رصد

placeholder

الحرة
الأحد 02 كانون الثاني 2022 - 14:40 الحرة
placeholder

الحرة

فشل إيراني جديد في "الفضاء".. محللون يكشفون الأسباب

فشل إيراني جديد في "الفضاء".. محللون يكشفون الأسباب

في الوقت الذي تجري المفاوضات حول الاتفاق النووي، ما تزال إيران ماضية في برامجها المختلفة، والتي كان آخرها إطلاق صاروخ إلى الفضاء زعمت طهران أنه يحمل معدات لأغراض بحثية.

الصاروخ فشل في وضع حمولته في المدار بعدما عجز عن الوصول إلى السرعة المطلوبة، لينضم إلى عمليات الإطلاق الإيرانية التي لم يكتب لها النجاح لوضع أقمار إصطناعية في المدار.

وفي تبريره لفشل المهمة، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية، أحمد حسيني: "لكي يضع الصاروخ حمولاته يجب أن يصل إلى سرعة أعلى من 7600 متر في الثانية، مؤكدا أن الصاروخ وصل إلى سرعة 7350 متر في الثانية."

ولم يوضح حسيني في وثائقي خاص بالعملية بثه التلفزيون الرسمي، الخميس، ما إذا كان الصاروخ وصل إلى المدار لكنه أشار إلى أن الإطلاق كان اختبارا قبل المحاولات المقبلة لوضع أقمار اصطناعية في المدار.

فلماذا لم تنجح إيران في مهماتها الفضائية الأخيرة؟ وماذا يعني ذلك لبرنامجها الفضائي؟ وهل هي غطاء لبرنامج تطوير الصواريخ الإيراني؟

التوسع في التكنولوجيا العسكرية

المحلل السياسي، عامر السبايلة، قال في رد على استفسارات "الحرة" إن "عمليات إطلاق صواريخ للفضاء من قبل إيران هي جزء من محاولات طهران لتوسيع دائرة تطورها العسكري والتقني".

ويرى أن فشل عمليات إطلاق الصواريخ الإيرانية للفضاء في تحقيق أهدافها يعود إلى "عدم وجود شراكات مباشرة مع الدول التي تمتلك تكنولوجيا متقدمة في هذا المجال، وخضوعها للعقوبات التي تحد من توسع الدول وحتى الشركات الكبرى من التعاون معها في هذه المجالات".
وأضاف السبايلة "أن اعتماد طهران على التطوير الداخلي لتكنولوجيا الصواريخ، سيأخذ سنوات طويلة ومحاولات متعددة فاشلة حتى تنجح في الوصول لمساعيها".

ويعتقد أن "استخدام البرنامج الفضائي كغطاء لبرنامج تطوير الصواريخ الإيراني، فهو غير مستبعد، إذ أن التكنولوجيا الإيرانية للتسلح أساسها موضوع الصواريخ، والجانب السلمي منها يعني أن إيران تريد إرسال رسائل للعالم على أنه برامجها للتسلح لن تقف عند حدود الصواريخ الباليستية أو امتلاك السلاح النووي".

قلق دولي

المحلل السياسي، أنيس عكروتي، قال في حديث لموقع "الحرة" إن "محاولة إيران الفضائية الأخيرة لم يكتب لها النجاح كما سابقاتها، إلا أنها خلفت قلقا دوليا من واشنطن والدول الأوروبية الراعية للاتفاق النووي مع ايران".

وأشار إلى أن "إيران كثفت مؤخرا من جهودها للتقدم خطوات أكبر في مجال تكنولوجيا الفضاء وهو أمر تعتبره الحكومة الحالية من أهم أولوياتها".

وأضاف عكروتي أن "فشل إطلاق قمر صناعي لعدة مرات متتالية، بات أمرا يقلق الإيرانيين، خاصة وأن الأسباب الحقيقية لهذا الفشل تبقى غير محددة".

ورجح "أن فشل إطلاق الصاروخ الأخير يعود إلى أن محركات الصاروخ الحامل سيمرغ بحاجة إلى مزيد من التعديلات خاصة مع تعدد الإخفاقات".

وأوضح عكروتي أن "الرد الرسمي الإيراني على الاتهامات الغربية حول توظيف تكنولوجيات الفضاء في خدمة البرنامج العسكري الإيراني، كان قد ألمح إليه الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، عندما قال إن الشعب الإيراني له حق غير قابل للتصرف في التقدم العلمي والبحثي، لا سيما في مجال الطيران".

ورغم إدراك "طهران جيدا أهمية الوصول إلى اتفاق نووي جديد في أقرب وقت ممكن لكنها في المقابل غير مستعدة لتقديم تنازلات حول طموحاتها العسكرية وتعول كثيرا على تطوير برنامجها الفضائي خدمتها لبرنامجها النووي"، بحسب عكروتي.

غطاء لبرنامج تطوير الصواريخ

وأشار رجب إلى أن هناك العديد من المخاوف الغربية "بأن يكون البرنامج الفضائي غطاء لبرنامج تطوير الصواريخ، وهذه المخاوف هي مخاوف في محلها خاصة وأن البرنامج الفضائي الإيراني جزء من برنامج الصورايخ الايرانية والذي يديره الحرس الثوري.

وأوضح أن امتلاك إيران لقدرات متطورة على استخدام الاقمار الاصطناعية قد تستخدمها في توجيه الصواريخ البالستية العابرة للقارات، بما يهدد المصالح الأميركية والأوروبية.

محاولات فاشلة

وتعتبر هذه المرة الخامسة على التوالي التي تعجز فيها إيران عن وضع قمر إصطناعي في الفضاء منذ 2017.

وقد كانت آخر تلك المحاولات في شهر فبراير 2020، عندما فشلت إيران في وضع قمر الاتصالات ظفر-1 في المدار؛ حيث لم يتمكن صاروخ "سيمرغ" من بلوغ الارتفاع المطلوب، وبالتالي فشل في وضع قمر الاتصالات الصناعي في المدار.

كما فشلت محاولتين للقمرين الصناعيين "بيام " و"دوستي " في العام 2019.

وفي فبراير من عام 2019، نشب حريق في مركز الإمام الخميني للفضاء، وهي منشأة الفضاء الرئيسة في إيران وتقع على بعد 220 كيلومترا جنوب شرق طهران في محافظة سمنان، وأدى الحريق إلى مقتل ثلاثة باحثين.

وأطلقت إيران أول قمر صناعي لها أوميد "الأمل" في عام 2009، كما أرسلت قمرها الصناعي راساد "المراقبة" إلى المدار في عام 2011. وفي عام 2012 قالت إنها نجحت في وضع قمرها الصناعي الثالث المصنوع محليا، نافيد "الوعد"، في المدار.

إطلاق الصاروخ تزامن مع المفاوضات لإنقاذ اتفاق فيينا
باريس "تندد" بإطلاق طهران صاروخاً تزامناً مع إحراز "تقدم" في المفاوضات النووية

ندّدت فرنسا، الجمعة، بإطلاق إيران، الخميس، صاروخاً إلى الفضاء بالتزامن مع إحراز "تقدّم" في المفاوضات التي استؤنفت لتوّها حول البرنامج النووي الإيراني.
وفي أبريل 2020، قالت إيران إنها نجحت في وضع أول قمر صناعي عسكري يحمل اسم "نور 1"، وحمله صاروخ "قاصد" إلى المدار على ارتفاع 425 كلم في مداره.

وتنتهك عمليات إطلاق إيران صواريخ إلى الفضاء قرار مجلس الأمن الدولي 2231 الذي دعم الاتفاق النووي ودعا إيران إلى الامتناع عن تطوير صواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية.

وكانت قد أعربت واشنطن عن قلقها حيال إطلاق إيران صاروخا إلى الفضاء، قائلة إن من شأنه أن يساعد برنامج طهران الصاروخي، لكنها شددت على أنها ما زالت تسعى للعودة إلى الاتفاق النووي عبر القنوات الدبلوماسية.

وأفادت ناطقة باسم الخارجية الأميركية أن "الولايات المتحدة ما زالت تشعر بالقلق حيال تطوير إيران مركبات إطلاق فضائي، وهو أمر يمثل مصدر قلق كبير فيما يتعلق بالانتشار" النووي.

وأضافت أن مركبات الإطلاق الفضائي "تتضمن تكنولوجيا متطابقة ويمكن استبدالها، بتلك المستخدمة في الصواريخ البالستية، بما في ذلك أنظمة بمدى أبعد".
المحلل السياسي، علي رجب قال في رده على استفسارات "الحرة" إن "فشل إطلاق حامل الأقمار الصناعية سيمرغ هو مؤشر على مساعي ايران تطوير برنامج الصواريخ، وهي محاولات تكررت منذ 2010، وجزء منها عسكري، بامتلاك أقمار اصطناعية عسكرية، بالإضافة إلى الأقمار البحثية والخاصة بالبيئة".

وأضاف أن هذه المحاولات "تشير إلى حصول إيران على تكنولوجيا صواريخ الفضاء من دول كوريا الشمالية أو الصين أو روسيا، إذ أن الصاروخ (سميرغ) كشف عنه النقاب عام 2010 وسمي تيمنا بطائر أسطوري، وهو يشبه بشكل كبير حامل الأقمار الصناعية (أونها) الكوري الشمالي الذي سجل ثلاث محاولات فاشلة ومحاولتين ناجحتين أي أن طهران حصلت علي هذه التكنولوجيا من دولة أخرى لديها قدرات على صناعة حامل أقمار اصطناعية".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة