التحري

الأربعاء 25 آب 2021 - 18:25

"ألو... مافي تاكسي": أزمة مواصلات في لبنان وارتفاع عشوائي للأجرة

placeholder

مريم مجدولين اللحام – التحري

شُلّت حركة المواصلات والنقل في لبنان بجميع محافظاته منذ أيام جراء أزمة الوقود الحادة وما أسفرت عنه من ارتفاع أجرة المواصلات التي أجبرت الكثير من المواطنين على العمل من منازلهم أو قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام او العودة لاستخدام الدراجات الهوائية وسط تخبط رسمي حول تعرفة وسائل النقل ومطالبات شعبية برصد المخالفين.

أجور المواصلات ارتفعت بشكل جنوني وباتت تخضع لمعاناة السائقين وبلا رقابة تُذكر بحيث تبدو الفروقات بين الأسعار جد كبيرة. أي يمكن لوجهة واحدة أن تُسعّر على حسب وضع السائق وكيف استحصل على وقود سيارته، فمثلاً رحلة من ضبية إلى زحلة قد تكون 112 ألف ليرة كسعر رسمي هذا إن توفرت مادة البنزين أو تصل إلى حد الـ500 ألف ليرة في حال اشترى السائق وقود سيارته من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، بل هناك أسباب أخرى كارتفاع أسعار "التصليح" وعدم وجود قطع غيار ومواقع للصيانة ترأف بالسائقين... والعرض بات على قاعدة "هذا الموجود، إقبل به أو ارفضه" الأمر الذي انعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات وبخاصة منه قطاع التعليم وما ينتظر الطلاب من سنة ستكون شاقة بعد إعلان وزير التربية لتصريف الأعمال طارق المجذوب عودة التعليم "الحضوري".

وبما أن الأوضاع الاقتصادية لغالبية المواطنين باتت صعبة للغاية، لذلك فإن أغلبهم يرفضون الزيادة المترتبة على شراء الوقود من السوق السوداء وعليه قد أثر ذلك على شريحة واسعة من السائقين بشكل مباشر حيث فقد الكثير منهم مصدر دخلهم واختاروا البحث عن عمل آخر على الإنتظار بمشقة عند محطات الوقود كي يملأوا سياراتهم للتوجه نحو مشاوير بالكاد تستطيع رد ما يمكّنهم من إعادة ملئها به وتوفير المأكل والمشرب لعائلاتهم بنفس الوقت.


وسائل نقل ركاب جديدة كالـ"توكتوك" انتشرت في مناطق الشمال، وطوابير الانتظار أمام المحطات في مختلف المناطق تمتد لعدة كيلوميترات لدرجة حتى لو اقفلت المحطة ينتظر السائق ساعات حتى يعي اقفالها!

وفقد المواطنون القدرة على رفع الصوت أكثر بحيث فعلوا كل ما بوسعهم من احتجاجات سلمية أو قطع طرقات أو غير ذلك، وبالتوازي لا يبدو أن مسؤولاً سيُبادر في إيجاد حلّ لهذه الأزمة المستفحلة والتي تتفاقم مع مرور الأيام وعلو الأسعار. لا بل إن إقفال محطات "كورال" في لبنان قد "زاد الطين بلّة".

وأشار رئيس اتحادات النقل البرّي بسام طليس لـ"التحري" إلى أنّ "اليوم يعيش اللبنانيون حالة ذل غير مسبوقة، حيث ينتظر العاملون يومياً لعدة ساعات على مواقف الباصات والسرافيس إلى أن يجدوا وسيلة نقل غير مكلفة أو لا تقتطع جزءاً كبيراً من مدخولهم الذي فقد أكثر من نصف قيمته وقدرته الشرائية. وأن السائق هو أكبر المتضررين والمتعرضين للذل بين الناس بحيث أن وقوفه في الطوابير ليس اختيارياً ولا اسبوعياً بل يومياً. وأن الفيديوهات التي انتشرت من داخل المطار بقدر ما هي مؤسفة فهي لا تدل إلا على أهمية التحرك المباشر في هذا الملف وايجاد الحلول الفعلية الواقعية البعيدة عن الوعود وانصاف الحلول التي تفتح الباب أمام الإحتكار والتخزين!".

إلى ذلك، أكد السائق رامي سعد، بأنه "اضطر رفع تعرفة الميني-باص الذي يملكه إلى اضعاف منذ أكثر من أسبوع، بحيث باتت الرحلة إلى طرابلس بنحو 20 إلى 25 ألف ليرة من منطقة الدورة و30 ألف ليرة من الكولا، جراء انعدام الوقود، وارتفاع أسعاره في السوق السوداء، وأنه بالرغم من رفع الأسعار فهو بالكاد يحصل على قوت يومه إذ بلغت "تنكة البنزين" سعر 400 ألف ليرة وتباع على عينك يا تاجر على تقاطعات الطرق بلا محاسب ولا مراقب!"

وفيما تصاعدت شكاوى المواطنين من إهمال المسؤولين لحل هذه الأزمة، أعلنت نقابة عمال ومستخدمي النقل المشترك في بيان الإضراب العام لمدة أسبوع بدءا من يوم أمس الثلثاء ولغاية مساء الإثنين المقبل نهاية الشهر الحالي، كما يواصل عدد من سائقي السيارات العمومية وقفاتهم الاحتجاجية في عدة مناطق، وقد قاموا بقطع عدد من الطرقات.

وفي حديث ل"التحري"، يقول السائق شادي صادق عن هدف الاعتصام "نحن لسنا تابعين لأحد، نحن باسم النمرة الحمراء والرغيف، نذل يوميا عند المحطات، بل وأصبحنا ننام عندها، وعندما يصل دورنا لتعبئة البنزين، بالكاد يعبئون لنا ب ٥٠ ألف ليرة". ويضيف "نحن ننتظر في الطوابير لساعات، كيف نعبئ ب ٥٠ ألف ليرة القليل من البنزين وندور فيها بحثا عن راكب، لتأمين القليل من حاجياتنا".

"ما بقى فينا نطعمي ولادنا"، يقولها بغصة لستتبعها بعبارة "ما حدا عم يطّلع فينا". من هنا "لا نستطيع الوقوف مكتوفي الأيدي، وكان لا بدّ أن نفعل شيئا". ويؤكد "لا نريد التكسير ولا التخريب، نعتصم بكل سلمية، في محاولة لإيصال صوتنا" علّه يلقى مجيباً...!

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة