من منا لا يذكر فرض العضلات الحزبية التي حصلت في الجميّزة يوم الرابع من آب، وحوّلت الذكرى الاليمة إلى حجارة، مولوتوف، سكاكين وجرحى...
ولمن خانته ذاكرته، ها نحن نعيد تنشيطها:
في الرابع من آب، وبينما كان اللبنانيون يشاركون أهالي الضحايا مصابهم في المرفأ، وبينما كان عدد قليل من مناصري القوات اللبنانية، وبالتحديد عائلتين من بينهما إمرأة حامل يستعدون لملاقاة الأهالي عند تمثال المغترب، كانت شلّة شيوعيّة منظّمة وغيرعفويّة، على ظهر شبابها حقائب مليئة بقناني مولوتوف، ديناميت وحجارة، تتوغّل بالقرب من مركز القوات في الجميّزة... بدأت برشق المكتب بالحجارة و تهتف بأعلى صوتها "صهيوني صهيوني... سمير جعجع صهيوني".
وعندما علم الرفاق بما حصل، وتنفيذاً لمقولة "ما بينعسوا الحراس، لبسوا الزيتي واثبتوا فعلاً أنهم "وقت الخطر قوات".
وبعد مرور اسبوعين على الحادثة، وبناء على الدعوى التي قدّمها الحزب الشيوعي، أوقف المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي زاهر حمادة، ومن دون اي إثبات أو دليل كل من رودريغ وتوفيق الملقب بـ puncho، على خلفيّة الإعتداء على جوني وأخيه القاصر جاك بركات.
ولكن... كيف لقاضٍ أمضى حياته بدراسة القانون أن يعتقل حريّة أشخاص دون دليلٍ يثبت تهمتهم، وكيف له أن يحجب النظر عن باقي المشاركين في الحادثة؟ ألا يعلم أن في كل مشكلة مسبّب ونتيجة؟ وأن "المسبب" هي تهمة يحاكم عليها القانون أيضاً؟
ما يستدعي أن نسأل: ماذا يحاول هذا القاضي فعله؟ ولماذا يتمسّك بالملف على الرغم من فترة المناوبة القضائية وينحاز في معالجته؟
لا شكّ أن كل ما حصل من إشتباكات بين الطرفين ليس مبرراً، ولكن لما لم يرى القضاء الحادثة إلا من منظارٍ واحد، ولماذا لم يُحقق بالفعل الأولي الذي إستدعى ردّة الفعل هذه من القوات؟ ولماذا لم يكترث لقنابل المولوتوف الذي كانت ترمى من قبل الشيوعي حينها؟
الأجهزة الأمنية تتجاهل عمداً كل الوقائع التي تثبت أن الشيوعي درس وصممّ وتحضّر ونفّذ خطته الإعتدائية، ألا تدرك أن المشي في مسيرةٍ سلميّة يتطلب "قناني مياه ومش قناني مولوتوف"؟ نسبعد الأمر...
حاثة بعد أخرى في لبنان يتبيّن لنا وبالأدلة القاطعة أن أجهزة الدولة عقيمة وقضاؤنا منحاز وأننا في دولة "الكل من إيدو إلو".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News