"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني
لا يُخفى على أي جهة محلية أو خارجية، الإهتمام الروسي بالوضع اللبناني ومتابعة تفاصيله بدقّة متناهية تصل إلى حدّ اعتقاد البعض بوجود أطماع روسية بلبنان، كجزء أساسي من سعيها لبسط نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال استغلالها الأوضاع المتدهورة فيه، خصوصاً في الشقّ المتعلّق بالثورة وحركة الشارع التي سبق وحذّر منها الموفد الشخصي للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، قبل فترة قصيرة من الحديث عن مبادرة روسية حيال الأزمة اللبنانية.
يصحّ القول اليوم، بوجود نوع من الحصار الدولي، ولو بشكل غير مُعلن، يطوّق حركة كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس "التيّار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وهذا ما تؤكده حركة الرجلين الخارجية، والتي تراجعت بنسبة تفوق التسعين في المئة.
وبعيداً عن النظرية القائلة أن لبنان لا يُعتبر أولوية بالنسبة إلى الخارج، يُمكن الجزم أن علاقة معظم هذه الدول بلبنان الرسمي، وخصوصاً الدول العربية، قد تراجعت بنسبة كبيرة تصل في بعض جوانبها إلى حد القطيعة غير المُعلنة. وهذا سبب أساسي وكافٍ لجعل عون يصبّ كل تركيزه اليوم، على العلاقة مع روسيا التي سبق أن وعدته بعدم السماح لأي جهة خارجية المسّ بموقع الرئاسة الأولى.
من نافل القول، أن تعويل رئيس الجمهورية وباسيل على دور روسي يُنقذ ما تبقّى من فترة لهذا العهد، يندرج ضمن أولويات "بعبدا" و"ميرنا شالوحي"، وذلك كخرطوشة أخيرة لقراءة "الوَدع" حول مستقبل باسيل السياسي، وعلى هذا الأساس أوفد عون مستشاره للشؤون الروسية النائب السابق أمل أبو زيد إلى موسكو منذ أيام قليلة، ناقلاً رسالة منه يطلب فيها تدخلاً عاجلاً لإنقاذ لبنان من "مؤامرة" يصفها عون بـ"الأميركية" هدفها نقل السلطة إلى يد حلفائها في محور "14 أذار".
وبحسب مصادر مطلعة على زيارة موفد عون إلى موسكو، فقد حاول أبو زيد جسّ نبض نائب بوغدانوف خلال لقائه به، بموضوع استقالة رئيس الجمهورية شرط تأمين غطاء دولي لانتخاب جبران باسيل، وذلك بعدما حمّل دولاً عربية وأميركا مسؤولية تدهور الأوضاع في لبنان، وسعيهم لإسقاط العهد في الشارع، بمساهمة من الرئيس المُكلّف سعد الحريري ورئيس حزب "القوّات اللبنانية" سمير جعجع، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، إلّا أن بوغدانوف تغاضى عن هذا الطرح واستبدله بمسعى روسي جديد من أجل إيجاد مساحة التقاء بين اللبنانيين.
وتُشير المصادر، إلى أن بوغدانوف أوصل عبر أبو زيد رسالة دعم لموقع رئاسة الجمهورية في لبنان، وليس لشخص عون، بتأكيده على أن بلاده لن تسمح بإسقاط رئيس الجمهورية في الشارع، وبأنها ستقوم بالدور المطلوب منها من أجل تحصين الوضع اللبناني ومنع تدهوره.
كما أكد بوغدانوف للضيف اللبناني أن وفداً روسياً سيزور لبنان والمنطقة قريباً، وسيلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين للبحث معهم بحلول يُمكن أن توصل إلى نتيجة، أو أقلّه إلى شبه توافق على خارطة طريق لعملية الإصلاح.
وتؤكد المصادر، أن بوغدانوف جَزَم لأبو زيد، بأن للإستقالات الرئاسية أصول تحكمها قوانين البلاد ودستورها، وبالتالي، لا يُمكن لأي جهة إجبار أي رئيس على الإستقالة إلا بقرار منه.
أما في مسألة ترشيح باسيل لرئاسة الجمهورية أو تمهيد الطريق له، فقد أكد بوغدانوف، أن هذا الأمر هو شأن داخلي محض ويعود إلى "اللعبة" السياسية في لبنان ومدى توافق الأفرقاء، علماً أن روسيا يُمكنها القيام بدور ما من أجل تقريب وجهات النظر في هذا المجال.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News