المحلية

الخميس 12 أيار 2022 - 12:35

الورقة البيضاء العَلَوِيَّة في وجه المتسللين... وإلَّا

الورقة البيضاء العَلَوِيَّة في وجه المتسللين... وإلَّا

كتب الشيخ شادي عبده مرعي:

لم يتبقَّ أمام العلويين في لبنان من بصيص نورٍ للتغيير سوى رفع الورقة البيضاء الدستورية في وجه المتسللين صوب المقعدين العلويَّيْن..

بعد أن سُلبوا بقانون انتخابيّ فاشل حرية الاختيار، وأُجبروا على الوقوف أمام مرشح وحيد يمثل(القرار) في مقابل (9) تسع لوائح تنطلق في خطابها من الانقضاض على محور العلويين السياسي وتجعله شعارها الانتخابي الأبرز في حملتها الجارية، بمعنى أدق:

تسللوا إلى لوائح لا تشبه صورة العلويين النمطية: سياسيا أو تاريخيا، في شيءٍ أبدا... وربما كان التغيير السليم جميلا جدا، وربما أيضا حمل معه بشائر الاشراك في النسيج اللبناني بكل تناقضاته وتشعباته، ولكن على فرض طوباوية ذلك:

خلال كل الفترة الممتدة من إعلان اللوائح حتى هذه اللحظة لم يقدّم هؤلاء المتسللون رؤية انتخابية مريحة ومقنعة للشريحة الكبرى من العلويين؛ بل آثروا التجاهل عن مواجهة التساؤلات الكثيرة في قلوب العلويين قبل عقولهم، والتزموا التغافل عن مجابهة المحتجين على الشعارات المعادية لما ينتمي إليه العلويون..

ثم ساروا وأسدلوا ستار العنجهيات المتذاكية على عيون محرومة تبحث عن ما تَسُدُّ بها رمقها في هذه الأيام العصيبة.. كل هذا، أدّى إلى ازياد التوتر، ورفع منسوب القلق والخوف، من إدخال علويي لبنان في مشاريع لا تحمد عقباها داخلياً أبدا..

وكلامي هذا توصيفيّ تحليليّ بامتياز، كما أنّه ليس موجها لتلك الطبقة التي تخدع نفسها بشعارات الإصلاح والتغيير، بل هي موجهة للتاريخ الذي سيكتب، ولا أريد أن أسجل فيه خيانة أو تخاذلا ما قدرني الله على ذلك.

وفي قراءة المصلحة السياسية للورقة البيضاء ما يُريح الضمير، ويُبقي على صفاء التاريخ ثلاث منافع واضحة:

أولا- هي رفض واضح ضد أصحاب القرار الذي اعتادوا الاستهانة بطموح وأحلام العلويين في لبنان.
ثانيا- هي في الوقت نفسه: رفض لكلّ أصحاب المشاريع التي لا تنسجم مع تاريخهم وعاداتهم، أو لنقل: جاؤوا بتحالفات غريبة، زاد من ريبتها:
التردد المخيف في إعلانها حتى استنفاذ الوقت كله، مضاف إليها شخصية المتسلل عينه الذي كاد يفلقنا بشعاراته الفارغة..
ثالثا- هي أيضا، في القراءة العميقة: رفض كبير للقانون الانتخابي العنصري الاستعبادي.

وأما من يحتجّ علينا على هذا القرار الأبيض، فقد قرأ مشهدية الورقة البيضاء بلسان حال الطامحين للتغيير عند الطوائف الحاكمة في لبنان؛ فهي – أي الورقة البيضاء – تصبُّ في مصلحة السلطة الحاكمة دون أي شك.

أما في الجزئية العلوية فالقراءة مختلفة جدا كما أوضحنا منذ قليل؛ فأيُّ سلطة عند العلويين يريدون تغييرها؟ هم بعد أكثر من (100 عام) على إعلان دولة لبنان الكبير ما زالوا مبعدين عن كل قرار وسلطة وحكم ..

فإسقاط مفهوم الورقة البيضاء عند الأكثريات على أقلية علوية محرومة مغالطة فكرية في أدنى تقدير..

فلا مجال إذا عند العلوي الطامح للنيابة إلاّ توسل النزول على لائحة بعد أن يستذلوه على أبواب زعاماتهم الفاقعة..

وفي هذه الحال الجامدة من انسداد الأفق، وسوداوية المشهد، لا يكفي الرفض لمتسلل من هنا، أو الصمت عن آخر من هناك ..

بل أصبحت الورقة البيضاء الخلاص الوحيد من مأزق الوقوف بين طرفين:

- متسلل القرار المرفوض من الغالبية الساحقة الذي لا يمثل شبابا، ولا يخاطب وَعْيَاً، وإنما استهزاء واستقواء على ضعف المعارضين..
- ومتسللي اللوائح المعارضة التي ستسبب نكسة مجتمعة داخلية مهما جهدنا في تقديم التطمينات..

وعليه، فلا تخدعنّك أخي العلوي نظرياتهم السخيفة عن الحقوق الضائعة، ولا يهولنّ عليك بالمظلومية التاريخية، فقد تساوينا مع أبناء الوطن كل الوطن..

ومن هبط علينا بزقته، سيعود خاوي الوفاض إلى قارته بعد أن تزول تعبيداته مع أول عاصفة .. ومن وعدنا بالمنّ والسلوى سيلملم ذيول خيبته مستثمرا بها عند شلالات أوهامه.. ومن اقتحم مجتمعنا بقواته وبهائه سيعود مهزوما إلى مخازن دوائه.. ومن هجر عيادته، فسيعود إليها بنرجسيات بائدة..

أما ذلك المصلوب على قارعة القرار الأعوج فسيأكله دود النسيان..

وسيظل التباكي مع (بعضهم الباقي) على الصوت العلوي المبحوح والمستقبل العلوي المنشود أكذوبة انتخابية يسوقونها في معرض الترويج لسخافاتهم السياسية..

ويبقى الحل الوحيد في المعارضة العلوية الواعية التي يجب أن تنطلق من صميم كل علوي يخاف على مستقبل أولاده في هذا الوطن القلق..

فارفع الورقة البيضاء أيها العلوي وأشعلها ثورة بيضاء أمام وجوه المتسللين السوداء

حتى يبلغ حاصل الرفض مبتغاه، ولقِّنْهم درسا أخلاقيا ووطنيا عن الكبرياء في زمن الرياء .. واطمئن:

سيكون لديك في 16 أيار نائبان فاشلان بعد أن يملآن الدنيا صفحات وهمية، وانجازات خرافية.. وتذكر قول بدوي الجبل ( رحمه الله): فالأصيل العتيق يأنفُ شوطاً... لَمْ يُشاهدْ فِيه أصيلاً عتيقا فقد ذَلَّ شوط المتسللين..

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة