إعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن قداسة البابا عندما يزور لبنان سيحمل كلمة رجاء ليقول للبنانيين أنكم تعيشون ليلاً طويلاً على كل المستويات، ولكن بعد هذا الليل الطويل سيكون هناك فجر.
موقف الراعي جاء بعد زيارته قصر بعبدا امس ولقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، وقد انضم اليه راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون بصفته رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، والمسؤول عن ترتيب زيارة قداسة البابا الى لبنان على المستوى الكنسي. وتم التطرق الى التحضيرات لزيارة قداسة البابا الى لبنان.
وأوضح الراعي انه هنأ عون على «عودته بالسلامة من الفاتيكان، حيث قام بزيارة ناجحة والبرهان القرار الذي اتخذه قداسة البابا بزيارة لبنان في حزيران المقبل»، واللقاء تطرق الى هذا الموضوع «لأن سيدنا المطران ميشال عون هو رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان ويتمثل فيها مختلف المطارنة من كل الكنائس، والمسؤول عن ترتيب الزيارة على المستوى الكنسي. وقد اعطى الرئيس عون توجيهاته بالنسبة لترتيبات اللجنة الوطنية في القصر الجمهوري».
وذكر الراعي انه اطلع عون على لقاءاته في مصر ونقل له تحيات رئيسها وأمين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، «وهما يحملان همّ لبنان».
ولفت الى انه وجه دعوة الى عون «للاحتفال معاً بعيد الفصح»، شارحاً «ان اللقاء تطرق الى عدة مواضيع، وجميعنا نتطلع الى شهر حزيران المقبل والى اليوم الذي سيأتي فيه قداسة البابا الى لبنان بعدما يتم تحديد تاريخ هذه الزيارة وبرنامجها، وهذا ما يعمل عليه حالياً في السفارة البابوية بالتنسيق مع المطران ميشال عون وفي اللجنة الوطنية في القصر الجمهوري».
وأبدى الراعي اعتقاده بأن «قداسة البابا سيحمل كلمة رجاء ليقول الى اللبنانيين أنكم تعيشون ليلاً طويلاً على كل المستويات، ولكن بعد هذا الليل الطويل سيكون هناك فجر. وسيتحدث عن قيمة لبنان ودوره ومميزاته بالعيش معاً وتعدديته، وعن ديموقراطيته والصعوبات التي يمر فيها اليوم على مختلف المستويات، الاقتصادية والاجتماعية والمالية. سيكون لديه كلمة رجاء».
ونفى الراعي ان يكون اللقاء تطرق الى موضوع القضاء «فالحديث كان محصوراً اساساً بالمواضيع الثلاثة التي اشرت اليها ولم نتطرق الى قضايا لبنانية حالية». وكرر انه «لم نأت على ذكر القضاء في الحقيقة ولم يكن هناك اي مجال لذلك. فالحديث عن التحضير لزيارة البابا الى لبنان أخذ حيّزاً كبيراً من اللقاء».
ورأى ان الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي وعودة سفراء مجلس التعاون الخليجي الى لبنان، «أمران يكمّلان بعضهما البعض»، لافتاً الى انه تطرق خلال اللقاء مع عون الى هذا الموضوع واستوضح منه بعض النقاط عن الاتفاق مع صندوق النقد، «فأشار الرئيس عون الى انه تم الاتفاق على جميع المراحل كما على خطة الاصلاح، موضحاً ان كل الامور اصبحت جاهزة ومن الممكن ان نبدأ فوراً بتطبيق الاتفاق، وعلى الحكومة ان تبادر الى تقديم مشاريع القوانين الى المجلس النيابي حيث اعلن الرئيس بري ان المجلس على استعداد للمباشرة بالقيام بما هو مطلوب منه في هذا السياق. وقد أكد رئيس الجمهورية ايضاً ان العمل في هذا الاتفاق لا يتوقف بعد اجراء الانتخابات النيابية في ظل حكومة تصريف اعمال. فهناك استمرار لعمل السلطة وقد اتخذت القرارات في هذا الموضوع قبل اجراء الانتخابات ويجب مواصلة العمل بها. أما في ما يتعلق بعودة سفراء التعاون الخليجي الى لبنان، فهذا الامر يصبّ في الاتجاه ذاته، خصوصاً أن دول هذا المجلس يعبّرون دائماً عن استعداهم للوقوف الى جانب لبنان ومساعدته، إذاً ليس هناك من تناقض بل تكامل».
وفي الشأن الانتخابي، جدد الراعي دعوته اللبنانيين الى الاقتراع، «لأنه لا يكفي المطالبة بالتغيير، إذ لا تملكون الحق بالقول ان ليس لديكم ثقة بأحد، فالاقتراع هو واجب دستوري، وإذا فعلاً تريدون التغيير فعليكم التوجه الى صناديق الاقتراع وتختارون اشخاصاً تمنحونهم ثقتكم. فلا يكفي القول بأن ليس لدي ثقة بأحد، فهذا كلام لا يقال. ولا يمكن اعتبار الجميع سيئين، واختاروا الاشخاص الذين تعتبرون أنهم سيتمكنون من إجراء التغيير في لبنان، والاشخاص الذين يلبّون صرخاتكم. فنحن في الاساس باركنا الثورة عندما بدأت. لماذا؟ لأنها كانت عابرة للطوائف والمناطق وبدأت بشكل عفوي. وكنا نقول للثوار دائماً، أكملوا مسيرتكم ولكن اعلموا ماذا تريدون. اعملوا على تهيئة النخب من بينكم وتوقفوا عن حرق الدواليب وقطع الطرقات. ونحن دائماً ندعو اللبنانيين الى كثافة الاقتراع، ففي صناديق الاقتراع يبدأ التغيير».
وهل سيعمل خلال الفترة الفاصلة عن زيارة البابا على التخفيف من حدة الاحتقان؟ أجاب الراعي: «هذا الامر لا يحصل بسحر ساحر، ويتطلب عملاً مكثفاً، وللأسف زادت حدته مع اقتراب الانتخابات التي يجب أن تشهد تنافساً بالبرامج بدلاً من الاهانات والاساءات. واليوم اصبح هذا الامر بعيداً جداً. ونحن نسأل ما معنى الوحدة الوطنية؟ نحن نطالب بالوحدة الوطنية ليس لأننا مختلفون على الرؤية. فهل يا ترى لدينا جميعاً ولاء للبنان؟ للدولة ولمؤسساتها؟ فاللبنانيون يقولون، والمسيحيون خصوصاً، انهم منقسمون. وأنا اقول لهم: هل هم منقسمون ايديولوجياً. كلا بل هم منقسمون لأن هناك امراً غير طبيعي يتعلق بالولاء للبنان. ولاؤنا جميعاً يجب أن يكون للبنان، وعندها تتكون الوحدة الوطنية. وأنا شخصياً كنت انتقد تسمية الحكومة بحكومة وحدة وطنية، إذ لا يمكن أن يكون اسمها وحدة وطنية عندما يجلس الاضداد والمتباغضون سوياً. الوحدة الوطنية تتكون عندما يتم التفاهم والتصالح حول الشؤون الوطنية، فيما هم يسمونها نقاطاً خلافية. وأنا أكرر الدعوة الى المسؤولين اللبنانيين انه في حال عجزهم عن الجلوس الى طاولة لحل الامور، فيجب عندئذ حصول مؤتمر دولي كما حصل في الطائف وغيره. وفخامة الرئيس وجه دعوة مرتين الى طاولة الحوار، فمن لبى الدعوة؟ فلا يمكن إجراء وحدة وطنية إذا كان الجميع يشارك في الحكومة. فأولاً علينا أن نتفاهم على ما يسمونه نقاطاً خلافية ومعرفة ما هي هذه النقاط. فالطبيب يجب أن يشخّص للمريض مرضه اولاً. واللبنانيون لا يريدون الجلوس الى طاولة لتشخيص المشكلة. وأنا أعتقد أنه سيكون للبابا كلام قوي في هذا الموضوع، ففي الفاتيكان يتألمون على لبنان وشعبه المنقسم، بل بالاحرى على سياسييه المنقسمين».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News