المحلية

الثلاثاء 29 حزيران 2021 - 04:00

جنبلاط مسكون بـ 3 هواجس... "الدروز أولاً"

نفق التنازلات المظلم لزعيم المختارة... جنبلاط تسكنه 3 هواجس

"ليبانون ديبايت" - بولس عيسى

شتّان ما بين "لقاء خلدة" في شباط 2021، و"لقاء خلدة" في حزيران 2021، فالأول لا يعدو كونه "زكزكة"، أما الثاني فتطوّر يجب الوقوف عنده والتساؤل عن المغزى من مشاركة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي الوزير السابق وليد جنبلاط، وهو الذي يمثّل الأكثرية الساحقة من الدروز، في لقاء من هذا النوع يساوي نفسه فيه مع رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان، ورئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، اللذين لهما تمثيلهما المحدود؟ ولماذا ذهب إلى لقائهما في خلدة، لو افترضنا أن هناك حاجةً ملحّةً خفيةً إلى لقاء من هذا النوع، ولم يعقد اللقاء في المختارة أو في مكان محايد؟ ولماذا أصرّ جنبلاط على تكريس ثلاثية درزيّة جديدة لتحل بديلةً عن الثنائية التاريخية عبر قبوله مشاركة وهاب في هذا اللقاء، الذي كرّس الأخير بروتوكولياً كحالة درزية ثالثة لها وزنها وحيثيتها وموقعها، علماً أنه كان باستطاعة "البيك" عدم الموافقة على تكريس الثلاثية بالشكل الذي تكرّست فيه.

في هذا الإطار، لفتت أوساط سياسية متابعة، إلى أن اللقاء في الشكل لا يخدم جنبلاط أبداً، فهو أعطى خلاله أخصامه الدروز حيثية كان بغنى عنها، باعتبار أنه معلوم، وقد حصلت سابقاً، أنه عندما يريد إسقاط إرسلان فهو قادر على إسقاطه، كما يمكنه إقفال الشوف درزياً أمام وهاب، وبالتالي، تبقى هناك أسئلة أساسية وموضوعية بفعل نتيجة هذا اللقاء، وهي: لماذا هذا التنازل وما خلفيته؟ وكيف قرأ جمهور الحزب الإشتراكي هذه المعادلة الجديدة التي أرساها "البَيك"؟ مما يخشى جنبلاط كي أقدم على خطوة من هذا القبيل؟

وأكدت الأوساط، أنه من الواضح أن جنبلاط يشعر بأن المنطقة تعبر نحو مرحلة جديدة، من مفاوضات فيينا وإمكانية عقد اتفاق نووي، وصولاً إلى بشار الأسد وإعادة ترتيب وضعه في المرحلة المقبلة، وبالتالي، يرى زعيم المختارة أن هناك امكانية حدوث متغيّرات ما، ولو أنها ليست حتميّة أبداً، إلا أن رئيس التقدمي معروف بأنه يتعامل فوراً مع أي متغيّر، ولو كان لا يزال في مرحلة الإفتراض لا أكثر، لذا نراه اليوم يقوم بالإنفتاح على خصميه داخل الطائفة بمعزل عن حجمهما، ولكن انطلاقاً من ارتباطهما العضوي بالنظام السوري وبالمحور الإيراني.

ورأت الأوساط، أن جنبلاط يخشى ثانياً من الوضع الإجتماعي على المستوى المعيشي والمالي والإقتصادي، ويعتريه قلق كبير من انهيار الأوضاع ، الأمر الذي من الممكن أن يفتح الباب على محاولات لضرب وحدة الجبل من خلال شقّ الصفوف الدرزيّة، ولذلك أراد خلال هذه المرحلة الصعبة التي تمرّ فيها البلاد على الصعيدين الإقتصادي والمالي إقفال أي إمكانية لزعزعة أمن الجبل.

وأشارت، إلى أن زعيم المختارة، أراد ثالثاً من خلال هذا اللقاء أن يقطع الطريق أمام أية رسائل من الممكن أن توُجّه إليه من قبل محور الممانعة بشقيه "حزب الله" أو النظام السوري، على الرغم من أنه ينادي باستمرار بالتسوية ويلتزم سقفاً سياسياً منخفضاً للغاية، إلا إذا أراد أن يقفل هذا الباب، وأن يقطع هذه الطريق من خلال لقاء من هذا النوع، لا يعطي من خلاله أية ورقة سياسية لأخصامه خارج الطائفة، وإنما العكس تماماً، فإن الأوراق التي أعطاها هي داخل البيئة الدرزية.

واعتبرت، أنه لكل هذه الأسباب ولبعض غيرها، ليس اليوم هو الوقت المناسب للتطرّق لها، رفع رئيس التقدمي شعار "الدروز أولاً"، الذي أراده لكي يحفظ ماء وجهه وتبريراً لعقده هذا اللقاء والتنازل الذي قام به، وتبريراً أيضاً لقبوله الجلوس مع أخصامه السياسيين داخل الطائفة الذين لا يوازنوه حجماً، ولن يتمكنوا من ذلك ولو جهدوا في العمل مئة سنة ضوئيّة، وبالتالي، أراد أيضاً تحت عنوان كبير يحاول فيه اللعب على مشاعر الطائفة أن يقول لـ"حزب الله" والنظام السوري، بأن أولويته في هذه المرحلة ليس لبنان ولا السيادة ولا الإستقلال أو أي شيء آخر، وإنما الحفاظ على هذه البيئة وتقليل المخاطر على شخصه.

ولكن ماذا بعد هذا اللقاء؟ فهل دخلنا نفق التنازلات المظلم الذي سنشهد فيه لزعيم المختارة يقدّم التنازل عقب الآخر؟ هل سيضطر جنبلاط إلى إدخال تعديلات على مستوى المجلس المذهبي الدرزي؟ وما هي الخطوة التالية؟ أم أن الأمور ستقف عند هذا الحدّ؟ ترى الأوساط أن كل هذه الأسئلة ستأتي الإجابة عليها وفقاً لتطورات المرحلة المقبلة، وما يمكن أن يطرأ على مستوى المنطقة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة