إحتدم النزال العسكري بين روسيا وأوكرانيا بقوّة في دونباس، حيث تتوغّل الآلة الحربية الروسيّة في المنطقة الصناعيّة لمحاولة احتلال مناطق جديدة وسط معارك طاحنة بلغت "حدّها الأقصى"، بحسب نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار التي أوضحت خلال مؤتمر صحافي أن "قوات العدو تقتحم مواقع قواتنا في عدّة اتجاهات وفي الوقت نفسه"، محذّرةً من "مرحلة طويلة وبالغة الصعوبة من القتال"، إذ إن "الوضع لا يزال صعباً ويُنذر بمزيد من التدهور".
خطّط الجيش الروسي لمسار بطيء ولكن ثابت للتوغّل في منطقة دونباس منذ انسحاب قواته بطريقة مذلّة من الشمال الأوكراني، من أجل تعزيز الجهود العسكرية في الشرق، حيث يُحاصر الجيش الروسي العديد من المدن، خصوصاً سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، التي تُشكّل عائقاً للوصول إلى المركز الإداري الشرقي لأوكرانيا في كراماتورسك. بالتزامن، ذكر حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غيداي أن القصف الروسي الكثيف على ليسيتشانسك ألحق أضراراً جسيمة بالبنى التحتية المدنية، بما فيها مركز المساعدات الإنسانية.
وفي الأثناء، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز خلال خطاب ألقاه أمام اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا عن ثقته بأنّ روسيا لن تكسب الحرب التي تسبّبت بها في أوكرانيا، مؤكداً أنه لن يُسمح للرئيس فلاديمير بوتين بإملاء شروط السلام. ورأى أن بوتين "لم يُحقق أساساً أهدافه الإستراتيجية"، معتبراً ان "اجتياح كلّ أوكرانيا" يبدو الآن "أبعد مِمَّا كان عليه عند بداية الهجوم".
وفي السياق ذاته، شدّدت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس بعد لقاء مع نظيرتها البوسنية بيسيرا توركوفيتش في ساراييفو على أن الغرب يجب أن يضمن هزيمة بوتين في أوكرانيا، وأن يواصل دعم كييف من دون أي تراجع، محذّرةً من "تقديم حلّ وسط أو استرضاء لبوتين". وقالت: "يتعلّق الأمر بأن نحفر عميقاً في مواردنا الخاصة وليس أن نتراجع... مع مواصلة إمداد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاج إليها للإنتصار واستعادة وحدة أراضيها وسيادتها".
وفي الغضون، أكّدت محكمة عسكرية في جمهورية قبردينو - بلقاريا في جنوب روسيا طرد 115 من عناصر "الحرس الوطني" اعترضوا على إقالتهم بعد رفضهم المشاركة في الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن خطّة السلام التي اقترحتها إيطاليا قبل أيام في شأن أوكرانيا "ليست جدّية"، لافتاً إلى أنه لم يعلم بمضمون الخطة إلّا عبر الإعلام، إذ إن نصّ الاقتراح لم يُرسل إلى موسكو، بينما كان نائبه أندريه رودينكو قد أوضح الإثنين أن روسيا تلقّت خطّة السلام التي اقترحتها إيطاليا وتدرسها.
توازياً، تعمل ألمانيا على نقل ملايين الأطنان من الحبوب العالقة في موانئ بحرية أوكرانية بسبب حصار الجيش الروسي، عن طريق السكك الحديد، بحسب ما كشف الجنرال كريستوفر كافولي، المتوقع أن يكون القائد المقبل للقيادة الأميركية في أوروبا، خلال جلسة المصادقة على تعيينه في مجلس الشيوخ الأميركي، في وقت اتّهم فيه الكرملين الدول الغربية بمنع السفن التي تحمل الحبوب من مغادرة الموانئ في أوكرانيا، علماً أن موسكو تفرض حصاراً بحريّاً على أوكرانيا. وتُحذّر الأمم المتحدة من أزمة غذائية متزايدة يُمكن أن تستمرّ لسنوات في حال عدم التصدّي لأسبابها، ودعت إلى إتاحة تصدير الحبوب الأوكرانية.
وعلى صعيد آخر، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره التركي رجب طيب أردوغان إلى "احترام الخيار السيادي" لفنلندا والسويد بطلب انضمامهما إلى "حلف شمال الأطلسي"، متمنّياً التوصّل سريعاً إلى حلّ لمعارضة أنقرة. كما تطرّق ماكرون وأردوغان إلى "ضرورة جعل صادرات الحبوب الأوكرانية ممكنة"، في حين سيواصل الرئيسان "الاتصالات في شأن هذا الموضوع في الأيام المقبلة مع الجهات الدولية المناسبة". وبحثا أيضاً إمكان إنشاء ممرّ مائي من مدينة أوديسا في البحر الأسود قد تؤدّي فيه تركيا دوراً مهمّاً.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News