كتب الدكتور شربل عازار تحت عنوان "القادر على الأكثر قادر على الأقلّ": "لن يتّسع الوقت للتعليق على اجتماع القيادة الفاتيكانية العلني بخصوص لبنان، ولا على ما قاله وزيرَي خارجية فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، ولا على كلام السفيرة الأميركية، وكلّها مواقف تعبّر خير تعبير عن الدرك الجهنّمي الذي أوصلتنا إليه السلطة المتسلّطة على رقاب ناسها بحيث يشفق علينا الجميع إلّا حكّامنا.
سماحة السيّد حسن نصرالله، وأنتم ترسمون البارحة خارطة الطريق للحكومة العتيدة وقد تغطّى في عباءتكم دولة الرئيس المكلّف، الأقوى في طائفته، والزعيم الدرزي الأقوى في طائفته، وبعد أن أخذ دولة رئيس المجلس دفعا" قويّا" منكم، وكان مِسْكُها أن استنجد بكم واستجار علنا" رئيس " لبنان القوي "، أسمح لنفسي أن أخاطبكم مرّة جديدة باسم الطبقة الوسطى، وأنا منها، والتي تنحدر بها الظروف بسرعة لا متناهية ودون توقف نحو المجهول القاتل ماديّا" ونفسيّا" ومعنويّا" ووطنيّا".
أخاطبكم لأنّ حُكّامنا ارتضوا أن تكونوا الأقوى لا بل وضعوكم خارج التصنيف، فأنتم بالنسبة لهم "الحَكَم" والمُرشد والمُلهم والآمر والناهي وصاحب الكلمة الفصل المنتظرة في كلّ المواضيع.
من حقنا أن نتساءل أمامكم، هل كان على الخزينة أن تَفرَغ وعلى أموال الناس أن تَطير وعلى الدولار أن يُحَلّق وعلى المرفأ أن يَنفجر وعلى الدواء والمواد الغذائية والمحروقات ان تَختفي، وعلى السياحة والمسارح والفنادق والمطاعم والمصانع والمدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات أن تُقفل، لتُقفل أمامنا كلّ سُبُل الخلاص وليضمحلّ لبنان الذي قَدّسْناه وعشقناه، حتى الثمالة، عن وجه الأرض لتنتهي أسطورة سويسرا الشرق فتهون الهيمنة ويَسهَل تغيير وجه التاريخ فيلتحق لبنان بفنزويلا وزيمببواي؟
لجأتم البارحة الى المثل الشعبي المعروف، "يلّي طَلّع الحمار على المأذنة يتفضّل ينزلو"، ودعيتم جميع القيادات التي شاركت في الحكومات أن تجتمع وتتحمّل مسؤولية ترشيد او رفع الدعم.
إنطلاقا" من ذلك نَطرَح على سماحتكم أن تجمعوا، بما لكم من مونة عليهم، القوى التي حكمت لبنان منذ الطائف حتى اليوم مع مصرفيّيها ومتعهدّيها ورجال أعمالها وتجّارها ونافذيها ومدرائها العامين والبطانة كلّها، ليعيدوا المال المهدور والمنهوب والمحوّل الى الخارج الى خزينة الدولة لأن معظم هذه القوى أخذت هذا الوطن وشعبه المخدوع الى الإرتطام الكبير عن سابق تصور وتصميم ولأهداف باتت معلومة، بعد أن أمّنت على ملايينها وملياراتها ومشاريعها وإقطاعها واستمراريتها وورثتها على حساب لقمة عيش المواطن.
وبما أنّ فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة المستقيل ووزير المال يُطالبون حاكم مصرف لبنان أن يدعم او لا يدعم المواد الأساسية، وفقا" للمادة ٩١ من قانون النقد والتسليف، فقد بات واضحا" أن معظم أفرقاء المنظومة شركاء في تركيعنا.
وعليه فلتكن دعوتكم لإجتماع أركان السلطة تحت عنوان إرجاع المال المسروق لا إفراغ ما تبقى من مدخّرات المودعين في مصرفهم المركزي.
أنتم قادرون !! فهل أنتم راغبون بإخراجنا من جهنّم ليكون لكم الأجر العظيم عند ربّ العالمين؟".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News