موسكو مستعدّة لاستئناف المفاوضات مع كييف

في الوقت الذي تُكثّف فيه موسكو ضرباتها خصوصاً على شرق أوكرانيا في محاولة منها لاعطاء زخم لجيشها في عمليّته لاحتلال دونباس، بعدما تعثّر في شمال البلاد وانسحب منها بطريقة مذلّة، أبدى المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي خلال مقابلة مع التلفزيون البيلاروسي أمس استعداد بلاده لاستئناف محادثات السلام مع أوكرانيا، مشيراً إلى أن كييف وراء تعليقها و"الكرة أصبحت في ملعبهم"، إذ إن "روسيا لم ترفض يوماً التفاوض"، فيما كشف رئيس السنغال ماكي سال أنه سيزور روسيا وأوكرانيا في وقت قريب باسم الاتحاد الأفريقي الذي يترأسه حاليّاً.

وركّزت القوات الروسية جهودها منذ آذار على شرق أوكرانيا، حيث يشتدّ القتال. واستهدف القصف الروسي ليل السبت - الأحد مدن ميكولاييف وخاركوف وزابوريجيا، بحسب الرئاسة الأوكرانية، في حين أُصيب رئيس بلديّة مدينة إنرغودار أندريه تشيفشيك، المُعيّن من روسيا، بانفجار. وأعلن رئيس بلديّة المدينة المُنتخب ديميترو أورلوف عبر "تلغرام" أنّه يملك "معلومات مؤكدة أنّ تشيفشيك ومرافقيه أُصيبوا خلال الإنفجار إصابات متفاوتة الخطورة"، لكنّ الملابسات لا تزال غامضة.

ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسيّة للأنباء عن مصدرٍ طبيّ أنّ "تشيفشيك يقبع في العناية المركّزة"، فيما أفادت وكالة "تاس" بأنّ الإنفجار "سبّبته عبوة ناسفة يدوية الصنع" في المدينة الواقعة جنوب أوكرانيا، بينما بدا مشهد مدينة ماريوبول التي احتلّها الجيش الروسي والانفصاليون الموالون له أخيراً، مروّعاً مع هياكل مبان متفحّمة في العديد من الأحياء التي هجرها سكّانها.

تزامناً، مدّدت أوكرانيا العمل بالأحكام العرفية والتعبئة العامة لمدّة 3 أشهر، الإجراءان اللذان فُرضا منذ بدء الغزو الروسي في نهاية شباط. ووافق البرلمان الأوكراني بالغالبية المطلقة على المرسومَيْن الرئاسيَّيْن في شأن تمديد الأحكام العرفية والتعبئة العامة حتّى 23 آب، فيما قدّر الوزير الفرنسي المنتدب للشؤون الأوروبّية كليمان بون أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي "سيستغرق على الأرجح 15 أو 20 عاماً"، مقترحاً أن تنخرط كييف في الأثناء في المنظمة السياسية الأوروبّية التي طالب الرئيس إيمانويل ماكرون بإنشائها.

وفي غضون ذلك، اعتبر الرئيس البولندي أندريه دودا خلال كلمة له أمام البرلمان الأوكراني في كييف هي الأولى من نوعها لرئيس دولة أجنبي منذ بدء الحرب أن متابعة "العمل كالمعتاد" مع روسيا بات مستحيلاً عقب القتل الجماعي لمدنيين أوكرانيين و"جرائم الحرب" التي ترتكبها القوات الروسية، وقال: "بعد بوتشا وبوروديانكا وماريوبول لا يُمكن أن نُتابع العمل كالمعتاد مع روسيا"، مشدّداً على أنّه "لا يُمكن لعالم منصف أن يعود إلى العمل كالمعتاد متناسياً الجرائم والعدوان والحقوق الأساسية التي تمّ الدوس عليها".

توازياً، أوضحت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن الوزير أنتوني بلينكن ونظيرته الفرنسية الجديدة كاترين كولونا بحثا خلال مكالمة هاتفية شؤوناً متعلّقة بـ"حلف شمال الأطلسي"، ومنها أفضل السُبل لدعم مساعي فنلندا والسويد للإنضمام إلى الحلف. كما اتفق الوزيران على أهمّية استمرار الدعم لأوكرانيا ومواصلة "التكاليف الباهظة" التي يتكبّدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب غزوه لأوكرانيا.