أكّد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن "انفجار مرفأ بيروت هو أكبر من مجرد حادثة إذ أن الأسباب التي أدت إليه لا زالت كامنة في المشكلات السياسية والتجاذبات التي يعاني منها لبنان".
وأضاف أبو الغيط أن "هذه الأسباب لا زالت للأسف قائمة من دون تغيير بعد مرور عام كامل على هذه المأساة، كما أنه من المؤسف أيضا عدم حدوث أي تقدم تقريبا في مسار الكشف عن الحقيقة وعن المتسببين والمسئولين عن هذه الجريمة في حق الشعب اللبناني".
ونقل مصدر مسؤول بالأمانة العامة عن أبو الغيط قوله إن، "الشعب اللبناني يستحق أفضل مما ناله، وأن الجميع صار يعرف طريق الخروج من المأزق الخطير الذي تواجهه البلاد، ولكن لازال البعض يصر مع الأسف على أن يضع مصلحته السياسية فوق مصلحة لبنان".
وحذر أبو الغيط في كلمته أمام مؤتمر دعم الشعب اللبناني عبر الفيديو كونفرانس الذي يتعقد بمبادرة فرنسية، من مسار تنزلق فيه الأمور إلى ما هو أخطر وأشد وطأة على اللبنانيين والمنطقة بأسرها، ملمحا إلى أن نسيج المجتمع ذاته يوشك أن يتمزق، وأن المؤسسات اللبنانية قد تنهار تحت وطأة هذا الجمود والشلل السياسي.
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الطبقة السياسية اللبنانية إلى وقفة مع النفس لإنقاذ البلد قبل الانحدار إلى ما لا تحمد عقباه، مؤكداً أن "الخروج من الأزمة الحالية لازال ممكنا".
وأضاف أنه "يأمل في أن تتهيأ الظروف اللازمة لاستعادة الثقة في الدولة والاقتصاد، مطالباً جميع السياسيين بالتفاهم بشكل سريع لتأليف حكومة كفاءات بهدف إجراء الإصلاحات الضرورية التي يمكن أن تضع البلد على المسار السليم".
وأكد رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس "أننا معا من أجل مساعدة لبنان للخروج من الأزمة الانسانية التي يعيشها، واللبنانيون يعانون من "انهيار مقصود" لأن مسبب هذه الازمة هو تعاطي العديد من الحكومات السابقة وداعميها".
وشدّد على أن "لبنان بحاجة الى حكومة تشدد على الشفافية وحقوق الانسان ونظام محاسبة يطاول المؤسسات كافة".
ومن جهته, وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسالة إلى الشعب اللبناني، خلال مشاركته في المؤتمر الدولي لدعم الشعب اللبناني، والذي يعقد بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، بأن الرئيس المصري وجه رسالة للشعب اللبناني، "بأن لبنان الذي كان دائما منارة للثقافة والفن والفكر، ورافدا مهما من روافد الإبداع العربي، ما زال قادرا بعزيمة أبنائه على النهوض من الكبوة الحالية، والعودة مجددا ليكون مزدهرا وفريدا كما نحب أن نراه".
وإلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في كلمة له خلال مؤتمر دعم لبنان الذي عقد اليوم الأربعاء بدعوة من فرنسا، تقديم 100 مليون دولار لدعم لبنان.
وأكد بايدن تضامن الجميع من أجل إنقاذ لبنان بعد الانفجار المهول الذي أصابه منذ عام، لافتا إلى المعاناة الإضافية للشعب اللبناني خلال العام المنصرم جراء الأزمات السياسية والاقتصادية التي كان يمكن تفاديها.
وأعلن الرئيس الأميركي عن مساعدات إنسانية من الولايات المتحدة بقيمة 100 مليون دولار تضاف إلى قرابة 560 مليون دولار قدمتها واشنطن كمساعدات إنسانية خلال السنوات الماضية.
وأضاف، "أدعو نظرائي في الدول كافة إلى تعزيز دعمهم للشعب اللبناني، ولكن كل هذه المساعدات الخارجية لن تكون كافية، إذا لم يلتزم القادة اللبنانيون في القيام بالعمل الصعب، لإجراء الإصلاحات الاقتصادية ومكافحة الفساد".
وشدّد بايدن على "ضرورة قيام حكومة بشكل سريع، للعمل على أولوية وضع لبنان على طريق النهوض، وإذا ما اختار القادة اللبنانيون هذا الخيار، فسيجدون الولايات المتحدة إلى جانبهم في كل خطوة لبناء مستقبل واعد أقوى للبنانيين، وليس هناك من وقت لإضاعته"، وقال: "نحن هنا لمساعدتكم إذا التزمتم بتعهداتكم".
ومن جهته، قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني: "لا يمكن لنا الانتظار ورؤية اللبنانيين يقتربون من الهاوية، ويجب ان نقدم المساعدات الإنسانية والصحية والغذائية، ولا يجب ان ننسى ان اللبنانيين يستضيفون ايضاً لاجئين".
كما ولفتت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد خلال مؤتمر دعم لبنان وشعبه، إلى أن "لبنان يعيش احدى افظع الازمات على الصعد الاقتصادية والتربوية والبنى التحتية، وحاجة اللبنانيين تتفاقم وهم لا يزالون يعانون من عدم تشكيل حكومة منذ نحو عام، وننتظر من رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي تأليف حكومة بشكل سريع".
وألقى المدير العام لمنظمة الصحة الدولية تدروس ادانون غيبريزوس كلمة أشار فيها الى "الجهود التي تبذلها منظمة الصحة العالمية مع مجموعة من المنظمات الدولية والمحلية لمنع انهيار النظام الصحي في لبنان، وخصوصا ان نصف الشعب اللبناني يعيش تحت خط الفقر ويحظى برعاية صحية ضعيفة"، معددا المشاكل الصحية الموجودة في لبنان.
كما ألقى الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ماتياس كورمان كلمة دعا فيها الى "تقديم مساعدات عاجلة للبنان، ووضع اطار عمل يسمح بالشفافية والمحاسبة لايصال هذه المساعدات". ولفت الى انه "بإمكان المنظمة مساعدة لبنان على اجراء الإصلاحات المطلوبة وإجراءات مكافحة الفساد".
من جهته دعا وزير شؤون السياسة الخارجية الدانمركية جاسبر سورنسين، المسؤولين اللبنانيين، الى "تحمل مسؤولياتهم في مواجهة الأزمة التي تعيشها البلاد، وتشكيل حكومة قادرة على اجراء الإصلاحات اللازمة وتحقيق الاستقرار".
وتحدث رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، فأكد "ان مشاركتنا في المؤتمر هي للتشديد على ان لبنان واللبنانيين هم أولوية لنا جميعا. والكويت تسعى الى تعزيز الحوار بين مختلف الافرقاء اللبنانيين للوصول الى حلول".
ودعا الى "ضرورة التوصل الى توازن سياسي واقتصادي وقضائي في لبنان، وإيجاد الحلول للازمة الاقتصادية الحالية"، مشددا على "استعداد الجميع لمساعدة لبنان للنهوض من آثار هذا الانفجار"، وقال: "الكويت قدمت مساعدة إضافية بقيمة 30 مليون دولار لترميم الاهراءات وانشائها، كما تم توفير مساعدات طبية وغذائية من خلال جسر جوي، إضافة الى العديد من المساعدات في حقول ومجالات عديدة، وفي موضوع اللاجئين السوريين".
أضاف: "ان لبنان وصل الى مفترق، وعلينا القيام بكل شيء من اجل مساعدته على تجاوز هذه المحنة، ولكن من المهم ان يجد اللبنانيون بأنفسهم حلولا، لانه لا يمكن للمجتمع الدولي الاستمرار في المساعدة من دون قيام لبنان بخطوة موحدة وتضامنية في الداخل".
وتحدثت وزيرة الدولة السويدية للتنمية الدولية جانين آلم ايريكسون، فأشارت الى ان بلادها "تساهم بمساعدات للعام الحالي للبنان، بقيمة 12 مليون يورو في المجال الإنساني". وأملت "تشكيلا سريعا لحكومة ديمقراطية، تتمتع بالمصداقية، وقادرة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة".
أما وزيرة الدولة في وزارة خارجية سلوفاكيا إنغريد بروكوفا، فرأت في كلمتها ان "تعافي لبنان على المدى الطويل يحتاج الى تحقيق الإصلاحات المطلوبة"، ودعت الى "تشكيل حكومة تعمل على تحقيق مصالح البلاد، وإصلاح الاقتصاد اللبناني".
من جهته أكد وكيل وزارة الخارجية العمانية للشؤون الدبلوماسية الشيخ خليفة بن علي الحارثي دعم بلاده "الدائم للبنان في مواجهة الصعوبات"، آملا في "ان يتمكن لبنان من تخطي آثار الأزمة الحالية".
واعتبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ان "مأساة انفجار مرفأ بيروت وحدت اللبنانيين"، وقال: "نجتمع اليوم من اجل البحث في كيفية مواجهة التحديات التي تواجه الشعب اللبناني، الامر الذي يدفعنا للتأكيد مجددا اننا نقف الى جانب هذا الشعب لمساعدته في تخطي آثار هذا الانفجار، كل من موقعه. ان العراق يدعم الجهود المبذولة من اجل وضع حد للأزمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها لبنان راهنا".
أضاف: "على القيادات السياسية اللبنانية ان تتحمل مسؤولياتها في توطيد استقرار بلادها، والحفاظ على وحدتها وروابط الصداقة الدولية. وهذا يشكل بحد ذاته تجاوبا مع تطلعات الشعب اللبناني، والقيام بالاصلاحات الضرورية من اجل انتشال البلاد من الظروف الصعبة التي يعيشها".
وأشار الى ان "الحل يبقى ممكنا بفضل حكمة اللبنانيين، ونحن على ثقة تامة من ان الشعب اللبناني سيخرج منتصرا من هذه التحديات مع عزيمة اكثر صلابة. والعراق يدعو الى مساعدة الشعب اللبناني لا سيما في التغلب على الوضع الاقتصادي. ومن الواجب لذلك، وضع خريطة طريق واضحة، والمطلوب ان يساعد لبنان نفسه بنفسه". وقال: "أود ان أشدد على ان العراق يقدم كل ما بوسعه من اجل تدعيم امن لبنان واستقراره".
وأكد ان بلاده "تجدد التزامها تقديم كل مساعدة سريعة مطلوبة من غذائية ونفطية، وسنواصل بذل جهودنا من خلال تقديم المساعدات الطبية والغذائية والوقود لتشغيل محطات الطاقة الكهربائية، ونحن نقوم بذلك لأنه واجب علينا تجاه اشقائنا الذين هم في المعاناة".
وقال رئيس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال: "من المؤسف ان السلطات اللبنانية، حتى الآن، لم تتوصل الى كشف اي ضوء يتعلق بسبب مأساة انفجار المرفأ الأليمة. ان عائلات الضحايا وعموم الشعب اللبناني لا يزالون ينتظرون اجوبة. واننا نحض السلطات اللبنانية المعنية من اجل المضي قدما في التحقيقات وصولا الى الخواتيم المرجوة، لمعرفة من يقف وراء هذا الانفجار".
وأضاف: "الاتحاد الاوروبي خصص حتى الآن مبلغ 170 مليون يورو للمساعدة المباشرة للبنانيين، بالتعاون مع الامم المتحدة والبنك الدولي. والمطلوب من المجتمع الدولي ان يدعم نموا مستداما وعادلا للبنان، وآن الأوان للبنان كي تتشكل فيه حكومة بالسرعة المطلوبة، ويتم اجراء الانتخابات في موعدها".
وأكد ان "المساعدة الدولية تتوقف على تطور ملموس في الاصلاحات المطلوبة للخروج من الازمة"، وختم: "منذ زمن بعيد كان لبنان نموذجا للعيش معا بسلام ومصدر الهام للمنطقة والعالم، والشعب اللبناني بامكانه الاعتماد على الالتزام الأوروبي، والمطلوب تحمل المسؤولية من قبل المسؤولين اللبنانيين انفسهم، ومن حق الشعب اللبناني ان يكون له قادة يتحملون المسؤولية ويلعبون دورهم على اكمل وجه لكي ينهض هذا الوطن من جديد".
المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا اعتبرت في كلمتها انه "منذ اجتماعنا الاول تمت اعادة بناء اجزاء من العاصمة بيروت، وكان هناك امل ان تستتبع هذه المأساة باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، للأسف ان هذا الامر لم يحدث".
وإذ استعرضت الاوضاع الاقتصادية الصعبة للبنان، اشارت الى ان "لبنان سيحصل على مساعدة بقيمة 860 مليون دولار لتلبية الحاجات الملحة للشعب اللبناني". وشددت على "ضرورة تشكيل حكومة تضطلع بمهام القيام بالاصلاحات المطلوبة لاعادة احياء الاقتصاد"، معتبرة ان "قطاع الطاقة هو الاكثر دقة في هذا الاطار، ولا بد من المزيد من الشفافية الى جانب اجراء اصلاحات مالية في العمق لاعادة الثقة بالبلاد، واعادة هيكلة القطاع المصرفي وحماية صغار المودعين".
وختمت: "ايها الشعب اللبناني الرائع، اننا نقف الى جانبك، ونتطلع الى تشكيل حكومة، للانضمام الى الجميع في العمل من اجل وضع حد للمأساة التي يعيشها لبنان منذ الانفجار الذي وقع منذ سنة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News