"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر
لا يختلف اثنان على ان وضع لبنان المنهار على كافة الصعد، ما عاد يتحمل مناكفات وسجالات اهل السياسة، التي باتت تتهدد الوطن والدولة، بعد تحلل المؤسسات وسقوط المقامات بهيبتها، ما يقفل الابواب امام اي خرق ممكن.
فبيان رئاسة الجمهورية، فاقم الازمة الحكومية وزادها استعصاء، سواء عن قصد او عفواً، مع فتح ابواب جهنم الردود وتراشق الاتهامات والمناكفات وتسجيل النقاط، ليتوالى اطلاق النار، من المختارة مباشرة، وعين التينة، بالواسطة، مع دخول "ناقل رسائل" الاستيذ على الخط، بعدما فهم الجميع واستوعب، ما بين سطور البيان الرئاسي، خصوصا انه جاء بعد الفيديو المسرب، ليتبين :
-أن على الرئيس المكلف تعديل تشكيلته، وفقاً لملاحظات "الجنرال" حصرا، خلال جولات المفاوضات المكوكية، لتعود عندها وتفتح ابواب القصر الجمهوري امامه، والا فلا داعي لاي زيارة بعدما ادلى كل من الاطراف بما لديه. فهل يكتفي الرئيس الحريري بالتشبث بورقة التكليف كرد وحيد؟
-على سُعاة الخير اعادة النظر بمبادراتهم، وفي مقدمتهم بكركي، العالمة بكل بواطن الامور واسرارها ،التي لا يمكن نشرها خوفاً من تحويرها، ذلك ان المسألة ليست خلافاً شخصياً يحل بجلسة "تبويس لحى"، بل هو يتخطى ذلك الى نهج قديم بالممارسة السياسية آن اوان تغييرها. فهل تستسلم بكركي وتقبل بخسارة "مونتها" على الرئاسة الاولى؟ قد نجد الجواب في عظة الاحد اليوم.
-الواضح ان التطورات الداخلية، الاقليمية والدولية، تخطت المبادرة الفرنسية وشروطها لتشكيل "حكومة مهمة"، وهو ما ألمح اليه اساساً رئيس التيار الوطني الحر خلال مؤتمره الصحافي الاخير. فهل تبادر باريس في اتجاه واشنطن، غير المستعدة بعد لبحث الملف اللبناني؟
وسط كل ذلك يبقى السؤال الاساسي المحيّر، اين تقف حارة حريك، وماذا تريد؟ لا يحتاج المرء الى كثير من العناء لاكتشاف الجواب.
فحزب المقاومة، الذي اكدت بعبدا عدم تدخله في التشكيل، ما يتطابق مع بيان كتلة الوفاء للمقاومة، يبدو مرتاحاً لموجة التصعيد الحالية التي تخدم مصالحه الاستراتيجية التي تحكمت بها اولويات الرئيس بايدن. فهل يكون تكتيك الحزب بعدم ضغطه جدياً، المدخل لاخراج سعد الحريري من اللعبة الحكومية، بيت قصيد محور الممانعة؟
حقيقة الواقع ان التقية السياسية هنا "ضاربة طنابها"، اذ ان عاصمة المقاومة، بالتعاون والتنسيق مع امبراطورية الولي الفقيه، بانتظار الخطوة الاولى للرئيس الديمقراطي، التي لن تأتي قريباً،لرد التحية من بيروت، الساحة الوحيدة الممسوكة راهناً بكل مؤسساتها الدستورية.
"يلي استحوا ماتوا"، هكذا يقول "الشاطر حسن وفقا للمثل اللبناني الشائع، الذي سمع ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش يردده، قبيل مغادرته بيروت الى مركزه الجديد، نيابة عن لبنانيين كفروا بالطبقة السياسية... صحيح ان" من جرب مجرب كان عقله مخرب"... "فاسالوا المجرب، اسالوا الحكيم"...
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News