دحضت مشاركة المغتربين اليوم في دول الخليج، وتحديدا السنة منهم، كذبة "المقاطعة السنية للانتخابات" والتي يتم الترويج لها إعلاميا وسياسيا، ربطاً بانسحاب سعد الحريري وتيار المستقبل من السباق الانتخابي.
إذ في حين سجلت نسبة اقتراع مرتفعة، بلغت 59% لـ18225 مقترعاً في 9 دول عربية وإيران في المرحلة الأولى من انتخابات المغتربين، وهم بغالبيتهم من السنة في بلدان الخليج، كان المزاج التائق للتغيير، لا سيما لناخبي دائرة بيروت الثانية منهم، واضحاً مثل عين الشمس، وهو ما تجلّى على القنوات اللبنانية، خلال التغطية الإعلامية على الهواء مباشرة، وعلى مرأى من الجميع!
حيث حظيت لائحة بيروت التغيير الموحدة للقوى التغييرية، على إجماع الناخبين التائقين لـ"التغيير"، إذ عبروا صراحة عن أنه حان الوقت لإعطاء الفرصة لـ"التغييريين"، إجماعا منهم على ضرورة "محاسبة المنظومة والثأر منها على ما أصبحت عليه أحوال لبنان واللبنانيين".
وهذه الحماسة "المرئية" للتغيير، لعلها تشكل حافزا حقيقيا لأهالي بيروت المنكفئين اليوم عن التصويت، سواء من بوابة اليأس والإحباط الذين يروج لهما إعلام المنظومة عن قصد، وبالتالي الخوف من عدم القدرة على مواجهة أحزاب السلطة وخرقها بنواب تغييريين، أو حتى لناحية اختيار اللائحة، إذ أن لائحة بيروت التغيير هي اللائحة الوحيدة في الدائرة التي تحمل الطابع الثوري التغييري، فيما يحظى المرشح عن المقعد السني ابراهيم منيمنة، بحيثية كبيرة لدى ناخبي اللائحة، وهو الذي كان قد ترشح عام 2018 على لائحة كلنا بيروت، وسبق أن ترأس لائحة "مدينتي" في الانتخابات البلدية عام 2016، حيث خاض المعركة بوجه المنظومة، قبل ثورة ١٧ تشرين بسنوات.
ومع أنه منذ إعلان سعد الحريري اعتكافه وتياره عن الترشح للانتخابات، لم يتوان المحللون المقربون من المنظومة وكذلك إعلامها، عن الترويج بأن الطائفة السنية في حالة انكفاء عن التصويت، دحض ناخبو هذه الطائفة في الاغتراب اليوم، هذه التحليلات، وقدموا نموذجا عن مستوى مرتفع من الوعي السياسي، حيث ذهبت أصواتهم للتغيير، ضد منظومة ٤ آب، في رسالة للناخبين المقيمين، بأنه "نحن معكم" في معركتكم ضد المنظومة، وبأنه "حان وقت التغيير"!
اخترنا لكم



