"ليبانون ديبايت"
على أعتاب الإنتخابات اللبنانية، وأياً تكن الدوافع وبعد خمسة أشهر من التشنج، تحقّق الإنفراج على خطّ العلاقات الديبلوماسية بين لبنان ودول الخليج، وهو الأمر الذي لا يستغربه النائب في "اللقاء الديموقراطي" النائب نعمه طعمه، لأن عودة سفراء دول الخليج إلى لبنان، ولا سيّما السفير السعودي الدكتور وليد البخاري، تأتي لجملة أسباب واعتبارات، وأبرزها العلاقة التاريخية بين لبنان والمملكة، إضافة إلى وجود أكبر جالية لبنانية تعيش فيها، وهي لم تتأثّر بفعل ما جرى من أزمة ديبلوماسية بين البلدين، بحيث القيادة السعودية لا تتعاطى بهذه المسائل والصغائر، بل هي تكنّ للبنانيين ولأي طائفة انتموا، مودّةً خاصة وقد احتضنتهم منذ الحرب الأهلية في لبنان، ويحظون بأفضل معاملة.
ويكشف النائب طعمه لـ "ليبانون ديبايت"، أن ثمة عناوين عديدة أدّت إلى هذا الإنفراج ، بدءاً من مناشدة كبار المسؤولين الإقتصاديين والهيئات الإجتماعية والإقتصادية للمملكة، إذ وفق معطياته ومعلوماته، ترك أثراً بالغاً لدى المسؤولين السعوديين، الذين قدّروه، لأن الغالبية من الشعب اللبناني لا ينسون ما قدمته السعودية للبنان من إعادة إعماره مراراً، ناهيك إلى التواصل الفرنسي ـ السعودي وخصوصاً اللقاء الذي عقد في باريس بين مستشار الديوان الملكي الدكتور نزار العلولا، والسفير البخاري من جهة، ومستشار الرئاسة الفرنسي باتريك دوريل، بمعنى أن هناك حرصاً فرنسياً على عودة العلاقات بين بيروت والرياض إلى طبيعتها.
ويلفت طعمه، إلى أن المسؤولين الفرنسيين، وفي طليعتهم إيمانويل ماكرون، يدركون مدى أهمية الدور السعودي في لبنان، كما أن المساعي التي بذلتها الجامعة العربية والقاهرة في هذا الصدد، أدت إلى عودة الأمور إلى نصابها، مع التذكير ببيان الخارجية السعودي الذي كان من أبرز عناوين هذا الإنفراج لما تضمنه من عبارات في غاية الدقة والأهمية، وكان بياناً مفصلياً بامتياز.
أما بالنسبة لتزامن هذه العودة مع الإستحقاق النيابي، في ضوء ما يُحكى عن "إستنهاض" الشارع السنّي بعد قرار الرئيس سعد الحريري بمقاطعة الإنتخابات، أكد النائب نعمه، أن للمملكة علاقات وصداقات تاريخية وروابط إجتماعية، وهي على بيّنة من كل ما يحيط بلبنان من أزمات وخلافات وما سوى ذلك، ومن الطبيعي في ظلّ هذا الرابط التاريخي بين الرياض والطائفة السنّية الكريمة ودار الإفتاء على وجه الخصوص، فذلك باعتقادي سيؤدي إلى حملة استنهاض وانفراج بعد ما أصابها من ضياع نتيجة معطيات كثيرة، وهي طائفة مؤثّرة في الإستحقاق الإنتخابي وعلى المستوى السياسي واستقرار البلد. أمّا على الصعيد الوطني وبحكم علاقات النائب طعمه مع المسؤولين السعوديين، فهو يشير إلى أن المملكة تجاه لبنان، ماضياً وحاضراً، لا تنظر إلى المواطنين اللبنانيين من زاوية طائفية ومذهبية، إنما هي على مسافة واحدة من الجميع وتكنّ كل الإحترام والتقدير للمسلمين والمسيحيين ولها علاقات متينة وتاريخية مع سائر المرجعيات الروحية دون أي تمييز أو تفرقة.
لكن هل تدعم السعودية أي لائحة أو شخصية في الإنتخابات؟ يجيب طعمه وبشكلٍ قاطع، أن السعودية لا تدخل في الزواريب السياسية الضيقة في لبنان، فصحيحٌ أن لها علاقات وصداقات وحلفاء، وهذا لا يخفى على أحد، إنما في الإستحقاقات المحلية من الإنتخابات النيابية إلى تشكيل الحكومات والإستحقاق الرئاسي، فهي لا تتدخّل على الإطلاق. وفي هذا المجال، يشير إلى أنه وخلال فترة الفراغ الرئاسي، نادت المملكة بضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق الدستور اللبناني دون أن تدخل في التسمية أو أن يكون لديها أي مرشّح، والأمر عينه في المحطات المقبلة حيث أن اتصال السفير السعودي بالرئيس فؤاد السنيورة، إنما يدخل في سياق العلاقة التي تربط السنيورة بالمملكة بحيث يهبّ دوماً مدافعاً عن المملكة جراء الإعتداءات التي تتعرض لها، وبالتالي يوم كان رئيساً للحكومة، وحوصر في السراي نتذكر كيف أجرى المغفور له الملك عبدالله بن عبد العزيز اتصالاّ به وبالوزراء الذين كانوا يتواجدون في السراي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News