بركات: إيران خَسِرت لبنان... إنتظروا الدرونز؟

"ليبانون ديبايت"

تأخذ "المعركة الإنتخابية النيابيّة" بنتائجها "الصادمة، سلبًا أو إيجاباً ، أبعاداً لا تقتصر على الداخل بل تطلّ على الوضع الإقليمي برمته وتؤشّر لمرحلة جديدة تختلف عن المراحل التي مرّ بها لبنان منذ 30 سنة.

وفي قراءة متأنيّة لنتائج هذه الإنتخابات الأولية يتكوّن عند المُحلّل والكاتب السياسي محمد بركات في حديثٍ لـ "ليبانون ديبايت" عدد من المعطيات أبرزها، أنّ "اللبنانيين أقفلوا خمس أحزاب لبنانية وبالتالي إقفال بيوت سياسيّة بارِزة، وهذه الأحزاب هي: الحزب القومي السوري، حزب التوحيد العربي، الحزب الديمقراطي اللبناني، حزب فيصل كرامي، وطبعاً تيّار المستقبل.

وبرأي بركات فإن النتائج فتحت 3 نوافذ أمام لبنان وهي:

- نافذة التغيير، حيث أفرزت الإنتخابات 6 نواب تغييريين وربما أكثرّ من المجتمع المدني، بحسب الفرز المستمر، يُمكن إضافتهم إلى النواب المُستقلين الذي قد يَصل عددهم إلى 5 أو6 نواب.
- أثبتت هذه الإنتخابات أنها لها بُعداً إقليمياً ويبدو أنّ النتائج لن تَمنح حزب الله الأكثرية النيابية بما معناه أن لبنان قد يخرج من القبضة الإيرانية إلى الحضن العربي وبالتالي ها هي إيران تخسر لبنان بعد العراق ويُمكن لمحادثات اليمن إذا أفضت لحلّ أنْ تُفقدها عنصر القوّة الأخير ممّا يعني أنْ إيران تخسر المكاسب التي حصلت عليها خلال العشر سنوات الأخيرة وبدأت تنحسر في اعتداءتها على العرب. لكن أخشى أن ترد إيران كما ردت في العراق، بالطائرات المسيّرة والاغتيالات والتفجيرات.
-ثبتَّت الإنتخابات رئيس حزب القوات اللبنانية "الزعيم المسيحي الأقوى" بدل "التيار الوطني الحرّ" وأعطت أحد جنرالات القوات" غياث يزبك الأولوية في البترون ممّا جعل من جبران باسيل ثانياً في عقر داره، وبالتالي تشهد النتائج اليوم على نهاية العهد القوي.

ويقول بركات: إذا أردنا أنْ نضيف نافذة رابعة فهي ما نشهده من نهاية "الكتلة السورية" في البرلمان من الرئيس إيلي الفرزلي إلى وئام وهاب وطلال إرسلان إلى أسعد حردان وفيصل كرامي وربما غيرهم بعد.

لكنّ ماذا عن النائب سليمان فرنجية؟ يُسارع إلى التنبيه بأنه "جرى تحجيم فرنجية حيث أصبح ميشال معوض شريكاً له بنصف أصوات الزغرتاويين، ولم يَحصل حتى الآن سوى على مقعدَيْن فقط".

والنتيجة برأيه هي "هزيمة نكراء لحزب الله الذي إعتبر أنّ المعركة هي معركة إنجاح الحلفاء ليتبيَّن أنّ حلفاءه سقطوا، وأكثر من تراجع هو التيار الوطني الحر".

إذًا ما هو السيناريو المُقبل؟ يُوضح أنّه ستبدأ الآن إعادة تكوين السلطة التي تعتمد على 3 تطوّرات: أولاً أن لا أكثرية نيابيّة لحزب الله في المجلس، وثانياً عودة وليد جنبلاط ليُشكل "بيضة القبان" وثالثاً ستكون القوى التغييرية الجديدة أيضاً بيضة قبان جديدة في المجلس".

وحول رئاسة المجلس النيابي، يؤكّد "عودة الرئيس نبيه بري ليترّأس المجلس بما أنّ لا نائب شيعي من خارج الثنائي في المجلس".

وهل نَشهد فراغاً حكوميّاً بعد إستقالة الحكومة عقب إعلان النتائج؟ يرى أنّه "سيكون هناك فراغ خصوصاً مع خروج الرئيس نجيب ميقاتي من التوازنات بخروج الأكثرية من حارة حريك". ويقول بركات إنّ "رئيس للحكومة المحتمل هو أسامة سعد، لأنّه شخصيّة قريبة من الثورة وليس حادًّا إتجاه 8 آذار ومَقبول من العرب وهو إبن بيت سنّي عريق وجنوبي ومُقاوم".

أمّا عن الإنتخابات الرئاسية فيحسم أنّ "سليمان فرنجية خرج من التداول الرئاسي وجبران باسيل سقفه البترون، لذلك يُمكن الحديث عن احتمالات جديدة مثل النائب نعمة إفرام الذي بات يُمثِّل جزءا من صوت الموارنة في قلعتهم الكسروانية، ومقبول من المجتمع المدني، وفي الوقت نفسه مقبول من المجتمعَيْن العربي والدولي ومواقفه غير حادّة اتجاه حزب الله".

وماذا عن الوضع الإقتصادي؟ يختم بركات أنّه في حال "تمّ تشكيل حكومة غير مُستفزة للعرب فإن الأمور يُمكن أنْ تُبشّر بالخير عبر مساعدات عربية ودولية كانت تشترط حكومة لا يمسكها حزب الله وإصلاحات لا يمكن أن تنفذها المنظومة التي يمثلها ميقاتي".