رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال حفل إطلاق حملة حزب "القوات اللبنانية" الانتخابي، أنه "حين يكون الوطن مهدّدا والهوية بمهبّ الريح والمؤسسات مخطوفة والدستور شبه معطّل، وحين يكون الشعب بائساً والجوع يدق ابوابه وهاجر نصف شبابه والنصف الثاني على أبواب السفارات، وحين تتفجّر بيروت ويمنعون معرفة من فجّرها، حين يُسرق جنى العمر ويمنعون الذي سرق بمحاسبة السارق، وحين يصبح الحق سكوتا والباطل فجورا، وحين يصبح لبنان "منارة مطفيّة وخبرية منسيّة وسقطات حتميّة"، عندها تصبح الانتخابات النيابية معركة وجوديّة ليس مجرّد معركة سياسية، وبالتالي ما خلقت هيك معارك الا للقوات اللبنانية".
وأكّد أنّ "معركتنا اليوم هي معركة وجود، فإما نحافظ على ما تبقى من لبنان ونسترد ما خسرناه او نشهد زواله، اما نحافظ على ما تبقى من الحرية ونعيد سويا وطن الحريات او نعود جميعنا الى السجن الكبير".
وأضاف، "إما نحافظ على ما تبقى من السيادة او نتحوّل رسميّاً الى مقاطعة من جمهورية لا تشبه حضارتنا ولا تاريخنا ولا قيمنا بشي، إما نقوم ببناء دولة جديدة أو يسقط ما تبقى من سقف هذه الدولة المهترئة على رؤوسنا، وحينها لا ينفع الندم".
وأشار جعجع، إلى أن "هناك اناسا يستطيعون بناء دولة "بس ما بدّن" فيمكنهم ذلك لأنهم يتمتعون بالامكانيات والحضور والتنظيم، ولكن الدولة لا تناسبهم باعتبار انها نقيض مشروعهم الأساسي وفلتان سلاحهم وفسادهم، في وقت هناك أناس يريدون بناء الدولة "بس ما فين" وهم يعرفون ان الدولة وحدها هي مشروع الخلاص، ولكن لا يمكنهم تحقيق ذلك لانهم يفتقرون الى التنظيم والحضور والإمكانيات بفكرهم المشتّت وقوّتهم المحدودة وليس لديهم لا التجربة ولا تراكم ولا تاريخ، وبالتالي: "بين هودي وهوديك، بين اللي فيون وما بدّن، وبين اللي بدّن وما فيون، بيبقى اللي بدّن وفيون، نحنا في "القوات اللبنانية" بدّنا وفينا".
وقال جعجع: "تاريخنا الطويل بدءًا من المقاومة لرئاسة البشير للصمود والانماء وحماية الذات، للطائف، للاعتقال للحرية وصولا الى بناء المؤسسات والحزب والكتلة النيابية، محطات كثيرة اثبتت كلها ان القوات، بكل الأزمنة، تريد لبنان ومؤمنة بالدولة التي تحمي اللبنانيين وتسهر على حاضرهم ومستقبل اجيالهم".
وشدّد جعجع على أن "اللبناني أمام ثلاث خيارات في الانتخابات المقبلة: "خيار من يريد الدولة ولكن لا يمكنه بناءها، خيار من لا يريد الدولة ويقدر على الاستمرار في تعطيل بنائها، وخيار من يريد الدولة ويستطيع بناءها".
وأردف: "بين سلبية الشعار الأول والغائيته وظلمه وغوغائيته، وغطرسة الشعار الثاني وعنجهيته، ادعو كل اللبنانيين الى اختيار الشعار الإيجابي الشرعي الوطني الواضح الجامع الوحيد، نحنا بدنا نحنا فينا، "نحنا بدنا ونحنا فينا" ليس شعارا انتخابيا فقط، بل هو فعل ايمان تمارسه القوات اللبنانية بشكل يومي، هو حصيلة أداء وبرنامج ورؤية من العام 2005 حتى اليوم، فـ"القوات اللبنانية" تريد الدولة والمؤسسات والشرعية والحرية والدستور والقانون والمحاسبة والبحبوحة والازدهار والأمان، والدليل انها أثبتت "كانت قدا" في كل المسؤوليات التي اوكلت اليها. كما انه يمكنها ان تؤسس للحياد واللامركزية والقضاء المستقل والجيش الذي وحده يحمل السلاح ليحمي الحدود ويطمّئن الناس".
وتابع جعجع، "القوات اللبنانية أظهرت في السنوات الأخيرة ان لديها مشروعا واحدا فقط، وهو الدولة، والمناصب آخر هم لديها عندما استقالت من الحكومة واصرّت على تشكيل حكومة اختصاصيين في الوقت الذي تمنى منها الجميع المشاركة من جديد. القوات اللبنانية ابدت انها بالفعل وليس بالقول فقط مع القضاء المستقل والتدقيق الجنائي وتقليص حجم القطاع العام وكل اصلاح ممكن لإنقاذ الدولة وشعبها. القوات اللبنانية بدّا؟ اكيد بدّا، واكثر من ايّ يوم آخر تسعى الى مشروع الدولة. القوات اللبنانية فيا؟ اكيد فيا من خلال قدرتها وتنظيمها وبرامجها وعلاقاتها وايمان أولادها بقضيتها، في حال صوّتم لها ومنحتموها الوكالة".
وإستكمل قائلاً: "مع الخيارات الثلاثة التي ذكرت، هناك فئة رابعة يجب ان أخبركم عنّها، والحمدالله انها كُشفت وحاكمها الناس في الشارع كما سيحصل في الانتخابات ايضا، هي فئة "اللي ما بدّن وما فين".
وأضاف، "هم الذين رددوا على مدى 30 سنة انهم "هنّي الإصلاح وهني التغيير"، وانهم الخلاص والحلم الموعود، وهم أنفسهم الذين وصلوا الى الحكم واكتشفنا بعدها "انو اكيد، واكيد اكيد اكيد، لا بدّن ولا فيون"، وجلّ ما يريدونه واستطاعوا عليه هو "تنضيف" الدولة الى "آخر قرش وتعباية جيوبن".
وقال جعجع: "ليس صدفة اطلاق هذه الدعوة في ذكرى 14 آذار، في هذا اليوم الذي أثبت ان ما من شيء مستحيل في هذه الدنيا، وان الربيع في حياة الشعوب اقوى من الغيوم السوداء، في هذا اليوم الذي كان فجر الحرية، ولكن "بعدو ناطر يكفّي نهارو"، في هذا اليوم الذي كان بداية استرداد السيادة التي تنتظر استكمالها. 14 آذار لا تزال قبلة مناسباتنا، قدس اقداسنا، وركيزة سياساتنا، وهذا اليوم ما زال حيا فينا، ولو حاولوا اغتياله في 14 شباط، ودفنه في 7 أيار ليتأكدوا من موته عبر كل ممارسة من ممارساتهم البغيضة كل يوم".
وأردف: "بين 14 اذار و14 اذار، ربيع ثاني، براعمه بدأت بالظهور رغم العواصف والرياح العاتية والرعود التي تضرب لبنان، لأن براعم هذا الربيع الثاني لا يمكن الا ان تكون مثل براعم الربيع الأول عام 2005...وتزّهر في القريب العاجل املا ورجاء وتصميما وارادة صلبة من جديد، كي يقطف شعبنا مرّة تلو الاخرى ثمرة الحرية والسيادة والازدهار والانتصار على كبوته، بعد هذا الشتاء القاسي والليل الحالك والطويل. الف تحية لـ14 آذار في ربيعها الأول وربيعها الثاني الموعود، وفي كل مرة يحتاج فيها لبنان الى ربيع جديد".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News