يبدو أن الانسانية تضمحل في لبنان شيئا فشيئا، وحتى الشكوى "لغير الله" باتت ليس مذلة وحسب، بل "جريمة" يعاقب الانسان عليها، كما حصل مع عنصر فوج الاطفاء خليل فرشوخ، الذي شكا مرض ابنته على مواقع التواصل الاجتماعي وحاجتها الملحة لماكينة أوكسبجين فعوقب من قبل الفوج. لكن جريمة ترك ابنة بلا قدرة لأهلها على علاجها، وتعريضها للموت، من يُحاسب عليها؟!
وابنة فرشوخ تصارع الموت، وهي بحاجة ماسة للدواء وماكينة أوكسيجين لا قدرة لوالدها على دفع تكاليفها. وعوض مساعدة الفوج لعنصر سخّر حياته للعمل تحت الخطر وفي أصعب الظروف، في هذا الفوج، ارتأت القيادة معاقبته، وأصدر عقيد الفوج ماهر العجوز عقوبة "صارمة" لمدة 10 أيام، لأن هناك أباً حزيناً على ابنته، لجأ لوسائل التواصل الاجتماعي علّها تساعده، بعد أن فقد راتبه قيمته، وبات عاملاً دونما مردود يؤمن له حق الطبابة لأسرته.
وعناصر فوج الاطفاء التي تسعف المواطنين وتلبي النداء، وبعدما باتت رواتبهم في الحضيض، هم "بشر" أولا وآخرا. و"ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". فهل يتراجع العقيد عن العقوبة؟!! وأين هي أموال بلدية بيروت التي صرفت على زينة الأعياد وأهملت الفوج من عتاد إلى عتيد؟ وهل من ذرّة انسانية، تؤمن لطفلة لبنانية، الأوكسيجين، بعد أن أصبح "التنفس" في هذا البلد، صعباً على فقرائه، لا بل شبه مستحيل؟!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News