المحلية

placeholder

علي الحسيني

ليبانون ديبايت
الأربعاء 02 حزيران 2021 - 06:46 ليبانون ديبايت
placeholder

علي الحسيني

ليبانون ديبايت

التأليف بإنتظار دخان "فييّنا" الأبيض

التأليف بإنتظار دخان "فييّنا" الأبيض

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

بالتوازي مع إيقاع مُفاوضات فييّنا بين الأميركيين والإيرانيين حيث "شدّ الحبال" هو العنوان الأبرز في المفاوضات النووية بين الجهتين، يسير ملف تأليف الحكومة في لبنان، حيث لا يخلو يوم من تعقيدات مُستمرّة تخرقها بين الحين والآخر، تسريبات واقتراحات تتعلّق بمسار العملية، وتوزيع الإتهامات بين مُعرقل ومُسهّل. واللافت، أن ما يجمع بين المسارين الداخلي والخارجي، إشاعة الأجواء الإيجابية، لكن من دون تحقيق أي تقدم ملموس يدل على موعد خروج "الدخان الأبيض"، على الرغم من كثرة "الجولات" التي جمعت بين الأطراف المعنية بين أصحاب الربط والحل.

في كل يوم من عمر تأليف الحكومة، والذي تخطّى حدود التوقعات، تُظهر مجريات العملية بأن العُقد التي تحول دون التأليف، خارجية أكثر مما هي داخلية، خصوصاً وأن جميع المؤشرات تؤدي إلى طريق وحيد ترتبط أحداثه بعدم وجود مناخ خارجي جدّي، لوضع حدّ للمماطلات السياسية في لبنان، ولذلك، يُحاول كل طرف لبناني، تحقيق "انتصار" يرضى عنه الخارج تمهيداً لاستخدامه، إمأ كورقة ضغط في أي استحقاق مُقبل، أو بهدف قلب مُعادلات وتوازنات سياسية لصالح هذا المحور أو ذاك.

في قراءة لمجريات الساعات الأخيرة على خط مشاورات التأليف، يتّضح أن الرئيس المُكلّف سعد الحريري، يملك خيارات مُحددة ومفصلية، قد يُعلن أياً منها في أي لحظة وستكون بالطبع مفصلية وحاسمة بالنسبة لمسار التشكيل بشكل عام. ولعلّ أبرز الخيارات هذه، الإعتذار، أو تقديم تشكيلة حكومية متطوّرة، تضم بعض الأسماء التي سبق أن قدّمها لرئيس الجمهورية ميشال عون، بالإضافة إلى أسماء جديدة قد لا تنال رضى عون، لكنها في الوقت عينه لا تُشكّل استفزازاً له.

وبحسب مصادر مقربة من بيت الوسط، فإنه وفي حال صحّ الخيار االثاني، أي اختيار الحريري أسماء غير مُستفزّة لعون، يكون قد سجّل نقطة لصالح عملية التأليف برمّتها، من دون أن يستفّز رئيس الجمهورية، وفي الوقت ذاته من دون أن تُعتبر نقطة لصالحه، وبذلك، يكون الحريري قد جمع بين ما يسعى اليه رئيس مجلس النوّاب نبيه بري من مُبادرته، وما يطلبه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في موضوع حكومة من إختصاصيين، ومن دون حصول أي فريق على "الثلث المُعطّل".

وبحسب المصادر، فإن أي حكومة قد يتم تأليفها في الوقت الحالي، "لن يكون بمقدورها الإنتاج بشكل فعلّي ولن تتمكّن من تحقيق أي تقدّم إقتصادي ملموس، خصوصاً وأن التعويل الدولي بشأن الدعم المالي، سيكون مترابطاً بشكل أوّلي، ببرنامج عمل الحكومة، وهذا الأمر لا يُمكن تطبيقه في ظل حكومة لن تُعمّر أكثر من سنة واحدة، وبالتالي، لن يكون باستطاعة أي فريق حكومي أن يُنجز الحد الأدنى ممّا هو مطلوب في غضون هذه المُهلة، اللّهم إلّا إذا كانت تحضيراتهم تتمّ قبل عام من التأليف".

بالأمس، تضاءلت الحظوظ نوعاً ما لجهة إمكانية تأليف حكومة بالسرعة المطلوبة، في ظل التسريبات التي عبّرت عن إنزعاج برّي من اللقاء الذي جمع الحريري برؤساء الحكومة السابقين، وتحديداً بعد البيان الذي تلاه الرئيس فؤاد السنيورة، بالإضافة إلى المعلومات التي تحدثت عن إنجاز باريس لائحة العقوبات على الأشخاص المُتّهمين بالعرقلة. أمّا أبرز مؤشر على تراجع الحظوظ، فكان تأكيد مستشار الحريري النائب السابق مُصطفى علّوش، أن "الإعتذار أصبح مطروحاً عند الرئيس المكلّف سعد الحريري، حتى أن الخطوة نفسها على صعيد البرلمان، ليست ببعيدة، في حال وجود مؤشّرات تؤدي إلى طريق مسدود مع السلطة".

في السياق، فإن الوقائع الحالية تُشير إلى أن واقع المراوحة في التأليف سيبقى على حاله، إلّا في حال حصول تبديل في المواقف بين بعبدا وبيت الوسط. والجانب السيئ في هذه المراوحة، أن الجميع سيسحب يده من أي مُبادرة أخرى، وتحديداً الرئيس برّي الذي، وبحسب التسريبات، قد ينفض يده من أي مسعى جديد، بعدما لاحظ بأن الوعود التي يتلقّاها من بعض الأطراف، ليست سوى محاولات "جسّ نبض" بين الفرقاء لرفع مسؤوليات التعطيل عن أنفسهم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة