الشوف – عاليه... ساعاتٌ ما قبل الحسم

"ليبانون ديبايت" - وليد خوري

تُنذر التطورات على صعيد تركيب لائحة قوى الثامن من آذار في دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف – عاليه) أن الأمور مقبلة على فراق حبّي بين الحلفاء، بدعوى الحصول على مقعدٍ خامس للتحالف نتيجة الكسر الأعلى.

إنعقد قبل يومين لقاءٌ مطوّل بين رئيس تيّار "التوحيد العربي"، المرشّح عن المقعد الدرزي في جبل لبنان 4 وئام وهاب، مع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، في منزل الأخير. قبلها بنحو أسبوع، إنعقد لقاءٌ مماثل جمع رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" والمرشّح عن المقعد الدرزي في عاليه، طلال إرسلان مع باسيل، دون أن يتمكّن الطرفان من إقناع باسيل بالتخلّي عن ترشيح فريد البستاني صاحب الـ2600 صوتاً، وتبنّي ترشيح ناجي البستاني الحائز على 5200 صوتاً في دورة عام 2018.

بعد أخذ وردّ، وخشيةً من "فرط التحالف" مع "الوطني الحر" ونزولاً عند رغبة "المير طلال"، قبل وهاب بتسوية قضت إدخال "البستانين" إلى اللائحة، مع العلم أن وهاب يرغب في السير بلائحة بتأثير درزي أكبر لإفراغ القدرات الجنبلاطية من قواها في مجال شدّ العصب الإنتخابي الدرزي القائم على اتهام لائحة أرسلان – وهاب – التيّار بأنها "لائحة العهد".

غير أن ما حدث خلال الساعات الماضية، خصوصاً إعلان تحالف الحزب التقدمي الاشتراكي – القوات اللبنانية – حزب الوطنيين الأحرار عن لائحته والتي تجمع 3 مرشحين موارنة على 3 مقاعد في الشوف هم جورج عدوان، حبوبة عون، وإيلي قرداحي، أعاد تنمية الدوافع السابقة لدى وهاب، لناحية الإكتفاء بضمّ "بُستاني" واحد والإستفادة من احتمال الخرق على المقعد الماروني الثاني نتيجة ضعف اثنين من المرشحين الموارنة على لائحة الإشتراكي – القوات وفي ظلّ وجود ناجي البستاني و ماريو عون وقدرتهما التجييرية نحو 10 آلاف صوت.

وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، فإن وهاب أعاد طرح صيغة التخلّي عن فريد البستاني على جبران باسيل، دون أن يقبل الأخير، ممّا دفع بوهاب لإعادة التلميح إلى ضرورة "فكّ التحالف إلى لائحتين" بالتراضي ممّا ينعكس استفادة نحو 5 مقاعد نيابية، لكن باسيل كرر رفضه مرة جديدة، وربما يخشى من خسارة محتملة على مقعد غسان عطالله.

وهاب ينطلق من فرضية تمكّن لائحة التحالف بينه وبين المير طلال إرسلان وناجي البستاني ومستقلين، من كسب حاصلين + كسر أعلى في الشوف ربطاً بطبيعة التحالفات التي يمكن تركيبها. وإذا سلمنا أن الحاصلين سيذهبان إلى وهاب في الشوف وإرسلان في عاليه، ستعود الإستفادة في الكسر الأعلى إلى ناجي البستاني، ما سيمكّنه من الفوز بالمقعد الماروني الثاني مكان حبوبة عون أو إيلي قرداحي على اللائحة المقابلة، نتيجة قدرته على تجيير أكثر من 5000 صوتاً تفضيلياً. في المقابل، يُمكن للتيار في حال شكّل لائحة منفرداً، أن يؤمّن حاصلين مقسومين على واحد في الشوف يذهب إلى غسان عطالله و الآخر في عاليه ويستفيد منه النائب سيزار أبي خليل.

ويُفترض خلال الساعات المقبلة أن يُحسم الموضوع، مع العلم أن الفرضية الأكثر رواجاً حالياً، هي قبول باسيل افتراق الحلفاء تكتيكياً.