رصد

الحرة
الجمعة 25 شباط 2022 - 20:31 الحرة
الحرة

خبراء يكشفون هدف بوتين في أوكرانيا

placeholder

أثبت الغزو الروسي لأوكرانيا صحة ما أكدته الإدارة الأميركية، طيلة الأيام الماضية، عن نية فلاديمير بوتين، الاعتداء على جارته الشرقية، رغم إنكاره لذلك خلال الفترة السابقة، وفي أكثر من مناسبة.

وإذ أعطى إعلان الحرب على أوكرانيا إجابة وافية عن حقيقة نوايا الكرملين، لا يزال السؤال حول المدى الذي رسمه بوتين لهذه الحرب، يؤرق المتابعين.. إلى أي حد ينوي بوتين الذهاب؟

أوضح خطاب بوتين الذي أعلن خلاله عما أسماه "عملية عسكرية خاصة" أنه يريد السيطرة على أوكرانيا ويتوقع مواجهة مع الغرب وحلف شمال الأطلسي.

مجلة "بوليتيكو" قالت في مقدمة عرضها لآراء خبراء، تضمنت فرضيات عن نية بوتين، إن "معرفة هدف بوتين من هذه الحرب سيساعد في تشكيل رد الفعل الأميركي والغربي عموما وسيحدد إلى أي مدى سيتصاعد هذا الصراع".

التأسيس لـ"إمبريالية انتقامية"
قالت إيفلين فاركاس التي شغلت منصب نائب مساعد وزير الدفاع في الولايات المتحدة، والمختصة في روسيا وأوكرانيا وأوراسيا من 2012 إلى 2015، إن من الواضح الآن أن نهاية لعبة بوتين ليست أقل من إعادة تشكيل "إمبريالية انتقامية" للسيطرة على كامل الفضاء السوفييتي السابق.

وقالت إن بوتين يتجاهل القانون الدولي والأعراف وحقوق الإنسان بشكل كامل ولن يتم إيقافه إلا من خلال الضغط الاقتصادي والسياسي والعسكري الأقصى.

ثم تابعت "روسيا ليست أقل من دولة مارقة على قدم المساواة مع كوريا الشمالية وإيران" .

وقالت إن من واجب الغرب الآن حماية الشعب الأوكراني وحكومته، والعمل بشكل أفضل من حيث مساعدتهم على تأمين مجالهم الجوي وإطلاق مقاومة نشطة ضد الغزاة.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تخفيف التأثير على الحلفاء والشركاء المعتمدين على النفط والغاز الروسي من خلال إطلاق جسر جوي للوقود في برلين وتجنب انتشار هذه الحرب إلى أراضي الناتو وتحويلها إلى حرب عالمية.

تنصيب حكومة "دمية" في أوكرانيا
من جهته، قال توماس غراهام المدير السابق للشؤون الروسية في مجلس الأمن القومي خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش الإبن، "ليس من الواضح في هذه اللحظة إن كانت لدى بوتين نقطة نهاية".

ولفت إلى أن بوتين خدع المجتمع الدولي، عمدا، على مدى الأشهر العديدة الماضية، لإخفاء نواياه الحقيقية.

وفي الآونة الأخيرة، زعم أنه أطلق العملية العسكرية هذه، للدفاع عن المناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا، "لذلك ليس من الواضح ما هي طموحاته الإقليمية".

وذكّر في سياق حديثه أن بوتين أعلن أنه ينوي "نزع السلاح" لأوكرانيا وقال "قد يبدو أن هذا يعني أنه يريد على أقل تقدير تدمير البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا واستبدال حكومتها بنظام دمية".

فرض قواعد "لعبة" جديدة على العالم
أندريه كوليسنيكوف، وهو رئيس برنامج السياسات المحلية والمؤسسات السياسية الروسية في مركز كارنيغي بموسكو.

ويرى هذا الخبير في الشؤون الروسية أن من الصعب للغاية تحديد نهاية ما وصفه بـ "لعبة بوتين".

وقال كوليسنيكوف "يمكن أن يكون هدفه فرض رأيه على الغرب، أو أن تصبح دونباس ولوغانسك رسميًا تابعتين لروسيا، أو أن يخضع حكومة كييف لسيطرته" ثم أردف: "بوتين يرريد أن يخضع العالم لقواعده".

كسر "الجسور" بين كييف والغرب
راجان مينون، الأستاذ الفخري بجامعة نيويورك وباحث بارز في معهد سالتزمان لدراسات الحرب والسلام بجامعة كولومبيا، قال "ربما يكون بوتين قد قرر إسقاط الحكومة الأوكرانية وتنصيب واحدة تابعة لروسيا".

لفت مينون إلى بيان بوتين للشعب الروسي قبل شن هذه الحرب، وكذلك الضربات الجوية والصاروخية المكثفة على أهداف أوكرانية، التي امتدت إلى مدينة إيفانو فرانكيفسك في أقصى غرب أوكرانيا، وقال إن كل تلك المحطات مؤشرات على أن"بوتين ربما قد قرر كسر الجسور التي تربط أوكرانيا مع الغرب وهو مستعد لدفع الثمن الاقتصادي والاستراتيجي والسياسي لأجل ذلك".

إضعاف الجيش الأوكراني
فرانسيس فوكوياما، عن معهد فريمان سبوجلي للدراسات الدولية بجامعة ستانفورد، في الولايات المتحدة، يعتقد أن هدف بوتين في أوكرانيا هو إحداث انهيار النظام الديمقراطي الحالي واستبداله بـ"حكومة دمية" تابعة لموسكو.

فوكوياما أعقب ذلك بالقول "لا يزال من غير المحتمل أن يفعل بوتين ذلك عن طريق احتلال أوكرانيا بأكملها على المدى القصير".

وبرأيه، ليس لدى روسيا في الوقت الحالي ما يكفي من القوات في المنطقة لإخضاع بلد يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة.

بيد أنه يعتقد أن ما يفعله بوتين، الآن، هو استهداف وتدمير أكبر قدر ممكن من الجيش الأوكراني ثم الضغط على البلاد اقتصاديًا حتى تصبح دولة فاشلة.

وقال: "في هذا الصدد، من المهم الانتباه إلى موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، ماريوبول ، خيرسون وأوديسا، التي تعد ضرورية لاقتصاد البلاد نظرًا لأن أوكرانيا مصدر زراعي ضخم، وإذا تمكنت روسيا من فرض حصار عليها بشكل فعال، فسيكون لها مصدر كبير للضغط الاقتصادي على أوكرانيا.

لكنه عاد ليقول إن "بوتين قام بمجازفة هنا، ومن الممكن تخيل سيناريوهات تؤدي إلى انتصاره أو وقوع كارثة".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة