التحري

الأربعاء 18 آب 2021 - 11:20

الثوار يربحون جولة "اقتحام بيوت السياسيين"!

placeholder

فتات عياد
بعد يوم طويل من التحقيق في شعبة المعلومات في الأشرفية، خرج الثوار "أبطالاً"، في جولة رابحة ضد الطبقة السياسية التي فشلت في تثبيت خطوط حمر منعاً من الاقتراب من "بيوت السياسيين"، فالنائب طارق المرعبي، لم يكن ليسحب دعوى اتهامه لمقتحمي منزله بـ"السرقة" لولا ضغط الشارع والرأي العام اللبناني، ومحامي الموقوفين.

وإذا كان المرعبي "لا يعرف" من اقتحموا منزله وفق قوله، لكن الثوار، يعرفونه جيدا. فهو عضو في كتلة المستقبل النيابية، وجزء من منظومة "كلن يعني كلن" وهو نائب عكار المفجوعة بانفجار التليل، وأحد أسبابه، تهريب الوقود الى سوريا، بتغطية من الأحزاب النافذة في المنطقة. وهو "نائب النيترات" الذي وقّع عريضة تحويل النواب المستدعين في انفجار المرفأ إلى محكمة خاصة بالرؤساء هروباً من رفع الحصانات والتحقيق العدلي. وها هو يفشل في "تحصين" منزله، من غضب اللبنانيين!

حبة في سبحة

وأهم ما في توقيفات اليوم، أنها تأتي استكمالاً لتوقيفات بدأت الأحد مساء، أي في اليوم نفسه الذي دخل فيه الثوار منزل المرعبي ووثقوا اللحظة بفيديو مباشر، وتلك التوقيفات تزامنت مع تغريدة لقوى الأمن الداخلي، جاء فيها بصريح العبارة "إنّ "كل من قام بالاعتداء على حرمة المنازل اليوم سيتم توقيفه ولن نتوانى مستقبلا عن ذلك".
إذاً، المرعبي كان أشبه بـ"حبة" في "سبحة" المنظومة الحاكمة، والطبقة السياسية إذ تخشى تصعيد الشارع على وقع الانهيار واشتداد الأزمة، لا تتحصن خلف حصاناتها النيابية والطائفية والحزبية وحسب، بل تتحصن في بيوتها خوفاً من أن يأخذ اللبنانيون العدالة بيدهم، إن تأخرت العدالة...

وبالفعل حرق أهالي عكار منزل صاحب الأرض المؤجرة التي حصلت فيها حريق خزان المحروقات في التليل، أخذ الأهالي حقهم بيدهم، ومع أن المنزل كان فارغاً من سكانه. لكن دلالات "الانتقام الشعبي"، وتعميم حالة عكار، "تقض مضاجع" المسؤولين اللبنانيين. وما محاولة المرعبي "فبركة" ملف سرقة لمقتحمي منزله، سوى حماية لـ"السبحة"، وخشية من أن "تكرّ"!
ولم يكن أهالي ضحايا انفجار المرفأ جبناء، فهم قالوها بالفم الملآن مهددين السياسيين باقتحام بيوتهم، فكل من يعرقل التحقيق بانفجار المرفأ هو "هدف" لهم. وهذا التصعيد يرفع من سقف الاحتجاجات بوجه المنظومة وطرق التشفي من السياسيين، من هنا كان الكمين المحكم لويليام نون، شقيق ضحية انفجار المرفأ جو نون، عبر سوقه إلى التوقيف بعد ضربه من أمام منزل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، كمحاولة للقول بأن ما يسري على الثوار يسري على أهالي ضحايا قضية 4 آب. وأن لا "ريشة" على رأس أي لبناني يدخل بيوت السياسيين. وأن بيوتهم "خط أحمر"!

لكن، من يحمي اللبنانيين من حكامهم؟ ومن شر حكمهم وفسادهم؟ وهل تنجح الطبقة السياسية في تضييق القبضة الأمنية حول خناق الثوار، فتضع القوى الأمنية بوجه المواطنين، لتحصن نفسها من انفجار الشارع؟

البسط: لسنا أغلى من الضحايا ومستمرون لأجلهم حتى تحقيق العدالة

وفي حديث لـ"التحري"، اعتبر الثائر زين العابدين البسط، وهو ممن أوقفوا اليوم في الدعوى التي رفعها المرعبي، أن "استدعائنا من قبل القوى الأمنية للتحقيق هو خوف منا"، مؤكدا أننا "بدورنا لسنا خائفين بل على العكس، فهو شرف لنا أن نكون في الصفوف الأمامية بالدفاع عن حقوق كل الشعب اللبناني، المقيم منه والمغترب وعن مستقبل شبابنا وأطفالنا".

وأضاف "إذا كانوا يعتقدون أن استدعاءاتهم ستخيفننا، نطمئنهم أننا فرحون ولنا الشرف بأن تكون مهمتنا هي الثورة ، ولن نتراجع حتى آخر نفس. فلسنا أغلى من الشهداء و الضحايا الذين قضوا بانفجار المرفأ ومجزرة عكار ولأجلهم نحن مستمرون حتى تحقيق للعدالة و بناء وطننا".

واليوم، باتت هناك حالة اقتحام موثقة لمنزل أحد النواب في لبنان. وإذا كان اللبنانيون على موعد مع "نيران" لا تنتهي في جهنم التي يعيشون، يبدو أن نيران جهنم تتمدد، ولن يكون سياسيو لبنان بمنأى عنها، إذ لن تحميهم منها حصاناتهم، ولو شيدوا الأسوار حول منازلهم، التي وإن لم تحطمها العدالة، سيلتهمها ثأر اللبنانيين!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة