"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر
خلاف كبير يتعمّق ، ثقة مفقودة تتوسّع، روايات خاصة تتوالد. إنها باختصار صورة العلاقة الحاكمة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، وبالتالي، فريقيهما، في عملية "كِباش" شخصي ضحاياه اللبنانيون، يرسم أفقاً قاتماً، يؤكد أن البلاد سائرة حتماً من الإنهيار إلى الإنفجار، مع قناعة المعنيبن في الخارج أن لا خلاص من الدوّامة الحالية، إلا بديناميكية جديدة للثورة تنجح بتحقيق ما فشلت في تحقيقه ثورة 17 تشرين 2019.
وبعيداً عن نهج انتظار الإستحقاقات الدولية والإقليمية وتوهّماتها، يتبيّن يوماً بعد يوم أن ما يجري تحت الطاولة مختلِف تماماً عمّا فوقها، في لعبة تذاكٍ و"مَلعنة" تمارسها الأطراف المعنية في مواجهة بعضها البعض. فحرب البيانات والتصريحات لن تؤلّف الحكومة، ولا تقاذف المسؤوليات والإتهامات، ولا صياغة سيناريوهات الأحداث على قياس كل من المعنيين ومن وجهة نظر كل واحد منهم.
ويبدو أن الرئيس عون الذي اصطدم بالشيخ سعد، المدعوم فرنسياً وعربياً على حسابه، قرّر الهجوم خارجياً لخلق معادلة توازن جديدة، حيث تغمز أوساط سياسية متابعة من باب زيارة مستشار رئيس الجمهورية إلى روسيا، والتي تعوّل بعبدا على أن تكون طوق نجاتها.
غير أن حسابات الحقل لم تتفق مع حسابات البيدر، إذ رفضت موسكو عملية استدراجها لمواجهة مع فرنسا لحسابات مرتبطة بموقعها وعلاقاتها الدولية، على ما تؤكد مصادر مقرّبة من بيك المختارة، مشيرة إلى أن موسكو اعتذرت عن التدخّل كي لا تفسّر أي مبادرة لها على أنها ضرب للمبادرة الفرنسية، وهو أمر، بحسب المعنيين، كان كفيلاً بإشعال جبهة بعبدا - المختارة، التي وجّهت دعوة لبَيكِها لزيارة روسيا، بعدما أيقنت الأخيرة أن محاولة رئاسة الجمهورية مُنِيَت بالفشل.
في موازاة ذلك، تروي مصادر سياسية متابعة، قصة الوثيقة التي نشرها الشيخ سعد، مشيرة إلى أنه بعد الجلسة الأولى بين الرئيسين، وفي ظل الإتفاق الظاهري يومها على التفسير الموحّد للمبادرة الفرنسية، جرى الإتفاق بين الرئيسين ومن أجل تسريع عملية التأليف، أن يتم وضع لائحة بأسماء شخصيات تنطبق عليها المعايير الموضوعة، وهو ما حصل فعلاً، إذ انكّب فريق رئيس الجمهورية على وضع الأسماء وحصرها، وسط بصمات واضحة لرئيس "حزب التيار الوطني"، وللمستشار الأول في بعبدا.
وتتابع المصادر، أن تلك اللائحة لا علاقة لها بما ورد في التسريب المسجّل، داعيةً الرئيس الحريري إلى نشر التشكيلة التي قدّمها أمام اللبنانيين، وكذلك الصيغة التي عرضها عليه رئيس الجمهورية، لوضع حدّ لحفلات التذاكي المتبادَلة.
إذن هو تراشق كلامي لن يقدّم ولن يؤخّر، إذ أن وظيفته تنحصر في ملء الوقت الضائع، وكل ما عدا ذلك هو "ضحك على الدقون"، حتى الردّ العوني على جبهتي معركة التدقيق الجنائي، الذي عملياً يفترض أنه حلّ " بِبَوس لحى" على قاعدة ستة وستة مكرّر بقانون في المجلس النيابي بصم عليه المعنيون، وجبهة "التنمير" من قناة عدم زيارة الشيخ سعد للسعودية، في رحلة يتمنّونها " ذهاباً دون إياب"، لن يقدّم أو يؤخّر في شيء، مع حديث "الزرق" عن أن "بيت السَبع لا يخلو من الوثائق"، فما نُشر ليس سوى غَيض من فَيض، و"يا ما تحت السواهي دواهي"، يقول الشاطر حسن. ووليد بيك المُعتكف في المختارة، صارفاً وقته على تويتر، تمكّن من توجيه "ضربة معلّم" لمسعى رئاسة الجمهورية، بعدما كان تبلّغ بالحركة العونية في موسكو، من صديق قديم.
إنها حرب تصفية الحسابات....هي معادلة "الدب الجلّاب والأم الدولاب"، وفقاً للمثل الروسي ،إذ أن من "يخف الذئاب لا يذهب إلى الغاب...".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News