللبنانية في 2021"، بأنّ "رئيس الجمهورية ميشال عون رفع شعاراً أساسياً في عملية تأليف الحكومة أنه يود الشراكة مع الرئيس المكلف سعد الحريري في اختيار الوزراء، ثم انخفض السقف للمطالبة بسبعة وزراء يسميهم بالتشاور مع التيار الوطني الحر".
وأشار إلى أنّ "الحريري كان يرفض هذا الطرح ويشدد على أنه آتٍ لتشكيل حكومة اختصاصيين، وعلى وقع البيانات والبيانات المضادة بين بيت الوسط ومستشار الباب العالي سليم جريصاتي، استنفر هذا التشنج البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومعه خلية الأزمة في الإليزيه بهدف خفض السقوف بين عون والحريري، والذي وصل بمقربين من الحريري لوصف جماعة القصر الرئاسي بـ"خفافيش القصر".
ولفت إلى أنّه "أمام تدخل الوسطاء خفَّض عون مطالبه لكنه أكد لكل الوسطاء حرصه على وزارتي الداخلية والعدل، وبين البطريرك الراعي الموفد الفرنسي باتريك دوريل كاد الحريري أن يذهب بإتجاه موافقة عون على شروطه بالاستحصال على الداخلية والعدل، لولا دخول رؤساء الحكومات السابقين وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على الخط، لأنه وبحسب خصوم عون فإنه سيستخدم هذه الوزارات لتصفية الحسابات مع الخصوم في إطار غرفة العمليات التي يديرها باسيل والتي استهدفت وزراء محسوبين على حركة أمل وتيار المردة في جريمة المرفأ، وعليه فإن معركة الوزارات في الحكومة باتت قضية حياة أو موت ولا تمرير ولا تبادل، فالكل ينتظر الكل على المفارق والزواريب، انتهى اللقاء الـ14 بين عون والحريري بغمز الأخير من قناة الرئاسة بتعطيل المبادرات وتأجيل الاستحقاقات كرمى لعيون الصهر الذي يعيش عقدة العقوبات التي أنهت حلمه في الرئاسة".
ووفق المقال، فإنّه "ما بات مؤكداً أن الحديث في السياسة والحكومة والظروف المحيطة تأجل لما بعد الأعياد، معطوف عليه قرار الحريري بمغادرة البلاد لأجل غير مسمى، حيث يمَّم الحريري وجهه شطر باريس، حيث سيقضي عطلة عائلية غير محددة بالزمان. وسيعود فور شعوره أن الظرف بات سانحاً، لكن ما يتم تحضيره في غياهب المقرات الحزبية، هو جبهة سياسية عريضة تضم رؤساء الحكومات والجمهورية السابقين، أضِف إليه الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل وتيار المستقبل وتيار المردة، وتتقاطع معهم القوات اللبنانية. وتهدف الجبهة لفتح مواجهة مباشرة مع عون وباسيل وإسقاط العهد في الشارع".
وأضاف، "ستأخذ المواجهة أشكالاً متعددة عبر الإعلام والقضاء وفتح ملفات فساد في قطاعات الكهرباء والمشاريع المرتبطة بالتيار الوطني الحر والمقربين من رئيس الجمهورية. وسيكون الشعار الأهم دعوة عون للاستقالة بعدما بدأت الدعوات له من قبل الزعماء المسيحيين سمير جعجع وسليمان فرنجية. كما أن المواجهة ستمتد إلى الشارع بعد أن شهدت محاولات تجريبية بدعوة من حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي في تظاهرات الظاهر منها مطلبي والمضمون الرئيس الضغط على الفريق الحاكم وإشعاره أنه بات محشوراً في الزاوية ويحمل كرة النار وحيداً عن الجميع".
ورأى الصحفي جوهر، أنّه "لعل البارز في كل ما يحدث أن حزب الله المسؤول الأول أمام المنظومة الدولية عن المعضلة اللبنانية يقف متفرجاً على صراعات الحلفاء والخصوم تاركاً السيرك للاعبين وحاملاً العصا من المنتصف. لكن تتحدث أوساط متابعة أن الحزب سيجد نفسه مضطراً لحماية حليفه جبران باسيل والذي حمل بصدره عقوبات واشنطن كحليف لحزب الله يغطي أنشطته في الإدارة السياسية".
ووفق معلومات المتواترة عن "حزب الله وأوساطه، فإن صمته قد لا يطول وسينهي اللعبة بالضربة القادمة حماية لباسيل المنبوذ في الخارج والمخاصم لكل أطراف الداخل، وبحسب المعطيات فإن الحزب الحاكم والمسيطر والمتفرد يجري منذ فترة جولات نقاش مع التيار الوطني الحر حول ملفات خلافية أبرزها الصواريخ والعلاقة مع خصوم باسيل ومصير الاستحقاقات الانتخابية وترسيم الحدود وملف التطبيع مع إسرائيل، في محاولة لتحديث اتفاق مار مخايل وتضمينه بنوداً تراعي هواجس تيار باسيل وتخوفه من المستقبل".
وتتحدث المصادر وفق المقال، أن "الحزب" وعد حليفه المسيحي- التيار الوطني الحر- أنه لن يسمح بإسقاط العهد في الشارع وأن مصير أي حراك ميداني هو العودة للحوار والنقاش، فالكل مأزوم وخائف ويعود إلى القواعد الصلبة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News