"سبوت شوت"
ليل يوم السبت 23 نيسان، شهدت طرابلس على أكبر مأساة تحدث في المدينة منذ عقود، خيرةٌ من أبنائها أبتلعهم البحر قبل أن تلفظ مياهه بعض جثثهم.
ونجا من كُتِب له عمرا جديداً، فيما بقي أكثر من 28 شخصاً حتى الساعة في عداد المفقودين.
28 شخصاً، كلّهم من الأطفال والنساء، إرتأى اولياء امرهم من أزواجهم وأخوتهم حمايتهم في أعماق المركب في الطابق السفلي لعلّ طارئاً يحدث، فيكونوا جميعهم بأمانٍ مرتاحي البال... إلا أنهم إرتاحوا إلى الأبد وغرقوا ودفنوا بعد ساعات في أعماق البحر دون شاهد لقبورهم.
حتى الساعة وكما تفيد التحقيقات، أن الأطفال والنساء موجودون في البقعة اللبنانية ما قبل المياه الإقليمية، وعالقين بين أخشاب الزورق المفقود على عمقٍ يتراوح بين 450 و480 متراً تحت سطح المياه، وتحت الخط 12 ميلا بحرياً.
والكل يسأل: لماذا لم تتم عمليّة تعويم المركب وسحبه بمن فيه من ركابٍ فارقوا الحياة حتى اللحظة؟
وفي التفاصيل التي حصل عليها "سبوت شوت"، إن عملية سحب الزورق أو تعويمه وخصوصاً بعد مرور أكثر من أسبوعين على الحادثة، يعجز أي تدخّل بشري من إنجازه كون المركب عالق في أعماقٍ مهولة، وليس بإستطاعة أي غطّاس ولو كان متمرّس أن يطالها، فمثل هذا النوع من الحوادث، يتتطلّب تقنياتٍ عالية ومعدّات متقدّمة، ليست متوفّرة بحوزة الدولة اللبنانية والأجهزة المختصّة ولا حتى البحارة.
أما بالنسبة للجيش اللبناني، فهو متأنٍ حتى الساعة وما زال يدرس خطة تعويم الزورق بدقّة عاليّة، بهدف المحافظة على المركب كما غرِق ومنعاً من بعثرة محتواه وإضافة الأضرار عليه، بغية التمسّك بالدليل الواحد الحثي المتبقي الذي يؤكّد أن "مركب الموت" إصطدم بزورق الجيش وغرق لا العكس، وتحاشياً من أن يُتهّم الجيش بأنه هو من أخفى الدلائل عمداً.
كما لا يزال التحقيق مستمراً مع الموقوف الوحيد، قبطان المركب، الذي يملكه رائد الدندشي لمعرفة الاسباب التي دفعت للاصطدام بمركب الجيش.
وتبدي مجموعة من الأشخاص والشركات الخاصة استعدادها للمساعدة في سحب المركب من الاعماق شرط أن تتأمّن الإعتمادات الماليّة لشراء المعدات، الا انه لم تسجل حتى الساعة اية عروض رسمية بهذا الاتجاه.
قد لا يعني الكثير سحب المركب وما تبقى فيه من اشلاء الضحايا، إلا أن ذلك قد يبرّد قلوب اهاليهم المفجوعين، ويحدد المسؤوليات حول المُسببين الفعليين للمأساة.
من يتحمّل مسؤولية ما حصل؟ وهل ستترك الدولة ابناءها جثثا تتناتشها الاسماك بعد ان تركتهم جثثا حية على البر تتناتشها اطماع الفاسدين؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News