جنبلاط في الميدان "متقمصًّا" الأخضر الإبراهيمي

"ليبانون ديبايت"

يبدو زعيم المختارة وليد جنبلاط في سَعيّ مِنه إلى التهدئة قرَّر أنْ "يتقمص" شخصيّة الأخضر الإبراهيمي الذي مثّل أواخر الثمانيات اللجنة الثلاثية العليا التي كانت تضم الملك الحسن الثاني والملك فهد والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد وكان مَبعوثهم إلى لبنان في الفترة التي بدأت بعجز اللبنانيين لأوّل مرة عن إنتخاب رئيس الجمهورية أواخر الثمانينات، وعَمِل جاهِداً حلّ الأزمة اللبنانية آنذاك.

هو يستلمُ الآن دور "الاطفائي" إلى حدٍّ ما إضافة إلى إشاعة جوّ "الوئام" بين الأفرقاء المُتخاصمين .

فَبدأ بمُمارسة هذا الدور هذه المرّة ليسَ عبر حسابه على "تويتر" بل نزل إلى الميدان وقَصد رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأفصح له عن نصائح عدّة، فَهو يراه الجامع لكلّ الناس من باب أنّه رئيس مجلس النواب ويجب أنْ يُحافظ على هذا الدور، لذلك نصحه أوّلاً بأن لا يكون على خصام مع القوات اللبنانية، ويبدو أنّ الرئيس بري لم يَكن بعيداً عن هذا الاتجاه.

كما واصل "رجل السلام" الجولة فَوصّل إلى مقرّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ليس لِنصحه بَل ليَستغلّ المنبر الحكومي للإطلالة على حزب الله بما أنّ الجولة يبدو أنّها لَن تشمل حارة حريك، فأراد توجيه نصيحة له بعدم تكرار ما فعلته الحركة الوطنية التي كان يرأسها كمال جنبلاط عام 1975 عندما تبنّت نظرية عزل الكتائب، الأمر الذي أعطى آنذاك دفعًا كبيرًا لليمين اللبناني وللكتائب، فكنّا بشيء وأصبحنا بشيء آخر.

اليوم وعطفًا على عزل الكتائب لا نستطيع أنْ نُطالب بعزل شريحة كبيرة من الشعب اللبناني أو عزل الشيعة، وهَل عزل حزب معيّن هو "القوات اللبنانية" فأجاب: "هذا ما قصدته ولا يُمكن أن نَصل الى أي مكان بالعصي، أنا اقوم بواجباتي كمواطن عادي.

إذًا جنبلاط "المُتبصر" في أمور السياسة إستقال من المناصب وإجترح لنفسه مهمّة مبعوث السلام و"الحكيم الناصح" بما أنّه الوحيد القادر على التحرّك بين الأفرقاء بعد النأي بنفسه عن الصراعات من تشكيل الحكومة إلى قضية المرفأ وعن الاصطفافات الحاصلة، وإنْ كان في بعض الأحيان يُغرّد لصالح ما تقتضيه المصلحة الدرزيّة إلّا أنّه يبدو عازم على العمل على خطّ التهدئة ربما لأنّه يستشف شيئاً ما في الأفق كعادته عند تغيّره لموقف ما بعد رصد ما يُحضر في مطابخ الآخرين.