"ليبانون ديبايت" - وليد خوري
هَبّة باردة هبّة ساخنة، هذا هو حال الوضع في الشأن الحكومي، حتى إنّ معظم اللبنانيين مَلّوا من هذه "اللعبة" بعد أن أصبح مُستقبلهم على "كفّ عفريت"، لِما تَعكسه أزمة التشكيل من أزمات على مُتطلبات حياتهم اليوميّة.
وبعد منسوب الإيجابيّة المُرتفعة هذا الأسبوع بإقتراب التشكيل، وإعلان رئيس الحكومة المُكلف نجيب ميقاتي أننّا على أمتار من موضوع التشكيل، تراجعت الخطوات أميالاً مساء الأربعاء حتى إنّ الأمتار القليلة أصبحت أميالاً، لكن أمس الخميس عادت هذه المسافة لتتقلّص بلقاء بين الرئيسيْن ميشال عون ونجيب ميقاتي ليذلّل الطرفان خلاله بعض العقبات على أن يُستكمل بلقاء آخر يتوخّى منه أجواء أكثر إيجابية.
وتُشير مصادر مُطلعة على التأليف لـ"ليبانون ديبايت"، إلى أنّ "معظم الحقائب قد جرى الإتفاق عليها إن لجهة المذاهب والطوائف أو الجهات الحزبية التي ستتولّاها، وبَقيت الأمور واقفة عند الأسماء التي ستتولى ثلاث حقائب وهي "الاتصالات" و"الداخلية" و"العدل".
وتُوضِح المصادر أنّ وجهتَي نظر تتنازعان الأسباب التي تُوجب التشكيل، وجهة نظر الفريق الأوّل تقول إنّ الأمور لم تَعد تَحتمل المُماطلة مع "تسعير الأجواء" المُستمر وتُضخّم منسوب الأزمات، لذلك فإنه من المُرجّح وفق هذا الفريق أن تَنجلي الأمور بعد إنكفاء قدرة المُعرقلين من نادي رؤساء الحكومات إلى غيرهم من الأطراف.
ويرى هذا الفريق، وفق المصادر، أنّ ترك لبنان وسقوطه الكامل يجعله أرضاً خصبة لِتغلغل النفوذ الإيراني وخير دليل على ذلك موضوع بواخر المحروقات التي حَرقت كل المعوقات فسارعت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية إلى إستجرار مُساعدة أصدقاء لبنان عبر إستجرار الطاقة من الأردن والغاز من مصر مُتخطية قانون قيصر وضرورة المُرور بالأراضي السورية، في محاولة لِقطع الطريق على التغلغل الإيراني المُتمادي الذي وصل حتى إلى الامور الحياتيّة للناس.
أمّا الفريق الآخر الذي يتبنّى وجهة النظر الأخرى فيَرى أن العقد لم تُحلّ بالكامل كما يُشاع، صحيح أنّ الأمور "ماشية" بإتجاه تذليلها وتم الإتفاق على مذهبيّة وحزبيّة الحقائب إلّا أنّ الأسماء قد يكون لها تأثير أكبر في العرقلة، ومن المُحتمل أن يكون للبعض أجندات مَخفيّة من شأنها ان تُفرمل سرعة الولوج إلى حلّ نهائي يُرضي جميع الأطراف.
ووفق هذيْن الفريقيْن فـإنّ الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات وان أي تقدّم لم يحرز بالمعنى الملموس على هذا الصعيد، وما سيصدر عن اللقاء المرتقب بين الرئيسين سيبيّن وجهة نظر أي من الفريق هي الأقرب للواقع والمستقبل.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News