يصل الرئيس الأميركي، جو بايدن، بروكسل، الأربعاء، لحضور 3 قمم هامة للحلفاء عبر الأطلسي، تتمحور حول الحرب على أوكرانيا.
ويرجع الفضل في هذا، وفق أسوشييتد برس، إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي جمع هؤلاء الحلفاء معا لفرض عقوبات سريعة وغير مسبوقة على موسكو وتقديم مساعدات ضخمة لأوكرانيا.
وأكد الرئيس الأميركي عشية بدء جولته الأوروبية: "سنوضح أن الغرب متحد في الدفاع عن الديمقراطية وقد اعتقد بوتين أنه سيقسمنا لكننا أقوى من أي وقت مضى".
ويعقد بايدن ونظراؤه في أوروبا قمة لحلف "الناتو" وقمة لـ"مجموعة السبع"، وأخرى للاتحاد الأوروبي دعي إليها بايدن.
وسيتنقل الرئيس الأميركي من قمة إلى قمة في غضون 12 ساعة فقط وسط انسجام حول القضايا الرئيسية، وخلافات أخرى عميقة يمكن تجاوزها.
وتقول شبكة " سي أن أن" إن رحلة بايدن تمثل "لحظة للرئيس الأميركي لتولي قيادة الغرب الموحد"، وسوف يستغلها لإظهار الوفاء بتعهده خلال حملة الرئاسة باستعادة القيادة الأميركية وإصلاح التحالفات المنهارة.
وسيكون إظهار الوحدة أيضا حدثا مهما لحلف "الناتو"، فالقمة التي سيشارك فيها نحو 30 دولة ستكون "فرصة لإظهار علني أن واشنطن تتشاور مع حلفائها".
وإلى جانب المصافحات والصور ومشاهد العمل الجماعي الدافئة، سيعلن القادة في بروكسل عن فرض عقوبات جديدة ضد روسيا مع التأكيد على أهمية سد الثغرات المحتملة في الإجراءات التي تم إقرارها بالفعل.
كان مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، قال للصحفيين، الثلاثاء، إن بايدن يتوجه إلى أوروبا لتعزيز "الوحدة المذهلة مع الحلفاء في وجه الغزو, وتعزيز حضور الناتو شرقا ودعم أوكرانيا وتشديد العقوبات على روسيا".
وأكد أن الإعلان "سيركز ليس فقط على فرض عقوبات جديدة، بل على ضمان وجود جهد مشترك لمنع أي تهرب من تطبيقها".
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين، ووثائق اطلعت عليها، أن بايدن سيعلن، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وأعضاء مجموعة السبع، عقوبات تشمل أكثر من 300 عضو في مجلس الدوما (مجلس النواب في الجمعية الاتحادية الروسية).
وتقول وول ستريت جورنال إن العمل على تنفيذ وتوسيع العقوبات على روسيا "سهّل بدوره على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التوافق مع العقوبات المستقبلية لأن الجانبين الآن يفهمان بشكل أفضل لوائح الطرف الآخر في مجالات مثل ضوابط التمويل والتصدير".
وسيحدد الحلف "الخطوط الحمراء" التي ستجعله يرد بقوة لو تم تجاوزها، وهي على الأرجح التصدي لهجوم نووي أو كيماوي أو سيبراني كبير، لكن "الناتو" رغم ذلك لايزال حذرا من أي رد قد يجره إلى حرب شاملة مع روسيا المسلحة نوويا.
ومن المتوقع أيضا مناقشة مستقبل القوات الدفاعية للحلف على طول جانبه الشرقي، بدءا من إستونيا في الشمال، وحول غرب أوكرانيا إلى بلغاريا على البحر الأسود.
وقال سوليفان في تصريحاته، الثلاثاء، إن بايدن "سيعمل مع الحلفاء على تعديلات طويلة المدى لوضع قوة الناتو على الجانب الشرقي".
وقال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، الأسبوع الماضي إن "الوضع الدفاعي الجديد" سيشمل عددا أكبر من القوات البرية في حالة تأهب أعلى، والمزيد من القوة الجوية، ومجموعات حاملة الطائرات الهجومية، والغواصات، والسفن القتالية "على أساس دائم" في عرض البحر.
وأوضح دبلوماسيون أوروبيون لوول ستريت جورنال أن الإجراءات الإضافية قيد المناقشة تشمل احتمال تقييد قدرة السفن الروسية على الاتصال في الموانئ الأوروبية.
والجمعة، سيتوجه بايدن إلى بولندا، التي وصلها أكثر من مليوني لاجئ أوكراني، وتنتشر فيها قوات أميركية لتعزيز قوة الجناح الشرقي لحلف "الناتو".
وسيسلط بايدن من هناك الضوء على جهود وسخاء البولنديين وحلفائهم الآخرين في الخطوط الأمامية للأزمة الإنسانية، وسيؤكد على بطولات الجيش الأوكراني والمتطوعين الذين تمكنوا من صد الجيش الروسي "المخيف".
وسيضغط الرئيس الأميركي على بولندا ودول أخرى للتراجع عن فكرة نشر بعثة حفظ سلام غربية في أوكرانيا، وهي فكرة ترى الولايات المتحدة وبعض أعضاء "الناتو" أنها محفوفة بالمخاطر لأن موسكو قد تتخذها ذريعة لتوسيع الحرب خارج حدود أوكرانيا.
وتقول أسوشييتد برس إن الوحدة عبر الأطلسي ستساعد الاتحاد الأوروبي على المسرح العالمي، فهذا الاحتضان القوي لبايدن سيكون حاضرا أمام الرئيس الصيني شي جينبينغ، الذي سيعقد الاتحاد الأوروبي قمة معه الأسبوع المقبل.
ورغم أنها (أوروبا) كسبت عدوا وحشيا على أعتابها الشرقية (روسيا)، فقد استعادت أيضا صديقا قديما "بالكامل"، هو الولايات المتحدة، وتحرك الجانبان معا لفرض أربع حزم من العقوبات ضد بوتين ومستشاريه ورجال أعمال.
وقال سوليفان إن بايدن سيعلن خلال الزيارة عن "إجراء مشترك لتعزيز أمن الطاقة الأوروبي وتقليل اعتماد أوروبا على الغاز الروسي أخيرا".
لكن وفق أسوشييتد برس، يأمل الاتحاد الأوروبي في ألا يطالب بايدن بعقوبات أكثر من اللازم لأن علاقاتها التجارية مع روسيا متشابكة ومعقدة.
وتقول وول ستريت جورنال إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حظرتا واردات النفط الروسية ويتزايد الدعم لفرض حظر على نطاق الاتحاد الأوروبي على شراء النفط الروسي، لكن العديد من الأعضاء، بما في ذلك ألمانيا، لا يزالون مترددين في دعمه.
ومن المتوقع أن يرفض الحلف مجدا مطلب الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، بفرض منطقة حظر طيران، لكن المتوقع أن يحصل على تعهدات بمساعدات جديدة.
وأعلن الرئيس الأميركي مؤخرا عن مساعدات عسكرية بقيمة أكثر مليار دولار، تشمل أنظمة Javelin المحمولة المضادة للدبابات وأنظمة "ستينغر" المضادة للطائرات، في إطار حزمة مساعدات بقيمة 13.6 مليار دولار مخصصة لمساعدة أوكرانيا.
ويقترب الاتحاد الأوروبي من الموافقة على تخصيص 500 مليون يورو أخرى (حوالي 551 مليون دولار) لتمويل حزمة مساعدات عسكرية جديدة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News