"ليبانون ديبايت"
أكد رئيس "المركز الإسلامي للدراسات والإعلام" في بيروت القاضي الشيخ خلدون عريمط أن "لا شك في أن زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون الى دار الفتوى مهمّة وأساسيّة، وتأكيد على أن دار الفتوى وما تمثّل هي ركن أساسي من أركان بناء الدولة".
وفي قراءته للزيارة وتوقيتها، اعتبر القاضي عريمط في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن "هدف الزيارة هو احتواء خطوة تعليق الرئيس سعد الحريري لعمله السياسي و"تيار المستقبل" والتأكيد على أنه حريص على أفضل العلاقات مع المسلمين".
وقال: "لكن باعتقادي أن الرئيس عون لم يقرأ تاريخ ودور المسلمين في لبنان وخاصة أهل السُنّة والجماعة ولا يمكن للأخطاء والخطايا التي ارتكبها بحقّ المسلمين وبحقّ الكثير من اللبنانيين يمكن أن تُصحّح بهذه الزيارة".
أضاف: "على الرئيس عون أن يعلم أنه بقدر أهميّة الزيارة لأعلى مرجعيّة إسلامية في لبنان، لكن توازي هذه الأهميّة أن يتصالح الرئيس عون شخصيّاً مع المسلمين من حيث الفعل لا القول، وأن يعمل على أن يكون حكماً وأن لا يكون فريقاً في مواجهة بعض القوى السياسية في لبنان، وأن يلعب دور الحاضن للبنانيين وأن يحافظ على الدستور والقوانين المرعيّة وأن يعلم أنه لا يستطيع إعادة عقارب الساعة الى الوراء".
وتابع عريمط: "على رئيس الجمهورية أن يقتنع بأن الحرب العبثيّة الأهليّة اللبنانية إنتهت بـ"اتفاق الطائف" وعليه أن يلتزم به وأن يعلم بأنّه حكماً وليس فريقاً ولم يعد رئيس الجمهورية الآن كما كان في السابق يحكُم ولا يُسأل، وعليه في نفس الوقت أن يُعيد علاقات لبنان مع أشقائه العرب وخاصة مع المملكة العربية السعودية ودول التعاون الخليجي. وزيارته بقدر ما هي مهمّة وتبرز أهميتها وتُنتِج هذه الأهميّة عندما يحسم خياره ويعمل كرئيس حكم لكل اللبنانيين ويخرج من جاذبية المحاور في المنطقة ويعود الى الوطن ليلعب لبنان دوره التوافقي في هذا الشرق العربي".
أما عن تداعيات قرار الرئيس سعد الحريري فقال عريمط: "من المؤكّد أن غياب الرئيس الحريري مع تياره السياسي ترك فراغاً كبيراً من الصعب على أي فئة أو فريق أن يملأه، ولكن هذا الفراغ هو على الصعيد الوطني ثم بعد ذلك على الصعيد الإسلامي السُنّي لأن الرئيس الحريري كان يعمل لأن يكون رجل دولة عابر للطوائف والمذاهب وهكذا كان تياره، لم يعمل على مدى 16 عاماً من عمله السياسي كزعيم سُنّي وإنما عمل كزعيم وطني"، مذكرا بأن المسلمين السُنّة تاريخياً هم روّاد العمل الوطني وحرّاس الدولة ومؤسساتها لأنهم تاريخياً ليس لديهم مشروع خارج إطار الدولة ومؤسساتها، ولذلك لم ينشئوا ميليشيات مذهبية أو طائفية أو مناطقية".
وأردف: "من هنا أقول إن إنكفاء الرئيس سعد الحريري ترك ويترك فراغاً كبيراً على الساحة الوطنية، ونأمل أن يتّعظ الفرقاء الآخرين ويعودوا لكي يمارسوا دوراً وطنياً ويخرجوا من أنفاق المذهبية وكهوف الطائفية الى رحاب الوطن لنعيش ثقافة المواطنة ليبقى لبنان سيداً حراً عربياً مستقلاً متعاوناً مع أشقائه العرب بعيدا عن المحاور الإقليمية، وعبثاً يفعل الذين يريدون تحويل لبنان الى حديقة خلفية للمشروع الإيراني لأنه سيسقط كما سقطت قبله مشاريع ضم لبنان الى هذا المحور أو ذاك".
وختم عريمط: "لبنان لا يمكن أن يعود سيداً حراً مستقلاً إلاّ بعد أن يقتنع الجميع بأنه لا يمكن أن يكون حديقة خلفية لإيران ولا امتداداً للمشروع الإسرائيلي أو للمشروع الإيراني في المنطقة، وقد توافق اللبنانيون مسلمين ومسيحيين على إقامة الدولة الجامعة، لا يمكننا أن نكون جزء من ولاية الفقيه ولا جزء من الخلافة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News