الأخبار المهمة

placeholder

نداء الوطن
الاثنين 21 آذار 2022 - 11:09 نداء الوطن
placeholder

نداء الوطن

موسكو تُدمّر ماريوبول: ستالينغراد القرن الحالي!

placeholder

باتت الجراح الأوكرانية مفتوحة على مصراعيها أمام "خناجر" مصالح روسيا الإستراتيجية وأمنها القومي ومداها الحيوي، ما أدّى إلى تهجير حوالى 10 ملايين شخص من منازلهم حتّى اللحظة هرباً من نيران "القيصر" فلاديمير بوتين التي طالت بالأمس مدرسة تأوي 400 إمرأة وطفل ومسنّ في مدينة ماريوبول المحاصرة، التي تتعرّض لقصف روسي "هرمجدوني" جعلها ستالينغراد القرن الحالي، في وقت تباهت فيه موسكو باستخدام صاروخ "فرط صوتي" من نوع "كينجال" (خنجر بالروسية) للمرّة الثانية لتدمير موقع تخزين وقود في منطقة ميكولاييف في جنوب أوكرانيا، وذلك بعد تدمير موقع تحت الأرض في غرب البلاد قرب الحدود مع رومانيا، وكأنّه "إنجاز تاريخي" يجعل البشريّة تخطو خطوة جبّارة نحو مستقبل مشرق.

وفي هذا الصدد، رأت وزارة الدفاع البريطانية في بيان أن روسيا "فشلت في السيطرة على المجال الجوّي وتعتمد بشكل كبير على أسلحة بعيدة المدى يتمّ إطلاقها من مواقع الأمان النسبي للمجال الجوّي الروسي لضرب أهداف في أوكرانيا"، مشيرةً إلى أن موسكو زادت قصفها العشوائي للمناطق الحضرية، ما أدّى إلى دمار شامل وأعداد كبرى من الإصابات المدنية، بعد تقدّم محدود في السيطرة على عدّة مدن في شرق أوكرانيا، فيما قارن القنصل اليوناني العام في ماريوبول مانوليس أندرولاكيس بعد عودته إلى أثينا، الدمار الذي لحق بالمدينة بذلك الذي شوهد في ستالينغراد، وقال: "ستُدرج ماريوبول في لائحة مدن دمّرتها الحرب تماماً، مثل غرنيكا وستالينغراد وغروزني وحلب"، لافتاً إلى أنه رأى أطرافاً بشرية منتشرة في المدينة.

وبالفعل، لا تزال الأوضاع الإنسانية تتدهور في معظم الجنوب والشرق، حيث تواصل القوات الروسية تقدّمها بصعوبة بالغة وسط مقاومة شرسة من الجيش الأوكراني، وكذلك في الشمال في محيط العاصمة كييف. وتُعدّ ماريوبول من المدن الأكثر تضرّراً، وهي تحتلّ موقعاً إستراتيجيّاً مهمّاً. وسيؤدّي الاستيلاء عليها إلى ربط شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا العام 2014، بالمناطق الإنفصالية في شرق البلاد، أي دونيتسك ولوغانسك. ويُعتقد أن هناك آلاف الأشخاص عالقون في المدينة، التي أعلنت موسكو السبت أن قواتها خرقت دفاعاتها وباتت داخلها، حيث قطعت الكهرباء والماء والغاز، بينما اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن حصار ماريوبول "عمل إرهابي سيتمّ تذكّره حتّى في القرن المقبل".

وفي الأثناء، قُتِلَ نائب قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود أندريه بالي خلال المعارك الضارية مع القوات الأوكرانية قرب ماريوبول، فيما تحدّث رئيس بلدية تشيرنيهيف (شمال) فلاديسلاف أتروشنكو عن "كارثة إنسانية مطلقة" في مدينته، مشيراً إلى أن "القصف المدفعي العشوائي على الأحياء السكنية مستمرّ ويؤدّي إلى مقتل عشرات المدنيين من أطفال ونساء". وأردف: "لا كهرباء ولا تدفئة ولا ماء والبنية التحتية للمدينة مدمّرة بالكامل".

توازياً، اعتبر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن الصواريخ الفرط صوتية التي تقول روسيا إنها استخدمتها لتدمير أهداف عسكرية في أوكرانيا "لا تحدث فارقاً" في مواجهة مقاومة الجيش الأوكراني، لافتاً إلى أن موسكو "تُحاول استعادة الزخم" في الحرب، وقال: "رأينا (الروس) يستهدفون عمداً مدناً ومدنيين في الأسابيع الأخيرة... لأنّ الهجوم تعطّل"، محذّراً روسيا من استخدام الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية في النزاع، بحيث هدّد بأنّه سيكون هناك عندئذ "ردّ فعل قوي ليس فقط من الولايات المتحدة ولكن أيضاً من المجتمع الدولي".

وفي غضون ذلك، كشف وزير الدفاع السلوفاكي ياروسلاف ناد بدء نقل نظام دفاع جوّي أميركي من طراز "باتريوت" تدريجاً إلى بلاده، في خطوة قد تُمهّد لتسليم أوكرانيا نظام "أس 300"، بينما أكد السفير الصيني لدى الولايات المتحدة شين غانغ أن بكين لا تُرسل مساعدات عسكرية إلى موسكو لاستخدامها في حربها على أوكرانيا، من دون أن يُحدّد ما إذا كان هذا الموقف سيبقى قائماً مستقبلاً.

ديبلوماسيّاً، كرّر الرئيس الأوكراني استعداده للتفاوض مع بوتين، معتبراً أنه "من دون مفاوضات لن نوقف الحرب"، وحذّر قائلاً: "إذا فشلت هذه المحاولات، فهذا يعني أن (الصراع في أوكرانيا) هو حرب عالمية ثالثة". كما شدّد على أن إتفاق وقف الأعمال العدائية يجب أن يذكر أن أوكرانيا "لن تفقد سيادتها ووحدة أراضيها"، فيما طلب خلال خطاب وجّهه للبرلمان الإسرائيلي أن تتّخذ الدولة العبرية "خيارها" وتتخلّى عن الحياد وتدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا. وقال زيلينسكي: "لقد اتخذت أوكرانيا خيارها قبل 80 عاماً بإنقاذ اليهود"، مشبّهاً في عدّة نقاط أتى على ذكرها، الغزو الروسي لبلاده بالمحرقة اليهودية.

وفي سياق متّصل، كشفت أنقرة أن موسكو وكييف حقّقتا تقدّماً في المفاوضات الهادفة إلى وضع حدّ للغزو الروسي لأوكرانيا، وباتتا قريبتَيْن من إبرام تفاهم، في حين أوضح البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يُخطّط للسفر إلى أوكرانيا كجزء من رحلته الأوروبّية التي ستُركّز على مواصلة حشد الدعم العالمي لأوكرانيا. بالتزامن، فرضت أستراليا عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا بحظر صادرات أكسيد الألمنيوم (الألومينا) والبوكسيت فوراً، وتعهّدت بتقديم المزيد من الأسلحة والمساعدات الإنسانية إلى كييف. كما كشف وزير الاقتصاد والمال الفرنسي برونو لومير أن بلاده جمّدت أصولاً بحوالى 850 مليون يورو تعود ملكيّتها لأثرياء من النخبة الروسية الحاكمة، هي يخوت وشقق وحسابات مصرفية.

وكان لافتاً التوصّل إلى إتفاقية شراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة بين ألمانيا وقطر، وذلك في إطار سعي برلين إلى تقليص اعتمادها على الغاز الروسي، وفق ما أعلنت متحدّثة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية. وجاء التوصّل للإتفاقية خلال زيارة وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إلى الدوحة، حيث أجرى محادثات مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة