ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
وبعد الإنجيل المقدس، قال عودة في عظته: "كثيراً ما نسمع عن أناس يتعاملون مع الشيطان، أو حتى يعبدونه ويقربون له الذبائح الحيوانية، أو حتى البشرية أحيانا. وهناك أيضا من يشجع التعامل مع الشيطان من خلال الشعوذة، أو تشجيع المتنبئين الذين يخرجون كل فترة بأخبار جديدة ويزرعون الرعب في النفوس بدل الطمأنينة. حتى عبادة الزعماء هي نوع من الوثنية لأنها قبول بالعبودية للمخلوق بدل الخالق".
وتابع عودة، سمعنا في الإنجيل: "وإذا بقطيع الخنازير كله قد اندفع من على الجرف إلى البحر ومات في المياه". إن رعاية الخنازير كانت مخالفة للناموس، وقد حظرتها الشريعة اليهودية، لكن الخنازير كانت بيئة تحبها الشياطين، إلا أنها احتاجت إلى إذن المسيح لتمكث فيها. إذا، ليس ممكنا أن يجد الإنسان في الشياطين أمانا ولا ثباتا، ولا شفاء أو معرفة المستقبل، لأنها تضلله بالتخيلات، تماما كما يفعل السياسيون في زمن الإنتخابات التي باتت على الأبواب".
وأضاف، "يقطعون وعودا واهية، ولو صدقوا في جزء بسيط منها لما آلت الأمور إلى ما وصلت إليه في هذه الأيام. الشياطين لا تشفي ولا تحل المشاكل، بل مشيئتها هي الدمار، وعندما تعطي شيئا، يكون هدفها إحداث أذية كبرى. لهذا، بعض الذين يمنحون سلطة، ربما تكون سلطتهم بابا لخراب ضخم، لا لإصلاح عظيم. لذلك، على كل من يحصل على سلطة، من أي نوع، أن يسأل نفسه إن كانت من الله أو من الشيطان".
وإستكمل قائلاً: "غدا تبدأ استشارات نيابية نأمل أن يسمى على أثرها رئيس يكلف تشكيل حكومة، بأسرع وقت، تتولى وقف الموت الزاحف إلى حياة اللبنانيين. لقد أدى التناحر السياسي إلى خنق البلد ونحر المواطنين، وقد حان وقت العمل الجدي لوقف الكارثة. إن التعامي عن الحقيقة ودفن الرأس في الرمال جبن. من الضروري جدا تشكيل حكومة بالسرعة القصوى، لكي تبدأ بالإصلاحات الضرورية جدا، والتي طال انتظارها، من أجل تحقيق بعض الإستقرار السياسي والإقتصادي، ومن أجل إعطاء إشارة إيجابية إلى المجتمع الدولي الذي ينتظر بدوره هذه الإشارة ليساعدنا".
وأشار إلى أن " دول العالم تستشعر الخطر المحدق بنا، إلا أهل البيت الذين يتلهون بخلافاتهم ومصالحهم، ضاربين عرض الحائط مصلحة البلد وأهله. منذ اندلاع الثورة ثم مصادرتها والإلتفاف على مطالبها، لم نشهد عملا جادا أو نية صادقة من أجل كبح الإنهيار. سنتان ضاعتا من عمر اللبنانيين وقبلها سنوات، والأوضاع تتراجع، والمشاكل الحياتية والإقتصادية والإجتماعية والسياسية تتضاعف، وذوو السلطة في عالم آخر، لا يبالون بآلام اللبنانيين وأنينهم، بل يمعنون في خنقهم وإذلالهم وإفقارهم وتجويعهم. رغم الأزمة لم نشهد تغييرا في الرؤية أو النهج. البلد غارق في الظلام والفقر والمرض ولا من يبالي. ألا يدركون أن النار التي ستأكل البلد ستحرقهم وسيكونون من ضحاياها؟".
وختم عودة بالدعوة الى "عدم الانجرار وراء خدع الشيطان، لأنها كثيرة الأشكال والألوان، ودعوتنا أن نتبع المسيح ومحبي المسيح الحقيقيين، ونصرخ جميعا، بقلب واحد: لتكن مشيئتك، كما في السماء كذلك على الأرض، آمين".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News