المحلية

ترجمة ليبانون ديبايت
الثلاثاء 03 آب 2021 - 19:17 ترجمة ليبانون ديبايت
ترجمة ليبانون ديبايت

"ذا نيو أراب" : هكذا يُخطّط حزب الله للإستفادة من مسألة حساسة جدًّا

"ذا نيو أراب" : هكذا يُخطّط حزب الله للإستفادة من مسألة حساسة جدًّا

ترجمة "ليبانون ديبايت"

نشرت صحيفة "ذا نيو أراب" البريطانية مقالًا تحت عنوان: "الإقتصاد الموازي: كيف يستفيد حزب الله من الإنهيار الإقتصادي في لبنان".

وجاء في مقدمة المقال: "بعد مرور عام على إنفجار بيروت وعامين على اندلاع احتجاجات الشعب، لبنان يتوجّه نحو حيطٍ مسدودٍ مع انهيار المؤسّسات المالية إلى جانب انهيار العملة الوطنية والجهات السياسية التي تعاني من أجل تشكيل حكومة فعالة".

ووفق الصحيفة، فإنّه "في خضم هذا المشهد المأساوي تستفيد إحدى أكبر الهيئات السياسية في البلاد من عدم الإستقرار هذا وذلك بإستخدام آليات تعود إلى عقود وبُنى تحتية طوّرتها المجموعة للتأقلم مع التحديات الناتجة عن العقوبات التي فرضتها السلطات الغربية والخليجية على جميع الهيئات التابعة لحزب الله، فقد تمكّن حزب الله من إبقاء أموال هائلة خارج النظام المصرفي الرسمي للبلاد".

وذكرت "ذا نيو أراب"، أنّ "العلامات الأولية للأزمة الحالية بدأت في أوائل العام 2019 مع سقوط الودائع الخارجية وتفاقمت في خريف عام 2019 عندما خطّطت الحكومة اللبنانية لفرض ضريبة خاصة على تطبيق واتساب-وهو منصّة تواصل معروفة مما تسبب باضطرابات سياسية وإجتماعية الى جانب الإحتجاجات والتظاهرات اليومية التي تحوّلت إلى عادة جديدة. مع الإشارة الى انتشار وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت اللذين أدّيا إلى تفاقم الأزمة حيث وصفها البنك الدولي على أنّها من أسوء ثلاثة أزمات شهدها العصر الحديث".

ورأت الصحيفة، أنّ "حزب الله منظمة تلعب دورًا كبيرًا في سياسة لبنان والسلطة حتى أنّ البعض يرى أنّ قوّة وحداته تفوق قوة الجيش اللبناني وفي الوقت نفسه تراه السلطات الغربية والخليجية على أنّه "مجموعة إرهابية" مما أدّى إلى فرض سلسلة من العقوبات ضدّ أعضاء وهيئات متعلّقة بالحزب".

وذكّرت، بأنّ "هذه العقوبات دفعت بحزب الله للجوء إلى سُبل بديلة من أجل تحويل وإدارة الأموال، فتبعًا للتحدّيات والقيود المفروضة عليه، اضطرّت المجموعة على خلق قنوات خفيّة ليس فقط من أجل تحويل الأموال والمصالح المصرفية في الخارج إنّما أيضًا من أجل توزيع البضائع والمنتجات عبر شبكات تهريب دولية".

وتابعت، "بفضل خلايا في البلاد وفي الخارج تمكّن حزب الله من إبقاء أموال طائلة خارج نطاق النظام المصرفي الرسمي للبلاد، وبسبب العقوبات المفروضة عليه منذ سنين طوّر "الحزب" اقتصادًا موازيًا وبنيةً في السوق السوداء بحيث أنّه لا يتأثّر بالمجرى الحالي للأحداث الذي يطال المصارف في لبنان، ولذلك هو يحتوي على ثروة كبيرة من العملة الأجنبية والذهب بحسب بعض التقارير، ممّا يضعه في مركز تفضيلي وسط الأزمة الإقتصادية، في حين أنّ العملة الوطنية والقطاع المصرفي يواجهان وضعًا خطيرًا للغاية".

هذا ولفتت الصحيفة، إلى أنّ "حزب الله يتمتّع بدعم كبير من إيران، فطهران تُرسل له الأموال الهائلة كما أنّها ترسل مواد أوّليّة للبنان من وقود ومواد غذائية عبر سوريا، لذا فإنّ تدفق البضائع من إيران يخدم بشكل كبير خطّة حزب الله خلال الأزمة، وفي حين أنّ حزب الله يدين بشكل رسمي عمليات التهريب غير أنّه يستهلك بشكل كامل شبكات التهريب من أجل تعزيز مصالحه المحلية".

وأردفت، "ذلك وإنّ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أضاف العديد من الأفراد إلى سلسلة العقوبات المتعلّقة بجمعية "القرض الحسن" وهي هيئة تُعتبر وسيلة مالية لحزب الله من أجل التحويلات داخل البلاد ومع الخارج. وهذه الجمعية هي رسميًا جمعية خيرية لذا هي لا تخضع للقيود المصرفية ولا لضوابط على رؤوس الأموال المطبّقة في الدولة".

لذا خَلُصت الصحيفة بأنّ "حزب الله يستفيد كلّ الإستفادة من الأزمة الحالية في لبنان خاصّة مع الإعتبار أنّ إعادة النمو الإقتصادي مبنية بشكل كبير على خطّة مُكلفة لإعادة هيكلة الديون وإحتمال عمليات اندماج داخل القطاع المصرفي مما سيؤدّي إلى استمرار عدد أقلّ من المصارف، ونتيجة هذه الأزمة في القطاع المصرفي سيبدأ الناس بسحب ثقتهم من المصارف وهنا يتقدّم حزب الله بوسيلة بديلة مغرية، وفي ضوء الأزمة الإقتصادية وتدهور الأوضاع يمارس حزب الله خطة مألوفة لمساعدة الأفراد والعائلات الذين يعانون من الوضع الإقتصادي وبالتالي تحقيق نجاحًا سياسيًا".

"فمن أوجه السيطرة"، وفق ما ذكرت الصحيفة: "المتاجر-في البقاع وضواحي بيروت-التي تؤمّن السلع المستوردة بمعظمها من إيران بأسعار تنافسية بالنسبة للمتاجر الأخرى وبطاقة "السجاد" التي تمنح خصومات لكلّ من يستخدمها في المتاجر والتي حرص حزب الله على جعلها مُتاحةً لجميع اللبنانيين وليس فقط للشيعة، الأمر الذي يدلّ على خطّته المستدامة والواسعة لجعل نفوذه أكبر في الدولة".

وكما تطرّقت الصحيفة إلى دور "الحزب" في القطاع الصحي، مُعتبرةً أنّه "طوّر نفوذه في قطاع الصحة مما يخوّله الى تأمين الدواء غير الموجود في السوق وتقديمه للذين يحتاجونه، لذلك فإنّ إمكانية حصوله على الوقود والدواء والمواد الغذائية بالإضافة الى قدرته على توزيعها لمن يحتاجونها تخوّل حزب الله أن يستفيد من مسألة حسّاسة جدًّا وهذه خطّة لطالما استخدمها لكسب شعبيّة لا بأس بها من الطائفة الشيعية".

وزعمت الصحيفة بأنّ "حزب الله هذه المرّة يسعى إلى المزيد، فلم يعد هدفه كسب محبّة الطائفة الشيعية فقط، إنّما يسعى إلى التوسّع على نطاق الفئة المحتاجة بكاملها. ومن الملحوظ أنّ خلال هذه الأزمة الشديدة يستفيد حزب الله بشكل كبير حيث أنّه يستهدف فئات متعدّدة من الشعب وليس فقط أبناء طائفته".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة