"ليبانون ديبايت" - وليد خوري
تتبلوْر الصورة أكثر فأكثر في دائرة جبل لبنان الثانية أيّ المتن، مع إقتراب إنتهاء مهلة الإنسحاب من السباق الإنتخابي في 30 آذار وموعد إنتهاء تسجيل اللوائح الانتخابية في 4 نيسان المُقبل في وزارة الداخلية.
ورسى المشهد الإنتخابي على 4 لوائح قادرة على حصد 6 حواصل في الانتخابات النيابية المقبلة في 15 أيار وهي موزعة كالآتي: 2 للائحة حزب الكتائب، 1 للائحة حزب القوات اللبنانية، 1 للائحة التيار الوطني الحر، 1 للائحة ميشال المر وحزب الطشناق، فيما تتمحور المعركة على المقعديْن المتبقيَّين.
وما يُميّز معركة المتن هو التنافس الإنتخابي الحادّ بين "القوات" و"التيار" بعد ترشيح "القوات للوزير السابق ملحم رياشي عن المقعد الكاثوليكي في مواجهة النائب الحالي من التيار الوطني الحر أدي معلوف الذي حصد 6961 صوتاً في الدورة الماضية 2018 ، وما يُكسب المعركة بُعداً آخر هو إصرار رئاسة التيار الوطني على تقديم كامل الدعم للمعلوف.
وأدخل التيار في هذه المعركة أدبيّات بعيدة عن ممارساته السابقة حيث إعتمد أسلوب إستثمار الدم التي عايب في يوم من الأيام خصومه الإستناد عليها لخوْض المعرك الإنتخابية.
وإدي معلوف النائب منذ 4 سنوات لم يترك للمتنيين فرصة ليتلمسوا أي إنجاز له، هذا الإفلاس في الإنجازات إستدعى العودة 30 سنة إلى الوراء للتذكير بأنه إبن الشهيد العميد الركن بولس معلوف الذي إستشهد في أدما.
ولكن ما يُحفّز على السؤال هو "اللغز" الذي يتركه المرشح سركيس سركيس الذي لم يحسم خياره بالانضمام الى لائحة التيار أو العزوف عن ذلك بعد ان اوصدت كافة اللوائح المتنية الباب في وجهه.
ويُراهن التيار على أصوات سركيس لتأمين 3 مقاعد دون أنْ يمنح الأخير شروط معركة إنتخابية تمكّنه من الفوز.
أما على ضفة لائحة "القوات" التي تبدو مرتاحة إلى فوز الرياشي بالمقعد الكاثوليكي فإنها تَحصر جهودها لفوز مرشحها الآخر رازي الحاج ، لا سيّما أنّ القرار اتخذ برفد الحاج بجزء منأاصوات القواتيين المُجيّرة إلى الرياشي، وبعد إنكفاء المجتمع المدني عن مزاحمتها والأكل من صحنها بتقاسمه شريحة من الناخبين الناقمين على أداء التيار الوطني الحر في هذه الدائرة.
ويبدو أنّ "القوات" تُعوّل كثيراً على الصوت الدرزي في المتن في حال تم التوافق مع وليد جنبلاط ، الذي يشهد بعض العقبات ، ممّا سيشكل رافعة للقوات في معركة الحصول على نائبَين في الدائرة بدل واحد.
ولائحة "الكتائب" الأكثر إرتياحاً بين كافة اللوائح وحسمها الفوز بمقعديْن لا سيما مع التقدم الكبير بعدد مناصريها عن الدورات السابقة، مُنيت اليوم بإنتكاسة حيث كانت تأمل بنسج تحالفات مع المجتمع المدني وقوى الثورة، لكن الخلافات التي "شرزمت" هذه القوى أفقدت الكتائب الرهان على الحاصل الثالث في المتن بعد خروج اللاعبين الأساسيين من المجتمع قوى الثورة من السباق الإنتخابي.
ويبقى لائحة المر- الطاشناق التي تقترب أكثر فأكثر من تحصيل حاصليْن إنتخابيين لعدة إعتبارات منها إنضمام الطاشناق إليها وتخليه عن التيار الوطني الحر عكس تحالفه معه في بقية الدوائر ، مُضافاً الى ذلك دعماً شيعياً أمّنه له جد المر الرئيس السابق إميل لحود الذي فعّل جميع مُحرّكاته بإتجاه تأمين الدخول "الحتمي" لحفيده إلى الندوة البرلمانية بجوار حليف آل المر الدائم حزب الطاشناق".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News