"ليبانون ديبايت" - محمد المدني
غاب طبق "القوات اللبنانية" عن مائدة الضاحية الجنوبية الرمضانية، حيث لم يتطرّق الثلاثي أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله، ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، إلى موضوع "القوات اللبنانية" ورئيسها سمير جعجع، ولم يتمّ البحث في إمكانية تشكيل جبهة مسيحية لمواجهة مشروع "القوات" التي من الممكن أن تصعد إلى القمة النيابية من بوابة الساحة المسيحية.
غاب طبق "القوات"، لكن الأطباق السياسية الدسمة حضرت بقوة على المائدة التي اختار أصنافها نصر الله شخصيًا، وحضور باسيل كان ضروريًا لكسر الجليد الحاصل بينه وبين شريحةٍ كبرى من الناخبين الشيعة غير المغرومين بمشروع باسيل وخطابه وغير آبهين بمستقبله السياسي، ومن المعروف أن من يجالس نصر الله كأنه جالس الناس جميعًا.
قديمةٌ هي فكرة اللقاء الثلاثي الذي عُقد بعيدًا عن عدسات الكاميرا، لكنها كانت تصطدم بالمتغيرات والأحداث الداخلية. واليوم وبعدما استقرّ الوضع السياسي نسبياً بتشكيل الحكومة، عادت الحرارة إلى فكرة اللقاء، وحصل.
تمّ اختيار الإفطار لأنه يجمع روحياً الصوم المسيحي والصوم الإسلامي، وقد عقد المعاون السياسي لنصر الله الحاج حسين خليل، أكثر من لقاء مع فرنجية وباسيل تحضيراً لهذا اللقاء. وجرى استعراض الأوضاع السياسية والإقليمية، ثم كان الدخول بتفاصيل العلاقة بين "الوطني الحر" و"المردة" وضرورة التفاهم على تخفيض مستوى الخطاب السياسي والاعلامي والتفكير بالخروج من الأزمة لأن في ذلك مصلحة للجميع.
كما تمّ التطرق إلى ضرورة تنسيق كل حلفاء المقاومة والخط الوطني لتشكيل أكثرية نيابية تستطيع أن تحقق الإصلاحات المنشودة ومكافحة الفساد. وتطرق اللقاء إلى تشكيل حكومة قادرة على اتخاذ قرارات فاعلة لمواجهة الإنهيار وقبول مساعدة دولٍ تريد تقديم ما يحتاجه لبنان للخروج من الأزمة.
هذا وحسم نصر الله الموضوع الرئاسي بين فرنجية وباسيل، وبأنه لا يجب أن يكون مدخلاً لخلاف مبكر خصوصاً أن عوامل كثيرة تدخل في هذا الإستحقاق، وما من داعٍ من اليوم للإستنفار الرئاسي، لأن الأمور مرهونة بأوقاتها. لكن من المؤكد أن اللقاء كان إيجابيًا وتم الإتفاق على استكماله عبر وسطاء.
ليس واضحًا حتى اليوم كيف سيكون المشهد السياسي بعد 15 أيار 2022، لأنه وبحسب "حزب الله"، فإن الأمر مرتبطٌ بالموقف الأميركي، هل هو في سياق تصعيدي أم لا؟ حتى اللحظة، الكلّ يتحضّر للإنتخابات، والأوروبيون والفاتيكان راغبون بإجراء الإستحقاق بهدوءٍ تام، وهذا ما سيحصل.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News